تشتهر قبائل فيفا بلهجة مميزة تختلف عن معظم لهجات العرب، لايفك شفراتها سوى أبنائها، ولايفهم تراكيبها اللغوية العريقة سوى من قرأ التاريخ واطلع على المعاجم القديمة التي تشير إلى أن لهجة سكان الجبال تعود للغة الحميرية القديمة، التي كانت سائدة في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام. وبعد نزول القرآن الكريم باللغة العربية الفصحى، وانتشارها بين العرب، اندثرت اللغة الحميرية إلا أن أبناء فيفا ظلوا محافظين على لهجتهم العريقة، التي يصعب على غيرهم فهمها، بالرغم من أن بعض مفرداتها وتراكيبها وصيغها اللغوية، تستمد غرابتها من اللغة العربية القديمة غير الدارجة. ومن هذا المنطلق ركز معظم مؤرخي المعاجم اللغوية على اللغة العربية ومفرداتها المختلفة، وتجاهلوا اللغة الحميرية وتراكيبها، مما أضاع ثروة لغوية هائلة ، لم يبق من مفرداتها سوى ماتمسكت به بعض القبائل في جنوب الجزيرة العربية، وما احتفظت به المعاجم اللغوية القديمة والنادرة.
لفيفا تاريخ عريق إلا أن المؤرخين القدماء الذين اهتموا بمنطقة جازان ككل، لم يستطيعوا تدوينه كاملا واكتفوا بلمحات بسيطة عنه، ويعود ذلك إلى عزلتها، وصعوبة الوصول إليها لوعورة طرقها، كونها محصورة في سلسلة جبال السراة .
تاريخ فيفا القديم يشير إلى جهل وأمية أبنائها، مما أدى إلى عدم تدوين أية معلومات أو تاريخ عن جبالها الشامخة، ولكن من المعروف أن الحكم الفعلي المباشر في جبال فيفا كان لمشايخ القبائل الذين كان يطلق عليهم سابقا السلاطين .
وأقدم تاريخ مدون لدى قبائلها يعود إلى ما قبل البعثة النبوية، ويؤكد ذلك قصة هند بنت عتبة المشهورة والتي جرت بعض أحداثها في وادي ضمد «شط الصبايا» وهو من ضمن أودية فيفاْء ،كما يشير كبار السن بأن الكاهن الذي حكم ببراءة هند بنت عتبة، كان من أهل نافية من قبيلة المدري في فيفاء.
وقد ذكر الهمداني المتوفى في سنة 334 هـ، فيفا في صفة جزيرة العرب في أكثر من موضع.
قبائل فيفا
تستوطن جبال فيفا 19 قبيلة وكل قبيلة تنسب إلى الجبل الذي تقييم فيه، وفضلت القبائل السكنى في الجبال المرتفعة لاتخاذها كملاجئ آمنة وقت الحروب والاضطرابات التي كانت في عهد المخلاف السليماني. ومن المتفق عليه أن كافة قبائل فيفا ماعدا الأشراف ينسبون إلى خولان بن عمرو ألحاف قضاعة، وبالرغم من أن قبيلة الأشراف تعتبر من قبائل فيفاء، ولكن نسبها يعود إلى آل يحيى بن يحيى من سلالة الإمام الهادي يحيى بن الحسين الرسي الذي يعود نسبه إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه. ومن المعروف تاريخيا أن فيفا عاشت بأهلها وقبائلها بعيدا عن الاختلاط بالقبائل المجاورة لها، لذلك لم يتعرض أهلها لأي تغييرات سكانية أخرى دخيلة عليها، حتى أن بعض المؤرخين المحدثين قال: إن الإنسان في هذه السلسلة الجبلية هم سكانها من عهد قحطان.
نبذة جغرافية
فيفا عبارة عن مجموعة من الجبال ملتفة حول بعضها، تبدو كجبل واحد هرمي الشكل مما أجاز لها التسمية الثنائية المعروفة بجبال فيفا أو جبل فيفا، وهي كتلة جبلية صعبة التضاريس تتميز بشدة انحدارها في جميع الاتجاهات، ذات مسالك وعرة للغاية وكثيرة المنعطفات، قال عنها المستشرق البريطاني فليبي بأنها تصلح ميدانا لهواة التسلق.
وتتكون جبال فيفا من صخور تعود إلى ما قبل العصر الكمبري، والقاعدة مركبة من صخور «السبانايت والجرانيت»، التي تقطعها عروق الكوارتز في أجزاء عديدة من الجبل، وصخور فيفاء ذات صلابة متوسطة إلى شديدة لكن يمكن تفتيتها.
