-A +A
نجم الدين أحمد ظافر
رحل رجل ذو سيرة حسنة عطرة إلى مثواه، سيد لم أعرفه في حياته إلا وهو مريض لأكثر من 11 عاما عانى فيها الكثير، بدأ مرضه وهو في رحلة للقاهرة انتقل بعدها للرياض ثم إلى جدة، عانى يرحمه الله كثيرا وصبر طوال تلك السنين، وفاز من صبر على الإبتلاء، فمن أسماء الله الحسنى الصبور، والمبتلى عندما يصبر على امتحان الله له فهو صابر, وهو كمن قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء فشكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء فصبر فكان خيراً له)،وليس هذا الوصف من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لمؤمن صبر واحتسب وسلم أمره لله تعالى.
ولأنه لا يتأدب مع الإبتلاء إلا من عنده عزيمة فقد فاز بعزيمته، رحمه الله وغسله بالثلج والماء والبرد.

وكما قلت لم أعرفه قبل مرضه لكني عرفت إبنه وليد الذي أكن له كل محبة وعرفان وتقدير بعد عملي معه عن قرب لعشر سنوات، كان يحكي عنه إبان عمله في السودان وإيران كسفير للمملكة, يحكي عن طيبته، ودماثته، وطيب معشره في البيت ومع الناس, وكيف كان يرحمه الله متسامحا متواضعا يحب الخير، أمثاله في عهده قلة.
وبعيدا عن المجاملات ولكوني عرفت الدكتور وليد عن قرب شاهدته كيف يبر والده. جزاه الله خير، فله أن يفتخر بذلك ولنا أن نفتخر به أيضا، فقد كنت أحسده على فعل الخير بوالديه في زمن قل فيه ذلك وشاع عقوق الوالدين ..اللهم أرزقني وأرزقه والقراء رضا الوالدين, اللهم ارحمهم كما ربونا صغارا..
وأدعو أن يرحم الله الفقيد عم عرب سعيد هاشم ويغفر له ويوسع له في قبره ويدخله فسيح جناته إنه سميع مجيب وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون