الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة يمكن أن يبدأ في أي لحظة، هذا إن لم يكن قد بدأ فعلاً. إسرائيل، بعد أن هيأت الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي لتوقع مثل هذا الاجتياح، ليس لها من خيار إلا تنفيذ قرار الاجتياح، وإلا فإن أشياء كثيرة لها علاقة بالصورة النمطية لإسرائيل في المنطقة والعالم، ستتضرر بصورة كبيرة، يصعب إصلاحها (طبقاً للمنطق الاسرائيلي او المنطق الذي تريد اسرائيل فرضه).
إذا ما أخذنا المعايير الكمية لتوازن القوى بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فإن نتيجة أي اجتياح إسرائيلي لقطاع غزة سوف يتعدى الغرض المعلن عنه، في استعادة الجندي الإسرائيلي، إلى احتمال سَوْقَ العديد من القادة الفلسطينيين أسرى. فإسرائيل، كما أعلن وزير البنى التحتية: لن يكفيها استعادة الجندي الأسير، بل اختطاف نصف الحكومة الفلسطينية. منتهى الغطرسة... وليكن، فمعايير ميزان القوى المادي، بعناصره التقليدية، تجعل مثل تحقيق ذلك الاحتمال ممكناً، بل وأكثر. ولكن هناك معايير نوعية لابد من أخذها في عين الاعتبار عند توقع نتائج أي صدام مسلح بين الجانبين، كثيراً ما يغيب أخذها في عين الاعتبار، لطغيان إمكانات وموارد المعايير الكمية.
بدايةً: السلاح وحده لا يحقق النصر، أو حتى يدلنا على مسار أي صدام عسكري، متى وقع... دعك من تصور وضع نهاية له من قبل من اتخذ قرار الحرب. صدام غير متكافئ من ناحية معايير توازن القوى الكمي، لا يحتاج إلى بطولة، على أي حال. ثم مهما بلغ الشحن العاطفي والنفسي للجندي الإسرائيلي، الذي يشترك في معركة غير متكافئة، مثل هذه، إلا أنه في النهاية إنسان لا يمكن تصور خلو نظامه القِيَمي الخاص به، من رواسب أخلاقية، بشكل أو بآخر. كثيرٌ من أفراد الجيش الإسرائيلي لا يعتنقون عقيدة الغطرسة المتناهية التي تخلو من أي مبرر أخلاقي أو سياسي مفهوم. في النهاية، بالنسبة للجندي الإسرائيلي العادي، الحرب ليست غاية، ولا حتى مهنة. استخدام القوة المفرطة لتحقيق هدف سياسي ما مجازفة لا يمكن ضمان نتائجها، على أي حال.
ثم مقولة ان أفضل «تكتيكات» الدفاع المبادرة بالهجوم، لا يمكن أخذها كبديهة سياسية وعسكرية مسلمٌ بها. في التاريخ العسكري، نجد «تكتيكات» الدفاع أشد تعقيداً من «استراتيجيات» الهجوم. من كان يتصور أن بريطانيا، في بداية الحرب الكونية الثانية، كان باستطاعتها أن تتصدى للتفوق النازي الكاسح في سلاح الجو، لتنجو من جحيم الغارات الجوية الألمانية في صيف 1940.. ليتحول مسار الحرب، بعد ذلك.. وتحقق بريطانيا النصر في النهاية.الفلسطينيون، في المقابل، تتوفر لديهم إمكانات الردع النوعية، هذه، فهم يتسلحون بترسانة معنوية لا تنضب.. وهم يتصدون لجيش إسرائيلي عرمرم، ليحولوا مغامرته لاجتياح غزة، إلى ملحمة تاريخية، قد تحول مسار الصراع بين الجانبين، بصورة غير متوقعة. لا نريد أن نعطي الانطباع بأن الفلسطينيين سينتصرون في النهاية... هذا قد يجافي أبسط قواعد الصدام العسكري لقوى غير متكافئة... ولكن المغامرة لن تكون سهلة، بالنسبة للإسرائيليين.. وقد تكون تكلفتها مرتفعة، بشكل يفوق حسابات زعماء إسرائيل السياسيين، الذين اتخذوا قرار الاجتياح، بناءً على تطمينات القادة العسكريين.