وتختلف ارتفاعات جبال فيفا عن بعضها، حيث نجد أن بعض الجبال ترتفع 3000 قدم عن سطح البحر، فيما ترتفع قمة جبل العبسية أعلى قمة في فيفا 11000 قدم عن سطرح البحر.
التراث الشعبي
تتميز فيفا بتراث شعبي من النادر وجوده في منطقة ذات مساحة صغيرة تقطنها قبائل محدودة، ويحتوى ثراثها على آلالاف من الأمثال الشعبية والأساطير والحكم والشعر والأحاجي التى أثرت ثقافة أبنائها، وتناول هذا الجانب كتاب باقة من تراث فيفا، للشيخ العلامة علي قاسم الفيفي، ويقال إن مجموع الحكم والأمثال في فيفا يبلغ 3500 مثل وحكمة و300 أسطورة وقصة تراثية مميزة.
الطراز العمراني
إن أكثر ما يلفت النظر في جبال فيفا، هو طريقة بناء المنازل قديما، والتي أضافت على الجبال لمسة فنية امتزجت مع جمال الطبيعة الخلابة، بشكلها الإسطواني الفريد من نوعه.
المنازل الإسطوانية لازالت تحافظ على أشكالها المميزة، ولم تتأثر بالعوامل الطبيعية كثيرا، بالرغم من أن بناءها اعتمد على مواد بسيطة كالطين والأحجار وأخشاب الأشجار.
منازل فيفا القديمة تنوعت تصاميمها وطرق بنائها، فمنها المفتول أو الدارة والتي تعتبر من أشهر الأبنية وهي أنواع عديدة منها الدارة أي الدور الواحد، والدارتان، والدارتان ومشراح، والدارة ومشراحان وكلها تحمل الشكل الإسطواني، بالإضافة إلى الشكل العلي وهو شبيه بالمفتول، فنوع منه يتكون من دارتين ومشراح كالمفتول تماما إلا أنه توجد فيه إضافة سقف دائري من الخلف يمتد من أسفل البناء إلى الأعلى.
العادات والتقاليد
لقبائل فيفا تقاليد غريبة في اللباس، كغرابة لهجتهم التي لايفهمها سواهم. فلباس الرجل يتكون من المصنف، وهو إزار أبيض اللون في أطرافه خطوط ملونة ويستر مافوق السرة إلى نصف الساق تقريبا، ويلبس فوقه حزام من الجلد يثبت فيه الجنبية أو الخنجر، ويلبس حزام المسبت، لتثبيت البنادق ورصاصها، التي يحملها الرجال بصورة شبه دائمة كونها تعد من لوازم الرجولة، ويغطي الفيفي صدره، عادة بقميص يسمى بالشميز، ويزين الرجال شعورهم بسير من الفضة مثبت فيه بعض الأشجار العطرية كالكادي والبعيثران وغيرها.
ويتكون لباس النساء من الصدرة، وهي لباس فضفاض طويل يصل إلى نصف الساق، والوزرة وهي شبيهة بالمصنف الذي يرتديه الرجل ولكنها ذات ألوان متعددة، وترتديه المرأة مرافقا للصدرة لتغطية باقي جسمها حتى القدمين، بالإضافة إلى القطاعة لتغطية الرأس وهي معروفة باسم المحنا، واستخدمت النساء في الماضي الحلي البسيطة للتزين تتكون غالبا من الفضة أو الأحجار الجميلة، حيث إن الذهب لم يكن معروفا لديهم وقلما أن تجد أسرة لدى نسائهم حلي من الذهب.
ومن أهم الحلي الفضية، اللبة وهي شبيهة بالرشرش ولها عدة أنواع وتضعها المرأة فوق صدرها، والأعلاج وتلبس على جانبي الرأس «الصدغين» بدلا من الأقراط أو معها، والمسك أساور توضع في المعصم، والأوضاح حلق أكبر حجما يوضع في العضد، والمعانق وهي عبارة عن عقود من المرمر أو حبات من الخرز الأبيض الكبير أطرافه سوداء يوضع وفي وسطها ريال فرنسي من الفضة توضع على الصدر.
المناخ معتدل طيلة العام
تتميز فيفا باعتدال مناخها طيلة العام تقريبا، ويميل إلى البرودة في الشتاء على قمم الجبال المرتفعة، والحرارة صيفا على السفوح ، وتهطل الأمطار المصحوبة بالعواصف الرعدية بكثرة في فصل الصيف أكثر من أي فصل آخر ، ويتراوح معدلها ما بين 35 إلى 45 سنتيمترا مكعبا في السنة.
