-A +A
هناء البنهاوي ـ القاهرة
لم يأت من فراغ أن يجمع الساسة والخبراء، على أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وضع مبدأ تنقية الأجواء العربية، وتحقيق التضامن العربي في قمة أولوياته. وأن المملكة في عهده أضحت صمام أمان للاستقرار والاتزان في المنطقة. فالرياض عمدت إلى توظيف جميع الأوراق الدبلوماسية لخدمة القضايا العربية، والقضية الفلسطينية تظل موضع القلب. واجتمعت كلمة ذوي الاختصاص في ندوة «عكاظ» في القاهرة، على أن قمة الرياض العربية كانت نبراسا للعمل الاقتصادي العربي المشترك، بعد تأكيد خادم الحرمين على أهمية التنمية، وأنها لابد وأن يشعر بها المواطن العربي، وتخصيص صندوق لهذا الغرض. الأمر الذي جرى تفعيله في قمة الكويت. كما أضاف الملك عبد الله لسجله الناصع في ذات القمة، الإخلاص والتفاني في جمع الصف العربي متساميا ومتعاليا على المواقف الشخصية. وإلى ساحة النقاش والتفاصيل.
** السفير محمد صبيح:

دعوني أولا أن أشير إلى قمة الرياض، التي تحدث فيها الملك عبد الله عن التنمية وتأكيده على أنها لابد أن يشعر بها المواطن العربي الفقير، وتخصيص صندوق لهذا الغرض، وهو ما جرى تفعيله في قمة الكويت التنموية. كما أضاف الملك عبد الله لسجله الناصع في قمة الكويت أيضا، الإخلاص والتفاني في جمع الصف العربي، متساميا ومتعاليا على المواقف الشخصية، حيث وضع مصلحة الأمة العربية وإنهاء الفرقة العربية فوق أي اعتبار، فجمع الأشقاء العرب من ملوك ورؤساء في أكثر من لقاء لتحقيق وحدة الصف العربي. ولذلك فإنني أقول إن هذه البذرة الخيرة التي وضعها الملك عبد الله، هي التي أدت إلى نجاح القمة العربية في الدوحة.
** الدكتور عبد الله الأشعل:
- المملكة العربية السعودية تشكل عاملا رئيسيا للاستقرار والاتزان في المنطقة، حيث تستخدم جميع الأوراق الدبلوماسية لخدمة القضايا العربية وفي القلب منها القضية الفلسطينية. وأذكر في هذا السياق أن الرياض لها دور كبير في تنقية الأجواء العربية. ولها محاولات عدة في هذا الشأن من المحيط إلى الخليج.
وجهود المملكة تواصلت لتحقيق المصالحة العربية في قمة الكويت، ولكن قبلها كانت قمة مكة لرأب الصدع الفلسطيني. بينما سعت المملكة في قمة الكويت، لعقد مصالحات تاريخية بمبادرة من الملك عبد الله، وهو ما تجلى، ليس فقط في كلمته أمام القمة، ولكن أيضا في قيامه بهذا الدور للجمع بين الزعماء والإخوة العرب، وإذابة الخلافات بينهم.
وبموجب هذا المنطلق، فقد استشعر الملك عبد الله في قمة الكويت توترا بين بعض الزعماء العرب عكستها لهجة تصعيد متبادل يمكن أن تفجر القمة من الداخل، فبادر الملك عبد الله بكلمته ثم دعوته لجمع الزعماء العرب حتى يقطع الطريق على أي تصعيد، وكانت قمة الرياض المحدودة سبيلا مهما لتسوية الخلافات العربية، ولولا قمة الرياض لما كان لقمة الدوحة أن تحقق أي نجاح يذكر. وهذا يؤكد قناعتي السياسية بأن الملك عبد الله من الرجال القلائل في عصرنا الذين أخلصوا للمبدأ وسعوا إلى تنفيذه. وأنا لا أستطيع الفصل بين سعي المملكة للمصالحة العربية في سياسة الملك عبد الله، وبين سعيه للحوار بين الأديان السماوية والحضارات والثقافات المختلفة، وهذه الدعوة النبيلة من جانب الملك عبد الله قد بدأها في مكة وكنت محظوظا بحضورها، وحضرت مؤتمر الحوار في مدريد، ورأيت كيف كان الملك عبد الله يرعى بنفسه هذا الحوار ـ ليس فقط مجرد حضور الافتتاح ـ ولكن أيضا حرصه على اختيار سكن قريب من المؤتمر ليتابع تفاصيله عن كثب، فضلا عن حرصه على استقبال جميع أعضاء المؤتمر فردا فردا.
**الدكتور مصطفى عبد الرحمن:
تشهد المملكة منذ ولاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز نهضة داخلية ملموسة، وهذه النهضة قد انعكست أيضا على دورها الإقليمي والدولي، فالرياض تبنت جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية في مؤتمر مكة، كما توالت مساعيها لتحقيق هذه المصالحة على أكثر من صعيد، ومنها دورها الفاعل قبل قمة الكويت الاقتصادية وأثنائها، حيث عكست كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله في قمة الكويت الاقتصادية في شهر يناير الماضي التوجهات الرئيسية للسياسة السعودية الخارجية في تعميق وحدة الصف العربي. وهي الكلمة التي أسس بها لعهد جديد من العلاقات العربية العربية، مرتكزة على تغليب المصالح العليا للأمة العربية والإسلامية وتجاوز مرحلة الخلاف. كما قدم الملك عبد الله خلال هذه القمة نموذجا عمليا للتضامن مع شعب غزة المحاصر، حين أعلن عن تبرع المملكة بمبلغ مليار دولار لإعادة إعمار غزة.
وتواصلت جهود المملكة بقيادة الملك عبد الله لتعزز جهود المصالحة العربية من خلال ورقة العمل التي قدمتها الرياض إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب في الدوحة، وأكدت عبرها على أهمية الالتزام بميثاق الجامعة العربية وبلورة استراتيجية موحدة للتعامل مع التحديات، وانتهاج أسلوب الحوار، وأهمية بذل مزيد من الجهود لتنقية الأجواء وبناء الجسور .