-A +A
نجم الدين أحمد ظافر
لشرق أوسطنا وضع سياسي محير، هو في كل يوم مع مطلع الشمس متغير، تعقدت واختلطت أوراقه وتبعثرت فصار من الصعب ترتيبها في ملزمته كما كانت.
يمر يوم من بعده يوم لم تحل فيه قضية غير تحرير الكويت، العراق أضحى في أسوأ حال بعد ستة أعوام من سقوط صدام، مشكلته استعصت واستحكمت بعد أن امتدت خيوطها كالسرطان في كل اتجاه. وإيران الساخنة مع القريب والبعيد، ملفها النووي تضاربت فيه مصالح واشنطن مع الكرملن وبكين. ورغم ذلك تحتاجها الولايات المتحدة كونها جارتها من الجهتين فمن الشرق أفغانستان ومن الغرب بلاد الرافدين.
ولبنان وما أدراك ما لبنان، صار ساحة صراع كل الأطراف، بعد أن اعتاد أهله القيل والقال وقذف التهم بما لا يخطر على بال، ولا تغيب عن الصورة فلسطين وغزة المنهكة بما لا يطاق من إسرائيل ممزقة كل اتفاق، قاتلة الحوامل من النساء والأطفال، لديها صك براءة الذئب من دم ابن يعقوب. وجاء دور السودان الغلبان سلة الغذاء ليدخل بيت الشياطين فكالوا له بمكيالين في تكتيك ما بعده تكتيك، والإعلام في كل تلك البلدان وغيرها يحارب نظيره الإعلام بضراوة فيها قسوة وتخوين، كل لصالح دولته حتى أضحى مهرجانا، لنكتشف أن لكل بلد مصلحتين تعارض أولاهما الأخرى.
ولأننا ـ كما قلت ـ كل يوم في شأن جديد فقد تتكرر مشكلة العراق أو السودان، وفلسطين أو لبنان، في أي بلد عتيد ليزيد التعقيد ويزداد التنديد، فتضيع معه أو فيه بعض الأوراق المبعثرة، ليطول الوقت أكثر مما طال، ويقتل من الأنفس البريئة كل يوم ما يفوق الخيال، يموت الرجال وتترمل النساء ويتيتم الأطفال، لتختل الأمور!.
فإلي متى سيكون هذا هو الحال، وكم سيطول الانتظار؟، فلم يعد للناس طاقة على الصبر فمواله طال ثم عافه الناس وملوه.
najmzafer@hotmail.com



للتواصــل ارسـل رســالـة نصيـة sms الى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 146 مسافة ثم الرسالة