وتتراوح درجة الحرارة في جبال فيفا صيفا ما بين 16 إلى 28 درجة مئوية تقريبا، وفي الشتاء ما بين ثلاث إلى 25 درجة مئوية، وتصل نسبة الرطوبة في الشتاء إلى 50 بالمائة وصيفا إلى 30 بالمائة.. وبهذا يكون الجو معتدلا جميلا في فصل الصيف وأقرب إلى البرودة في فصل الشتاء.
لفيفا تاريخ عريق إلا أن المؤرخين القدماء الذين اهتموا بمنطقة جازان ككل، لم يستطيعوا تدوينه كاملا واكتفوا بلمحات بسيطة عنه، ويعود ذلك إلى عزلتها، وصعوبة الوصول إليها لوعورة طرقها، كونها محصورة في سلسلة جبال السراة .
تاريخ فيفا القديم يشير إلى جهل وأمية أبنائها، مما أدى إلى عدم تدوين أية معلومات أو تاريخ عن جبالها الشامخة، ولكن من المعروف أن الحكم الفعلي المباشر في جبال فيفا كان لمشايخ القبائل الذين كان يطلق عليهم سابقا السلاطين .
وأقدم تاريخ مدون لدى قبائلها يعود إلى ما قبل البعثة النبوية، ويؤكد ذلك قصة هند بنت عتبة المشهورة والتي جرت بعض أحداثها في وادي ضمد «شط الصبايا» وهو من ضمن أودية فيفاْء ،كما يشير كبار السن بأن الكاهن الذي حكم ببراءة هند بنت عتبة، كان من أهل نافية من قبيلة المدري في فيفاء.
وقد ذكر الهمداني المتوفى في سنة 334 هـ، فيفا في صفة جزيرة العرب في أكثر من موضع.
قبائل فيفا
تستوطن جبال فيفا 19 قبيلة وكل قبيلة تنسب إلى الجبل الذي تقييم فيه، وفضلت القبائل السكنى في الجبال المرتفعة لاتخاذها كملاجئ آمنة وقت الحروب والاضطرابات التي كانت في عهد المخلاف السليماني. ومن المتفق عليه أن كافة قبائل فيفا ماعدا الأشراف ينسبون إلى خولان بن عمرو ألحاف قضاعة، وبالرغم من أن قبيلة الأشراف تعتبر من قبائل فيفاء، ولكن نسبها يعود إلى آل يحيى بن يحيى من سلالة الإمام الهادي يحيى بن الحسين الرسي الذي يعود نسبه إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه. ومن المعروف تاريخيا أن فيفا عاشت بأهلها وقبائلها بعيدا عن الاختلاط بالقبائل المجاورة لها، لذلك لم يتعرض أهلها لأي تغييرات سكانية أخرى دخيلة عليها، حتى أن بعض المؤرخين المحدثين قال: إن الإنسان في هذه السلسلة الجبلية هم سكانها من عهد قحطان.
نبذة جغرافية
فيفا عبارة عن مجموعة من الجبال ملتفة حول بعضها، تبدو كجبل واحد هرمي الشكل مما أجاز لها التسمية الثنائية المعروفة بجبال فيفا أو جبل فيفا، وهي كتلة جبلية صعبة التضاريس تتميز بشدة انحدارها في جميع الاتجاهات، ذات مسالك وعرة للغاية وكثيرة المنعطفات، قال عنها المستشرق البريطاني فليبي بأنها تصلح ميدانا لهواة التسلق.
وتتكون جبال فيفا من صخور تعود إلى ما قبل العصر الكمبري، والقاعدة مركبة من صخور «السبانايت والجرانيت»، التي تقطعها عروق الكوارتز في أجزاء عديدة من الجبل، وصخور فيفاء ذات صلابة متوسطة إلى شديدة لكن يمكن تفتيتها.
وتختلف ارتفاعات جبال فيفا عن بعضها، حيث نجد أن بعض الجبال ترتفع 3000 قدم عن سطح البحر، فيما ترتفع قمة جبل العبسية أعلى قمة في فيفا 11000 قدم عن سطرح البحر.
