تقول لنا قنوات التلفزة العالمية : إن علينا أن نشعر بالذعر الشديد، لأن وحشاً كونياً بلا ملامح ولا أبعاد، يركض الآن في كل بلدان الأرض، عابراً القارات والمحيطات، ومكشراً عن نوايا كريهة كارثية بلا حدود، إزاء النوع البشري؛ وأن الساعة التي سيتحتم علينا فيها أن نخضع لإقامة جبرية مفتوحة، تقترب بسرعة تناهز سرعة الضوء!
- خطورة مثل هذا القصف الإعلامي المتآزر الكثيف، أنه لا يتيح للمتلقي أن يلتقط أنفاسه، ليخاف عن وعي، أو ليطمئن عن وعي. هناك «انفلوانزا طازجة، صرعة جديدة من الموت، ستجهز عليك. لا جدوى من التعويل على الطب فهو عاجز مذعن. ستموت ظمأً قبل أن تمطر المعامل أمصالها. لن يكون بوسعك اقتناء المصل إذا قدِّر أن تعيش إلى حين اكتشافه، لأن ثمنه سيكون باهظاً،.. )). على هذه الوتيرة من العبث واللامنطق تتدفق أخبار الوباء في أثير الكوكب تماماً كالوباء الذي تحذر منه أو تروِّج له.. في العام الفائت، كان «العلماء يجرون أكبر تجربة علمية على الإطلاق، لمحاكاة النشأة الأولى للكون..». كان الخبر يندلع في شاشات الأقنية، ويشعرك - مرغماً - برهبة طاغية إزاء عصر بلغت المعرفة فيه هذا المستوى من السيطرة وبذخ القوة.. ثم اندلعت الشاشات نفسها مجدداً، لتخبرك كم هو هذا العصر هش وآيل للزوال في مهب عطسة، يعطسها حيوان دميم في القطب الشمالي. بإمكاني النظر من زاوية الانبهار؛ فأمتدح السلاسة والسرعة التي تضع العالم الشاسع في بؤرة الحدث بإسناد زمني واحد، بفعل وسائل إعلام تمثل في رقـيِّـــها - امتيازاً لهذا العصر. لقد تعوَّدت - بطبيعة الحال - أن أسيء الظن بسحنات المذيعين و بالسعال الإعلامي وغرف صناعة الأخبار، حتى أنني بتُّ أعتقد بأن هذا القرن بأحداثه مُركَّــب على كذبة. وبأن الحقيقة هي تقرير لم يُكتب بعد. قال «توماس جيفرسون» قديماً «يمكن أن أتصوَّر صحافة بلا حكومة، لكن ليس حكومة بلا صحافة.. »؛ وبقليل من سوء الظن، يمكن الانحراف بدلالة العبارة، من الإشادة الظاهرة بأهمية الصحافة، إلى الحاجة العميقة لاستدراج المحكومين صوب فضاء افتراضي، مشحون بانفعالات مضخمة، تعجز الحكومات وحدها عن استدراجهم إليه، كلما لزم الأمر. يوجد لون من ألوان التحقيق الصحفي يطلق عليه بلا مواربة - «تحقيق الهروب والترفيه».
- ما الذي يحدث اليوم بالضبط - في العالم؟!.. كثيرون يعتقدون بأن خنازير المكسيك عطســــــــت فيروســـــــــاً..
وعدد محدود يرجّحون بأنهـا عطســــت شائعةً تحولت على يد الإعلام - إلى فيروس فتـَّاك.. لكن لا أحد بوسعه الجزم، أمام سحنة مذيع تنتفخ من شدة الصدق!
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي تبدأ بالرمز 216 مسافة ثم الرسالة
- خطورة مثل هذا القصف الإعلامي المتآزر الكثيف، أنه لا يتيح للمتلقي أن يلتقط أنفاسه، ليخاف عن وعي، أو ليطمئن عن وعي. هناك «انفلوانزا طازجة، صرعة جديدة من الموت، ستجهز عليك. لا جدوى من التعويل على الطب فهو عاجز مذعن. ستموت ظمأً قبل أن تمطر المعامل أمصالها. لن يكون بوسعك اقتناء المصل إذا قدِّر أن تعيش إلى حين اكتشافه، لأن ثمنه سيكون باهظاً،.. )). على هذه الوتيرة من العبث واللامنطق تتدفق أخبار الوباء في أثير الكوكب تماماً كالوباء الذي تحذر منه أو تروِّج له.. في العام الفائت، كان «العلماء يجرون أكبر تجربة علمية على الإطلاق، لمحاكاة النشأة الأولى للكون..». كان الخبر يندلع في شاشات الأقنية، ويشعرك - مرغماً - برهبة طاغية إزاء عصر بلغت المعرفة فيه هذا المستوى من السيطرة وبذخ القوة.. ثم اندلعت الشاشات نفسها مجدداً، لتخبرك كم هو هذا العصر هش وآيل للزوال في مهب عطسة، يعطسها حيوان دميم في القطب الشمالي. بإمكاني النظر من زاوية الانبهار؛ فأمتدح السلاسة والسرعة التي تضع العالم الشاسع في بؤرة الحدث بإسناد زمني واحد، بفعل وسائل إعلام تمثل في رقـيِّـــها - امتيازاً لهذا العصر. لقد تعوَّدت - بطبيعة الحال - أن أسيء الظن بسحنات المذيعين و بالسعال الإعلامي وغرف صناعة الأخبار، حتى أنني بتُّ أعتقد بأن هذا القرن بأحداثه مُركَّــب على كذبة. وبأن الحقيقة هي تقرير لم يُكتب بعد. قال «توماس جيفرسون» قديماً «يمكن أن أتصوَّر صحافة بلا حكومة، لكن ليس حكومة بلا صحافة.. »؛ وبقليل من سوء الظن، يمكن الانحراف بدلالة العبارة، من الإشادة الظاهرة بأهمية الصحافة، إلى الحاجة العميقة لاستدراج المحكومين صوب فضاء افتراضي، مشحون بانفعالات مضخمة، تعجز الحكومات وحدها عن استدراجهم إليه، كلما لزم الأمر. يوجد لون من ألوان التحقيق الصحفي يطلق عليه بلا مواربة - «تحقيق الهروب والترفيه».
- ما الذي يحدث اليوم بالضبط - في العالم؟!.. كثيرون يعتقدون بأن خنازير المكسيك عطســــــــت فيروســـــــــاً..
وعدد محدود يرجّحون بأنهـا عطســــت شائعةً تحولت على يد الإعلام - إلى فيروس فتـَّاك.. لكن لا أحد بوسعه الجزم، أمام سحنة مذيع تنتفخ من شدة الصدق!
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي تبدأ بالرمز 216 مسافة ثم الرسالة