إذا ما أخذنا المعايير الكمية لتوازن القوى بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فإن نتيجة أي اجتياح إسرائيلي لقطاع غزة سوف يتعدى الغرض المعلن عنه، في استعادة الجندي الإسرائيلي، إلى احتمال سَوْقَ العديد من القادة الفلسطينيين أسرى. فإسرائيل، كما أعلن وزير البنى التحتية: لن يكفيها استعادة الجندي الأسير، بل اختطاف نصف الحكومة الفلسطينية. منتهى الغطرسة... وليكن، فمعايير ميزان القوى المادي، بعناصره التقليدية، تجعل مثل تحقيق ذلك الاحتمال ممكناً، بل وأكثر. ولكن هناك معايير نوعية لابد من أخذها في عين الاعتبار عند توقع نتائج أي صدام مسلح بين الجانبين، كثيراً ما يغيب أخذها في عين الاعتبار، لطغيان إمكانات وموارد المعايير الكمية.
بدايةً: السلاح وحده لا يحقق النصر، أو حتى يدلنا على مسار أي صدام عسكري، متى وقع... دعك من تصور وضع نهاية له من قبل من اتخذ قرار الحرب. صدام غير متكافئ من ناحية معايير توازن القوى الكمي، لا يحتاج إلى بطولة، على أي حال. ثم مهما بلغ الشحن العاطفي والنفسي للجندي الإسرائيلي، الذي يشترك في معركة غير متكافئة، مثل هذه، إلا أنه في النهاية إنسان لا يمكن تصور خلو نظامه القِيَمي الخاص به، من رواسب أخلاقية، بشكل أو بآخر. كثيرٌ من أفراد الجيش الإسرائيلي لا يعتنقون عقيدة الغطرسة المتناهية التي تخلو من أي مبرر أخلاقي أو سياسي مفهوم. في النهاية، بالنسبة للجندي الإسرائيلي العادي، الحرب ليست غاية، ولا حتى مهنة. استخدام القوة المفرطة لتحقيق هدف سياسي ما مجازفة لا يمكن ضمان نتائجها، على أي حال.
ثم مقولة ان أفضل «تكتيكات» الدفاع المبادرة بالهجوم، لا يمكن أخذها كبديهة سياسية وعسكرية مسلمٌ بها. في التاريخ العسكري، نجد «تكتيكات» الدفاع أشد تعقيداً من «استراتيجيات» الهجوم. من كان يتصور أن بريطانيا، في بداية الحرب الكونية الثانية، كان باستطاعتها أن تتصدى للتفوق النازي الكاسح في سلاح الجو، لتنجو من جحيم الغارات الجوية الألمانية في صيف 1940.. ليتحول مسار الحرب، بعد ذلك.. وتحقق بريطانيا النصر في النهاية.الفلسطينيون، في المقابل، تتوفر لديهم إمكانات الردع النوعية، هذه، فهم يتسلحون بترسانة معنوية لا تنضب.. وهم يتصدون لجيش إسرائيلي عرمرم، ليحولوا مغامرته لاجتياح غزة، إلى ملحمة تاريخية، قد تحول مسار الصراع بين الجانبين، بصورة غير متوقعة. لا نريد أن نعطي الانطباع بأن الفلسطينيين سينتصرون في النهاية... هذا قد يجافي أبسط قواعد الصدام العسكري لقوى غير متكافئة... ولكن المغامرة لن تكون سهلة، بالنسبة للإسرائيليين.. وقد تكون تكلفتها مرتفعة، بشكل يفوق حسابات زعماء إسرائيل السياسيين، الذين اتخذوا قرار الاجتياح، بناءً على تطمينات القادة العسكريين.