-A +A
عبدالله رشاد كاتب
اجتماع وزراء المال في الدول السبع يوم الجمعة الماضي بواشنطن تميز بانخفاض نبرة التشاؤم التي غلفت أحاديث هؤلاء القادة في الفترة التي سبقت عقد ذلك الاجتماع، خاصة بعد تعاقب إعلان المزيد من إفلاسات البنوك في أمريكا والتي أعلنت عنها الحكومة الأمريكية الجمعة عن إفلاس ثلاثة بنوك جديدة، وهو الأمر الذي سيزيد عدد المصارف المفلسة منذ مطلع العام الجاري إلى 28، في الوقت الذي شهد عام 2008 عن 25 حالة إفلاس مصرفية. وزير الخزانة الأمريكي قال: إننا على حق في التفاؤل إلى حد ما لكن سنكون على خطأ إذا استخلصنا أننا سنخرج من الظلام الذي خيم على الاقتصاد العالمي في وقت مبكر من الخريف الماضي. كذلك قال وزراء الدول الأخرى الست، في أعقاب الاجتماع الذي حضره محافظو البنوك المركزية للدول السبع، إن النشاط الاقتصادي سيبدأ في النهوض في وقت لاحق من العام الجاري، إلا أنهم أشاروا إلى أن خطر تدهور أوضاع الاقتصاد العالمي ما زال قائما.
الواقع أن عدم وضوح أساليب دعم الاقتصاد من الدول العشرين التي شاركت في اجتماع دول العشرين في بريطانيا الشهر الفائت يعد سببا رئيسيا لعدم اختفاء حالة الحذر واستمرار حالة التشاؤم لدى قادة أكبر اقتصادات العالم، وبالرغم من تكرار ظهور إشارات إيجابية من بعض أبرز المسؤولين في بعض الدول الغربية وأمريكا إلا أنها سرعان ما يتم التعقيب عليها بإشارات تستدعي استمرار توخي حالة الحذر في التعامل مع الأوضاع الاقتصادية. ويتضح مثل هذا الأمر من خلال التصريحات الأخيرة وكذا تصريحات جان-كلود تريشيه، رئيس المصرف المركزي الأوروبي، الذي يرى أن اقتصاد أوروبا سيعود ليلتقط أنفاسه ويشهد انتعاشا خلال العام المقبل، وذلك في أعقاب فترة من الكساد والركود بسبب الأزمة المالية التي تعصف بالاقتصاد العالمي منذ عام 2008. ففي مقابلة أجرتها معه محطة نيوز توك الإخبارة الأيرلندية خلال زيارة العاصمة دبلن، وبثتها يوم أمس السبت، قال تريشيه: لقد قلت إنني أعتقد أن العام المقبل سوف يكون العام الذي نشهد فيه انتعاشا اقتصاديا. وأضاف قائلا: لقد لاحظت على الأقل أن ذلك هو ما يفكر به عمليا كافة الاقتصاديين والمؤسسات. ويلاحظ بالرغم من قوة تفاؤل تريشيه وجود حالة حذر تكمن في عدم قدرته على استخدام ألفاظ تؤكد حالة تفاؤله باتجاه حالة الانتعاش التي سيشهدها الاقتصاد الأوروبي. هذه الأزمة تثير الحيرة الكبيرة في التصريحات المتناقضة فصندوق النقد الدولي الذي لايزال يبرهن على فشل توقعاته ورؤيته يعد من أبرز المؤسسات الاقتصادية التي تنظر إلى الوضع بمنظار قاتم، فأين الحقيقة؟