قبل ثلاثة عقود لمع اسم (الطوير)، فهو رجل سبق عصره في بلادنا. إنه صاحب أول عملية احتيال واسعة شهدتها المملكة عندما راح يشتري السيارات بالأجل بضعف قيمتها. وأتذكر كيف أن كثيرا من أبناء مدينتنا الشمالية سافروا إلى الرياض وسلموه سياراتهم طمعا في الربح المضاعف قبل أن يختفي (الطوير) عن الأنظار، ليكتشف الضحايا أنهم لم يكونوا ضحية (طوير)، بل طائر جارح خطير (شلحهم) سياراتهم، وتركهم يمشون على أرجلهم واختفى.
ومرت السنون وكثرت (الطويرات)، وكلما أوشكنا أن ننسى حكاية أحدهم ظهر آخر من باطن الأرض كنبت شيطاني بفكرة جديدة. وأزعم أنه لا يمكن أن تجد مواطنا سعوديا لم يقع ضحية لواحدة أو أكثر من قضايا الاحتيال الجماعي التي تتناسل كالأرانب.
مناسبة هذا الحديث، خبر نشرته صحفنا الأسبوع الماضي عن تعثر جديد لتصفية واحدة من أقدم المساهمات المتعثرة في المملكة، وأقصد بها مساهمة (الأجهوري) التي مضى عليها أكثر من ربع قرن. تصوروا أكثر من 26 سنة قضاها نحو عشرة آلاف مساهم، ربعهم سعوديون والباقون مقيمون عرب وأجانب، ينتظرون إعادة أموالهم، فيما (البطل) قضى هذه السنوات الطويلة في السجن، مفضلا إياه على إعادة أموال الناس الذين وثقوا به وأعطوه أموالهم ليشتغل بها وينميها.
قضية الأجهوري تستحق أن تسجل في موسوعة جينس للأرقام القياسية، فهذه القضية تثير العجب لأنها استعصت على الحل على مدى 26 عاما، ولا زال في عمرها بقية، ولا زال (فيها عراش) كما يقال، فقد أعجزت كل العقول، والقضاة، والقيادات الإدارية، والجهات الرسمية وغير الرسمية التي تناوبت على معالجتها، وبعضهم مات، فيما القضية لاتزال حية ترزق.
ولا شك أن عدم التوصل لحلول لقضايا الأجهوري والطوير وغيرهما التي مضى عليها أكثر من ربع قرن، أوصلنا إلى مساهمات البيض وبطاقات سوا، مرورا بالمساهمات العقارية، وتوظيف الأموال في البورصة، فالرسالة التي وصلت لبعض المحتالين جراء بقاء هذه القضايا دون حل، هي أنه بوسعهم أن ينفذوا عمليات مشابهة ويفروا بالغنائم.
بقي القول: إن أفضل ما يعبر عن حالنا اليوم هو المثل القائل (أكلت يوم أكل الثور الأبيض)، فلو لم تضع حقوق مساهمي الأجهوري لما ظهرت المساهمات العقارية وسوا والبيض وغيرها من قضايا توظيف الأموال.
ومرت السنون وكثرت (الطويرات)، وكلما أوشكنا أن ننسى حكاية أحدهم ظهر آخر من باطن الأرض كنبت شيطاني بفكرة جديدة. وأزعم أنه لا يمكن أن تجد مواطنا سعوديا لم يقع ضحية لواحدة أو أكثر من قضايا الاحتيال الجماعي التي تتناسل كالأرانب.
مناسبة هذا الحديث، خبر نشرته صحفنا الأسبوع الماضي عن تعثر جديد لتصفية واحدة من أقدم المساهمات المتعثرة في المملكة، وأقصد بها مساهمة (الأجهوري) التي مضى عليها أكثر من ربع قرن. تصوروا أكثر من 26 سنة قضاها نحو عشرة آلاف مساهم، ربعهم سعوديون والباقون مقيمون عرب وأجانب، ينتظرون إعادة أموالهم، فيما (البطل) قضى هذه السنوات الطويلة في السجن، مفضلا إياه على إعادة أموال الناس الذين وثقوا به وأعطوه أموالهم ليشتغل بها وينميها.
قضية الأجهوري تستحق أن تسجل في موسوعة جينس للأرقام القياسية، فهذه القضية تثير العجب لأنها استعصت على الحل على مدى 26 عاما، ولا زال في عمرها بقية، ولا زال (فيها عراش) كما يقال، فقد أعجزت كل العقول، والقضاة، والقيادات الإدارية، والجهات الرسمية وغير الرسمية التي تناوبت على معالجتها، وبعضهم مات، فيما القضية لاتزال حية ترزق.
ولا شك أن عدم التوصل لحلول لقضايا الأجهوري والطوير وغيرهما التي مضى عليها أكثر من ربع قرن، أوصلنا إلى مساهمات البيض وبطاقات سوا، مرورا بالمساهمات العقارية، وتوظيف الأموال في البورصة، فالرسالة التي وصلت لبعض المحتالين جراء بقاء هذه القضايا دون حل، هي أنه بوسعهم أن ينفذوا عمليات مشابهة ويفروا بالغنائم.
بقي القول: إن أفضل ما يعبر عن حالنا اليوم هو المثل القائل (أكلت يوم أكل الثور الأبيض)، فلو لم تضع حقوق مساهمي الأجهوري لما ظهرت المساهمات العقارية وسوا والبيض وغيرها من قضايا توظيف الأموال.