-A +A
محمد علي الجفري
بعد ثبوت تهمة التزوير،حكم القاضي على المتهم بالتعزير، وكان التعزير على التزوير إركاب المجرم على حمار ووجهه الى القفا وتسويد وجهه مع سائق يسوقه وينادي «هذا ارتكب الممنوع والمحظور وشهد شهادة الزور» ثم يدور به في ازقة البلد تشهيرا به وردعا لمن تسول له نفسه.
في عصرنا انتشرت هذ الجريمة وفشت واشتهرت لو كنا نستخدم الحمير ونطبق الحكم الشرعي لاصبح سعر الحمار بمائة ألف ريال على الاقل.

وقد ارتأى احد مشايخ الكويت ان التمثيل على الشاشة او على المسرح له التزاماته. فلو قال ممثل لممثلة بأنها طالق على اساس انها زوجته، فإن هذا القول يسري على زوجته الحقيقية. ولا حجة له ان هذا تمثيل في تمثيل لان الطلاق جده جد وهزله جد.
اما تطبيق عقوبة الزور فإنها اولى بالوجوب والالزام. التمثيل ليس زورا لأن المشاهدين يعلمون ان كل الحركات والاقوال هي من عالم وهمي تخيله مؤلف المسرحية او الفيلم، اما ما يجري في عالمنا فهو قد خرج عن نطاق العقل.
انظروا كم هي التقارير الاخبارية والصحفية التي اتهمت آلاف المسلمين بتهم باطلة، وثبت على كثير منها ذلك وتم الافراج عن القليل منهم وبقي الكثير ما زالوا تحت الحجز، او تحت الشبهة او تحت سيف »المتهم مجرم حتى تثبت ادانته«.
في الجيش الاسرائيلي- مثلا - يوجد موظف رسمي مسمى وظيفته «الكاذب» ومهمته اختراع تهمة عند ارتكاب الجيش لاي عمل ضد الفلسطينيين.فيقال مثلا هذه القرية هوجمت بسبب من خيال هذا «الكاذب». ولا بد انه الآن ترقى من عريف الى عميد او لواء لكثرة الاكاذيب والتفنن فيها.
اذكر انه بعد حرب الخليج الاولى اتهمت الجزائر في صحيفة الاوروبي بأنها تلقت المعدات النووية التي هربها صدام حسين اليها خوفا من ضربها. ولكن ما ان جرت انتخابات الجزائر ووقع ما وقع نسي هذا الاعلام الزور القديم... وسكت عنه.
ان العالم مهتم جدا بالحقوق، حقوق النشر والطبع وما الى ذلك ويراقب اي انتحال او سطو ويلاحق الجناة، لكن هذا العالم المتحفز للزور ضد المسلمين لم يراقبه او يلاحقه احد.
لقد ثبت لدى اي قاض منصف ان الزور قد فشا وانتشر وازدهر وانهمر..
ووقع ضحيته آلاف مؤلفة من المسلمين ومن الجمعيات الخيرية والمنظمات الاسلامية.. وما زلنا بانتظار من يسود وجوه الكذابين ويطبق عليهم احكام التعزير حماية للابرياء.