-A +A
خلف الحربي
هكذا هي بيروت في كل مرة تكون في انتظار مصيبة ما، كارثة ما سوف تصل عبر البريد السريع، عبوة تختبئ خلف نظرات العيون القلقة، قنبلة أنيقة الشكل موشاة بالأحجار الكريمة مخبأة في صندوق جميل توشك أن تنفجر دون أن يعرف أحد أين ومتى؟!
في أحيان كثيرة يصدق الحدس و تنفجر القنبلة، وفي أحيان أكثر لا يحدث شيء على الإطلاق، ولكن بيروت تنجو من حالة الانتظار فتلهو وتعيش الحياة بأقصى ما تستطيع قبل أن تدخل في حالة انتظار جديدة، القنابل الكثيرة التي انفجرت لم تقتل بيروت ولكن الانتظار هو الذي يقتلها منذ زمن بعيد.
في كل مرة يكون ثمة عنوان جديد لحالة الانتظار، بسبب ما يملأ المكان ويكون كافيا لانفجار القنبلة، الأسباب ليست مهمة كثيرا في لبنان، النتائج أكثر أهمية من الأسباب هنا لأن النتائج سوف تصنع الأسباب المقبلة!، الأسباب مجرد شرفات تطل على حالات الانتظار التي لا تنتهي، وهكذا إذا لم تصنع الحسابات الداخلية المعقدة السبب فإن المعادلات الدولية الأكثر تعقيدا سوف تصنعه، السبب ليس مهما لأنه موجود دائما، فالمهم هو النتيجة.
بركان مجنون يسرح شعره وينفض الغبار عن ثيابه قبل أن يخرج إلى الناس، هذه هي صورة الغد في لبنان، لا يشتاق الناس كثيرا لرؤيته، هم يشتاقون كثيرا للحظاتهم الجميلة التي يعيشونها الآن، يحبون يومهم الذي يكاد يختطفه الغد منهم، يشتاقون إليه قبل أن يغيب، ينامون وهم يحلمون بألا يكون الغد هو الغد المنتظر!
اليوم تعيش بيروت حالة قلق جديدة بسبب هواجس ماقبل الانتخابات ومخاوف مابعد الانتخابات، تقترب من يوم الاقتراع بقلب يمزقه الحذر ،تعرف أنها انتخابات مصيرية مثلها مثل الحروب المصيرية والاتفاقيات المصيرية،إنه مصير لبنان الذي دائما مايكون على الطاولة في كل مناسبة سياسية!

Klfhrbe@gmail.com



للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة