-A +A
غالبا ما يستخف بجميع الخطب الكبرى باعتبارها مجرد كلمات. بيد أنها في الحقيقة قد تكون لها تأثيرات ونتائج قوية.
وينطبق هذا القول على خطاب الرئيس باراك أوباما الذي وجهه إلى العالم الإسلامي في القاهرة أخيرا، لأن الأمور تتحرك في الشرق الأوسط منذ إلقاء الخطاب سواء كان التحرك مجرد صدفة أو أن التوقيت ممتاز. فمنذ خطاب القاهرة جرت الانتخابات في لبنان حيث حقق تحالف الأكثرية انتصارا ساحقا على حزب الله وحلفائه.

وشهدت انتخابات إيران الأخيرة تلاعبا صارخا لصالح الرئيس أحمدي نجاد، ما سبب اندلاع انتفاضة ديموقراطية جماهيرية. ومن المستغرب أن الحكومة الإيرانية لم تلتزم بالشفافية فورا بالكشف عن الحقيقة حول الاقتراع بسرعة وبصورة كاملة، وهي الوحيدة التي تملك هذه الحقائق.
وبدأ تغير أيضا في مكان ثالث: النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ويريد أوباما حل الدولتين، ولكن خلافا لسلفيه كلنتون وبوش لم يرجئ معالجة النزاع حتى نهاية فترة رئاسته الثانية. وبالعكس تصدى للقضية بقوة منذ اليوم الأول من دخوله البيت الأبيض. كما أنه لا يهمل الصراع المحدود مع الحكومة الإسرائيلية حول المستوطنات في الضفة الغربية.
وإذا يريد أوباما إحراز تقدم في هذا الصراع، يجب عليه دفع حركة حماس وحكومة نتنياهو إلى التفاوض. وقد يبدو هذا الأمر مستحيلا في الظروف الراهنة.