التراث الشعبي
تتميز فيفا بتراث شعبي من النادر وجوده في منطقة ذات مساحة صغيرة تقطنها قبائل محدودة، ويحتوى ثراثها على آلالاف من الأمثال الشعبية والأساطير والحكم والشعر والأحاجي التى أثرت ثقافة أبنائها، وتناول هذا الجانب كتاب باقة من تراث فيفا، للشيخ العلامة علي قاسم الفيفي، ويقال إن مجموع الحكم والأمثال في فيفا يبلغ 3500 مثل وحكمة و300 أسطورة وقصة تراثية مميزة.
الطراز العمراني
إن أكثر ما يلفت النظر في جبال فيفا، هو طريقة بناء المنازل قديما، والتي أضافت على الجبال لمسة فنية امتزجت مع جمال الطبيعة الخلابة، بشكلها الإسطواني الفريد من نوعه.
المنازل الإسطوانية لازالت تحافظ على أشكالها المميزة، ولم تتأثر بالعوامل الطبيعية كثيرا، بالرغم من أن بناءها اعتمد على مواد بسيطة كالطين والأحجار وأخشاب الأشجار.
منازل فيفا القديمة تنوعت تصاميمها وطرق بنائها، فمنها المفتول أو الدارة والتي تعتبر من أشهر الأبنية وهي أنواع عديدة منها الدارة أي الدور الواحد، والدارتان، والدارتان ومشراح، والدارة ومشراحان وكلها تحمل الشكل الإسطواني، بالإضافة إلى الشكل العلي وهو شبيه بالمفتول، فنوع منه يتكون من دارتين ومشراح كالمفتول تماما إلا أنه توجد فيه إضافة سقف دائري من الخلف يمتد من أسفل البناء إلى الأعلى.
العادات والتقاليد
لقبائل فيفا تقاليد غريبة في اللباس، كغرابة لهجتهم التي لايفهمها سواهم. فلباس الرجل يتكون من المصنف، وهو إزار أبيض اللون في أطرافه خطوط ملونة ويستر مافوق السرة إلى نصف الساق تقريبا، ويلبس فوقه حزام من الجلد يثبت فيه الجنبية أو الخنجر، ويلبس حزام المسبت، لتثبيت البنادق ورصاصها، التي يحملها الرجال بصورة شبه دائمة كونها تعد من لوازم الرجولة، ويغطي الفيفي صدره، عادة بقميص يسمى بالشميز، ويزين الرجال شعورهم بسير من الفضة مثبت فيه بعض الأشجار العطرية كالكادي والبعيثران وغيرها.
ويتكون لباس النساء من الصدرة، وهي لباس فضفاض طويل يصل إلى نصف الساق، والوزرة وهي شبيهة بالمصنف الذي يرتديه الرجل ولكنها ذات ألوان متعددة، وترتديه المرأة مرافقا للصدرة لتغطية باقي جسمها حتى القدمين، بالإضافة إلى القطاعة لتغطية الرأس وهي معروفة باسم المحنا، واستخدمت النساء في الماضي الحلي البسيطة للتزين تتكون غالبا من الفضة أو الأحجار الجميلة، حيث إن الذهب لم يكن معروفا لديهم وقلما أن تجد أسرة لدى نسائهم حلي من الذهب.
ومن أهم الحلي الفضية، اللبة وهي شبيهة بالرشرش ولها عدة أنواع وتضعها المرأة فوق صدرها، والأعلاج وتلبس على جانبي الرأس «الصدغين» بدلا من الأقراط أو معها، والمسك أساور توضع في المعصم، والأوضاح حلق أكبر حجما يوضع في العضد، والمعانق وهي عبارة عن عقود من المرمر أو حبات من الخرز الأبيض الكبير أطرافه سوداء يوضع وفي وسطها ريال فرنسي من الفضة توضع على الصدر.
المناخ معتدل طيلة العام
تتميز فيفا باعتدال مناخها طيلة العام تقريبا، ويميل إلى البرودة في الشتاء على قمم الجبال المرتفعة، والحرارة صيفا على السفوح ، وتهطل الأمطار المصحوبة بالعواصف الرعدية بكثرة في فصل الصيف أكثر من أي فصل آخر ، ويتراوح معدلها ما بين 35 إلى 45 سنتيمترا مكعبا في السنة.
وتتراوح درجة الحرارة في جبال فيفا صيفا ما بين 16 إلى 28 درجة مئوية تقريبا، وفي الشتاء ما بين ثلاث إلى 25 درجة مئوية، وتصل نسبة الرطوبة في الشتاء إلى 50 بالمائة وصيفا إلى 30 بالمائة.. وبهذا يكون الجو معتدلا جميلا في فصل الصيف وأقرب إلى البرودة في فصل الشتاء.