لاتبدو الانتخابات النيابية فى لبنان موسماً للتنافس السياسي بين الأفرقاء المحليين والإقليميين وحسب، بل هي موسم للرزق والدخل لكثير من اللبنانيين، ولا سيما أولئك الذين يعملون على كتابة وتعليق صور المرشحين. وتتراوح أسعار الصور فى بيروت بين ألف دولار أمريكي للصورة الكبيرة الذي يتجاوز حجمها الثلاثة أمتار وخمسمائة دولار للصورة المتوسطة. وينظر المرشحون إلى مسألة انتشار صورهم بقدر كبير من الأهمية ولعلها بالنسبة لبعضهم تمثل نصف المعركة الانتخابية. فكلما كبر حجم الصورة كانت فرصة المرشح أكبر بحسب اعتقاد البعض. بيد أن تعليق هذه الصورة يحتاج إلى لوحة إعلانية وبالتالي وجودها مرتبط بالعقد المبرم مع شركة الإعلان كما أنه يخضع لجدول الشركة وزحمة المرشحين. ولذا يختار بعض المرشحين التوجه إلى الناس وبخاصة الذين يملكون شرفات مطلة على الطرقات الرئيسية أو جدران أبنية تحتل أماكن استراتيجية في مناطقهم الانتخابية. ولأن الصورة تعبر عن الموقف السياسي للمنزل أو الشرفة التي ترفعها، فإن العاصمة تشهد في الانتخابات الحالية تزايداً فى وجود الصور الكبيرة مع انكفاء تيار المستقبل برئاسة سعد الحريري عن تعليق صور مرشحيه في بيروت وخاصة في الشوارع التي يسيطر عليها حزب الله وحلفاؤه. فمصير الصورة إن علقت هو التمزيق، ما أفسح المجال أمام المرشحين المناوئين لتيار المستقبل بنشر صورهم العملاقة في كثير من الأحياء. واللافت أن ثمة إجماع بأن أصحاب الصور وبخاصة في بيروت لاحظوظ لهم فى الفوز، وبذلك تكون الصورة تعويضاً معنوياً عن حلم نيابي لن يتحقق.