-A +A
نجم الدين أحمد ظافر
هو أحد برامج التنمية العقارية المهمة الذي له رؤية واستراتيجية واضحة، لكن على مايبدو أصابه العجز والشيخوخة التي من علاماتها بطء الحركة والعمل ضمن نمط وأسلوب واحد، مما جعل الطلبات تتراكم أمامه لعشرات السنين وكأنه جمعية خيرية، ولأنه ليس كذلك كان من الضروري مناقشة أسباب تأخر كل تلك الطلبات وطول مدة الانتظار.
أتحدث عن صندوق التنمية العقارية الذي فاجأ الكثيرين بقرارات حرمهم فيها من فرصة الحصول على قرض بعد طول انتظار، أضطر بعضهم خلالها لبيع أراضيهم عندما دعتهم الحاجة لذلك.
تلك الأراضي لم يحصلوا عليها بيسر وسهولة بل عانوا الأمرين حتى حصلوا عليها ليشيدوا فوقها بيت الأحلام، حلمه وشغله الشاغل يؤويه وعائلته، لكن البعض بعد سنوات من الانتظار يجد نفسه محتاجا في يوم ما أو أمام ظرف ما للسيولة، ليبيع الأرض على أساس إعادة شراء غيرها مرة أخرى ليجد نفسه أمام خيارين، الأول ترك الأرض معلقة لسنوات لايعرف عددها، ويستدين ليفرج عن حاجته وكربته، والثاني بيعها ليشتري أرضا أخرى أبعد قليلا وأرخص، أما صندوق التنمية كأنه خطط لتجميد أموال «الأراضي» لعقود وحال دون دورانها بتأخيره منح القروض؟. طبعا هناك من الناس من يسيء استخدام التسهيلات ويسعى للتربح نتيجة جمود نشاط الصندوق فاستغلوا طول مدة بياته الشتوي، لتباع بعض الأراضي لأكثر من شخص ويزداد عدد المتقدمين لطلبات القروض على الأرض الواحدة.
ولأن صندوق التنمية وكما وصفته، يعمل ضمن نمط وأسلوب واحد وأنظمة أصابها العجز، فقد عاقب الجميع دون استثناء ودون بذل أي جهد لتمييز المستغل من المحتاج. ودون مراعاة مبدأ أن لاضرر ولا ضرار. وهو ونحن نعرف أن القرض لايصرف إلا لقطعة واحدة يجب أن تكون أساس المعلومة التي يبنى عليها نظام معلوماتي يفضح المتلاعبين. وهناك برامج وأنظمة معلومات تنظم الأعمال، وكان على الصندوق تطوير سياساته وأنظمته وبرامجه والتسلح بتلك البرامج التي تكشف المتلاعب وتستثني من أجبرته الظروف على بيع أرضه وعاد ليشتري أرضا أخرى في الوقت الذي لم يأته الدور بعد، بدلا من العقاب الجماعي.

najmzafer@hotmail.com




للتواصل ارسل sms الى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمـــز 102 مســافـــة ثــم الرســــالــــة