-A +A
خزيمة العطاس (جدة)
نسبة علاج الاورام كبيرة وهذه النسبة تكون عالية جدا في انواع كثيرة من السرطانات خصوصا عند اكتشافها في مراحل مبكرة، وبالاضافة الى هذه النسبة العالية من النجاح يمكن المحافظة على وظائف الاعضاء وبالتالي يتمتع المريض المعالج بالشفاء ويعيش حياة طبيعية

يرجع السبب الى استبدال العمليات الجراحية المشوهة بالعلاج بالاشعة او باضافة الاشعاع الى عمليات جراحية بسيطة كاستئصال الورم فقط بدلا من استئصال العضو او باستخدام الاشعة بالاضافة الى العلاج الكيميائي والامثلة على ذلك عديدة.

هذا ما اشار اليه أ.د. احمد محمد عقل - زمالة في علاج الاورام بالاشعة- مضيفا بأن اورام سرطانات الرأس والرقبة يمكن علاج معظمها بالاشعة فقط وبنسبة نجاح كبيرة جدا، كذلك سرطان الحنجرة عندما يعالج بالاشعة تكون نسبة الشفاء عالية ويحتفظ المريض بالحنجرة ويتكلم طبيعيا، اما اذا عولج بالجراحة فلا يستطيع الكلام ويتنفس من فتحة في الرقبة وهذا صحيح عندما يقوم الجراح باستئصال الحنجرة.

واوضح انه بدلا من قطع اللسان المصاب بالسرطان او جزء منه فانه يمكن علاجه بالاشعة ويحتفظ المريض بلسانه ويتكلم طبيعيا، ومن الامثلة ايضا ورم البروستاتا فقد كان يعالج هذا الورم في الماضي بالجراحة وينتج عن ذلك التبول اللا ارادي وفقدان الوظائف الجنسية، اما اذا عولج بالاشعة فيمكن للمريض التبول طبيعيا والمحافظة ايضا على الوظائف الجنسية.

وقال انه حديثا في الولايات المتحدة الامريكية يعد علاج أورام البروستاتا بالاشعة اكثر ممارسة من العلاج بالجراحة نظرا لنشر ابحاث كثيرة تثبت فعالية العلاج بالاشعة خصوصا بعد تطور اجهزة العلاج بالاشعة وايضا يمكن ان العلاج بالاشعة يسبب اقل المضاعفات بالمقارنة بالعلاج بالجراحة، وكذلك سرطان عنق الرحم يمكن شفاؤه كليا بالعلاج بالاشعة، وفي الولايات المتحدة يعتبر العلاج بالاشعة اكثر انتشارا لسرطان عنق الرحم بانواعه والامثلة عديدة فسرطان الجلد يعالج بنجاح كبير بالاشعة وكذلك سرطان الثدي بدلا من استئصال الثدي يمكن استئصال الورم وعلاج الثدي فتحتفظ المريضة بثـديـهـا بدلا من استـئـصـالـه.

ويتابع موضحا ان أورام المخ نظرا لصعوبة استئصالها فتعالج معظمها بالاشعة، وكذلك بالنسبة لاستئصال الاطراف «الارجل والايدي» يمكن استئصال الورم فيها وعلاج الاطراف بالاشعة وبالتالي يمكن الحفاظ على الاطراف، وكذلك سرطانات الاعضاء التناسلية يمكن علاجها بنجاح كبير بالاشعة.

اما في البلاد الاقل تقدما فان علاج السرطان يكون باستئصال العضو او الجراحات المشوهة بدلا من العلاج بالاشعة المتقدم.. وهذا ينتج عنه ليس فقط المعاناة نتيجة المضاعفات من الجراحة ولكن ايضا نسبة اقل من الشفاء، ولحل هذه المشكلة يستعرض د. عقل عددا من العوامل الرئيسية التي يمكن النظر فيها، ومن هذه العوامل:

1- استبداد بعض الجراحين بالرأي وهذا قد يكون اما للتعصب للمهنة او الجهل بمعرفة العلاجات البديلة للجراحة.

2- علاج الاورام يعتبر من التخصصات المعقدة ولهذا لا يستطيع الاطباء من تخصصات اخرى معرفة العلاج الامثل للاورام وهذا معناه ان الطبيب الخاص للمريض لايستطيع ان يعرف اذا كانت الجراحة العلاج المثالي أم لا وبالتالي لا يستطيع الطبيب الخاص أن ينصح المريض.

3- لا يعرض المريض على طبيب العلاج بالاشعة لكي يشرح له البديل عن الجراحة.

4- عدم وعي المريض وقلة امكانية معرفة البدائل للجراحة.

5- انشغال الجراحين الزائد وعدم اتاحة الفرصة لمعرفة آخر ما وصل اليه العلم في علاج السرطانات الحديثة بالحضور الى المؤتمرات وقراءة المجالات العملية.

لذلك لحل هذه المشكلات يجب دراسة ومعرفة الاسباب السابقة الذكر، ويؤكد د. عقل بانه يجب ان يعرض المريض على طبيب الاشعة قبل اجراء اي عملية جراحية حتى تتاح الفرصة لمعرفة اذا كانت هناك بدائل عن الجراحة ام لا وبالتالي يناقش الجراح مع طبيب الاشعة مع العلاج الكيميائي امثل واحدث الطرق لعلاج كل حالة اورام على حدة ثم يشرح للمريض الاختيارات ومميزات كل اختيار ومضاعفاته فمثلا اذا تساوت نسبة النجاح في الاختيارات فينظر المريض للعلاج الذي يسبب اقل المضاعفات ويختاره وبهذه الطريقة يمكن للمريض اختيار انسب الطرق وافضلها للعلاج والسر في نجاح هذه الطريقة هو التعاون المتبادل بين الجراح وطبيب الاشعة وطبيب العلاج الكيميائي.