-A +A
فاطمة بنت محمد العبودي
تخيل عزيزي القارئ أنك تجلس في فصل دراسي عام 1450هـ، تلبس طاقية الإخفاء، لتنقل لنا صورة عن حال التعليم في المستقبل القريب، عن تجهيزات الفصل وعدد الطلبة فيه وكيفية جلوسهم وعن المعلم وطريقة شرحه وهل يواكب العالمية ويستخدم التقنية في التعليم؟؟!
ثم عد معي لوقتنا الحالي، أخبرك بما قامت به معلمة في الصف الثالث المتوسط حيث قسمت مواضيع الكتاب المقرر على الطالبات ليقمن بتصوير الكتاب مكبرا، كنشاط مدفوع الدرجات، لتشرح المعلمة الدرس عليه!! أي أن المعلمة تعاجزت عن كتابة رؤوس أقلام عن الدرس فهي بذلك لم تستخدم أقدم وسيلة للشرح وهي السبورة ناهيك عن وسائل التقنية الحديثة، من المؤكد أن هذه المعلمة لا تمثل نموذجا لمعلماتنا لكن تصرفها حفزني لكتابة هذا المقال.
حديثنا عن التعليم لا يخلو من شجون، ففي أي نقاش حول التعليم مهما كان مستوى المشاركين فيه تجد الإدانة متفق عليها، وحجتهم في ذلك واقع الحال، فقد فشلت المدارس في مواكبة روح العصر وجذب اهتمام الطلبة، في حين نجحت وسائل الإعلام والاتصال الفضائية في ذلك.
وأغلب المعلمين ما زال التلقين أسلوبه في التدريس، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، لا أنكر وجود نماذج مشرفة من معلمين مجتهدين لكن الغالبية العظمى ليست كذلك.
وفئة كبيرة من المعلمين لا تنقصها الخلفية العلمية الجيدة أو الخبرة في التدريس التقليدي، لكن ينقصها فهم دور المعلم في عصر المعلومات، وهو دور المرشد والموجه بدلا من الملقن، فسمة التعليم في وقتنا الحالي هي إكساب الطالب مهارة البحث عن المعلومات أي التعلم الذاتي، وحسن اختيار ما يتعلمه، ومنها يتعلم مهارات عقلية وإدراكية، كذلك إدماج الطلبة في نشاطات تعلم تعاونية لإكسابهم مهارات شخصية.
وقد أثبتت الأبحاث التربوية أن ما يتبقى من معرفة ناتجة عن التلقين بعد مرور عام عليها10 % فقط، أما التعلم بواسطة الزملاء فيبقى منه 30 % والتعلم الذاتي يبقي 50 % من المعرفة بعد عام، ونحن نلاحظ أن ما يتعلمه أبناؤنا ـ على الأغلب ـ لا يبقى أشهرا بعد الامتحان!!
ويأتي استخدام التقنية في التعليم من أوائل ما ينقص معلمينا، فهم بحاجة إلى دورات تدريبية على رأس العمل وتوفير الوسائل اللازمة لذلك في المدارس، فالتقنية بما تحويه من برامج حاسوبية جاهزة تفعل التعليم والتعلم وتدمج الطلبة في العملية التعليمية، وتوفر لهم إمكانية استعادة توضيح ما لم يتضح لهم من مواضيع المقرر.
ومما لا يختلف عليه اثنان في كل العصور أهمية حسن تعامل المعلم مع طلابه، وقربه منهم واحترامهم وتشجيعهم ومعرفة ميولهم واتجاهاتهم، فمتى ما أحب الطلبة معلمهم استطاع تحقيق جميع الأهداف المرجوة من تعليمه.
إضاءة:
إلى طالباتي الحبيبات طالبات الفرقة الرابعة رياضيات في كلية التربية بالرياض، أفتقدكن وأحن إلى الأوقات الممتعة التي قضيناها معا.






للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 135 مسافة ثم الرسالة