-A +A
ردينة فارس - غزة
كثفت جمعية كانت من المدافعين عن الرواية الإسرائيلية سابقاً، نشاطاتها لتعميم الحقائق التاريخية الفلسطينية للنكبة في أوساط الإسرائيليين عشية الذكرى السنوية الواحدة والستين لنكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، وقيام دولة إسرائيل, وذلك عبر تنظيم جولات ميدانية للقرى التي هجّر أهلها وإصدار مواد حولها لإدانة الإسرائيليين بألسنتهم. وبعد جولة في قرية سمسم المهجرة التي كانت تتبع قضاء غزة، الأسبوع الماضي نظمت جمعية "ذاكرات" زيارة لقرية السميرية قضاء عكا شارك فيها العشرات من الإسرائيليين وبعض اللاجئين الفلسطينيين في وطنهم من القرية والشهود على نكبتها. ووزع أحد المشاركين اليهود في الجولة اعترافاته المكتوبة عن عملية غسل الدماغ التي تعرض لها طيلة ستة عقود وتطرق لعملية طمس الرواية الفلسطينية وتوثيق الرواية الصهيونية. ويقول صاحب الاعترافات المدعو يو آف، انه التقى رمضان فرج أحد مهجري سمسم الذي كان في السادسة عشرة من عمره يوم هوجمت قريته وروى له كيف كان يلهو حتى 13 مايو 1948 هو وأترابه في ربوع القرية.وتابع يو آف حديثه عن القرية وصورتها التي نسجتها الصهيونية في ذهنه قائلا: "قبل أربعين عاما خدمت في وحدة "الناحل" مع زملائي في مستوطنة "إيرز" التي تبعد أربعة كيلومترات عن سمسم، وقتها كانت مفاهيمي مغايرة فاعتقدت أن قرية دمرة التي تقوم مستوطنة "إيرز" على أراضيها قد خربت وجرى تحرير أراضيها، فعملنا بالزراعة في إطار "العمل العبري"، كان كل شيء مفهوما ضمنا بعد تزويق المصطلحات، لكن مشاركتي في جولات "ذاكرات" الميدانية فتحت عيوني على حقيقة أن القرى الفلسطينية لم تخرّب من تلقاء ذاتها وأهلها لم يهربوا. "ذاكرات" أتاحت لنا الفرصة للقاء مباشر مع بعض هؤلاء المهجرين الذين عاشوا في قرى ضجت بالحياة وازدهرت مزارعها ونبضت حياة".
واختتم: " أنا اليوم أناهز الستين من عمري فيما تبلغ إسرائيل هذا العام الواحد والستين عاما, نحن مع الاستقلال والنهوض والفلسطينيون مع النكبة والتهجير واللجوء. نحن مع الجيش المدافع وهم مع مقاومة الاحتلال الذين يحظر علينا تسميتهم إلا بـ"المخربين" و"منظمات إرهابية".