تستأنف غدا في القاهرة جولة الحوار الفلسطيني الرابعة التي وصفت بأنها «الحاسمة» في أجواء يسودها التفاؤل والحذر، بغية مناقشة بند تشكيل حكومة الوحدة، وهي القضية الرئيسة في جدول أعمال الحوار الذي استهل قبل شهرين توطئة لإنهاء الانقسامات وتعزيز الوفاق الفلسطيني، بيد أنه لم ينجح في تحديد شكل الحكومة المرتقبة. وأفصحت مصادر مصرية لـ «عكاظ»، أن القاهرة أعدت ورقة عمل توافقية، سيطرحها رئيس الاستخبارات المصرية عمرو سليمان على حركتي فتح وحماس، تتعلق بتشكيل الوحدة المرتقبة. ونفت المصادر نفسها ما تردد في بعض وسائل الإعلام، أن القاهرة هددت حركتي فتح وحماس، بوقف رعاية الحوار الوطني الفلسطيني في حال استمرار فشل مساعي التوصل لاتفاق مصالحة وطنية بينهما في الجولة الرابعة. واسترسلت المصادر: أن سليمان سيجري محادثات مع وفدي فتح وحماس قبيل انعقاد الجولة الرسمية، بهدف إيجاد حالة التوافق حول بند تشكيل حكومة الوحدة. وفي ذات الصدد، أوضح السفير المصري لدى القاهرة نبيل عمرو لـ «عكاظ»، أن حركة فتح تشارك في الجولة الرابعة، بغية إنجاح الحوار وبلوغ المصالحة الفلسطينية الحقيقية، وإنهاء الانقسامات لمواجهة العدو الإسرائيلي المشترك، معربا عن أمله أن يحقق حوار القاهرة الأهداف المنشودة، عبر سرعة تشكيل حكومة التوافق التي تعد «مربط الفرس»؛ لتساهم في رفع الحصار، والبدء في جهود إعمار غزة، وإيصال معاناة الشعب الفلسطيني إلى العالم. إلى ذلك، شدد القيادي في حماس سامي أبوزهري أن حماس سترفض أية أجندة أو شروط خارجية في حوار القاهرة، مستدركا أن الحركة ستتوجه إلى القاهرة بقلب مفتوح، حاملة العديد من الأفكار لإنهاء الانقسامات الفلسطينية، والوصول إلى توافق لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، التي تحافظ على الثوابت الفلسطينية، ودعم الصمود ومقاومة الاحتلال. أما المتحدث باسم الجهاد نافذ عزام، فذكر أن الحوار الوطني هو الطريق الأمثل لتجاوز مرحلة الانقسام الداخلي وتداعياته السلبية على الشعب الفلسطيني، مؤكدا ضرورة إيجاد الأجواء المناسبة لإنجاح حوار القاهرة، لتجاوز آثار الانقسام، ولكي «نستطيع مواجهة العدو المشترك للشعب الفلسطيني، ولنتمكن من رفع الحصار الظالم عن غزة»