-A +A
خالد السليمان
يقول معالي وزير العمل إن السماء لا تمطر وظائف حكومية، وأن على الشباب أن يقبلوا بفرص العمل في القطاع الخاص، وحيا شباباً يعملون في بعض مطاعم الوجبات السريعة، ووصفهم بأنهم يقدمون المثل الأعلى والقدوة الحسنة!!
سأنضم إلى معاليه في تحية هؤلاء الشباب، فالعمل الشريف لطلب الرزق خير من البطالة، لكنني بكل تأكيد لن أعتبر العمل براتب لا يتجاوز 2000 ريال في مطعم للوجبات السريعة مثلا أعلى أو قدوة حسنة، ليس لأن الوظيفة متواضعة لا سمح الله و إنما لأن دخلها لا يبني مستقبلا ولا يفتح بيتاً!!
أذكر معاليه بقصة الشاب السعودي التي نسجها خيالي في مقال سابق للتدليل على صعوبة الحياة التي يواجهها الشباب اليوم، لنتخيل أن شاباً سعودياً تخرج من الجامعة ولم يضيع يوماً واحداً في البحث عن وظيفة فقد كانت وظيفته المرموقة تنتظره بمرتب قدره 10 آلاف ريال، وفوق ذلك قال له رب عمله لا تنفق من راتبك ريالا واحداً، فنحن سنؤجر لك سكناً ونشتري لك سيارة ونتكفل بمصاريف وقودها و صيانتها وفوق ذلك سنمنحك مصروف جيب تنفق منه على معيشتك، وعندما تقرر الزواج فإننا سنتحمل مصاريف المهر و الزواج، وهديتنا لك ستكون شهر عسل مدفوع التكلفة في أجمل بقاع الأرض!!
مثل هذا الشاب الخيالي بمثل هذا المرتب يا معالي الوزير لن يضطر لإنفاق ريال واحد من راتبه، ورغم ذلك فإنه سيحتاج إلى ما لا يقل عن 12 عاماً ليتمكن من شراء مسكن متواضع، فإذا كان الشاب المقابل له في الحياة الواقعية يقبض ربع راتبه ويتحمل مصاريف وأقساط مستلزمات ومسؤوليات حياته، فإنه يحتاج لـ 100 عام ليمتلك مسكناً وقد لا تكفيه!!
صدقني يا معالي الوزير، الشاب لا يبحث عن الوظيفة الحكومية لأنها توفر له أسباب الكسل والراحة، وإنما لأنها تمنحه راتباً أعلى وتوفر له أماناً وضيفياً، وتفتح له أبواب الاقتراض وتعزز فرصه في مواجهة وحش الحياة، الذي لا يراه من يولدون ويولد أولادهم وفي أفواههم ملاعق من ذهب، وفي أدراجهم وظائف محجوزة!!



Jehat5@yahoo.com



للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة