تستشري الأزمة السياسية الإيرانية التي أعقبت عودة الرئيس أحمدي نجاد للحكم، إذ فشل الاجتماع بين اللجنة الخاصة لإعادة فرز الأصوات جزئيا في الانتخابات وبين ممثلي المرشح مير حسين موسوي في إيجاد حل للأزمة.
وجدد مجلس صيانة الدستور أمس تأكيد فوز الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية، بعد الانتهاء من فرز جزئي للأصوات قاطعته المعارضة.
وأعلن رئيس المجلس أحمد جنتي هذه النتيجة في رسالة بعث بها إلى وزير الداخلية صادق محصولي.
وأفاد أن غالبية الاعتراضات لم يثبت أنها انتهاكات أو تزوير ولم تكن سوى مخالفات طفيفة تحدث في كل انتخابات وبالتالي فإنها ليست ذات أهمية، معتبرا أنه لم يكن هناك مبرر للاعتراضات.
إلى ذلك، دانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس، ما وصفته بمعاملة النظام الإيراني المشينة لموظفي السفارة البريطانية الذين اعتقلوا بتهمة تأجيج الاضطرابات..
وكان الناطق باسم مجلس صيانة الدستور عباس علي كدخدائي أعلن سبب مماطلة ممثلي مير حسين موسوي ونظرا إلى أن الاجتماع المشترك لم يفض إلى نتيجة جرى إصدار أمر بإعادة فرز 10 في المائة من الأصوات عبر البلاد أمام عدسات التلفزيون الإيراني.
وفي وقت سابق أعلن كدخدائي أن ممثلي موسوي واللجنة الخاصة التي أنشأها المجلس لإعادة فرز الأصوات جزئيا في الانتخابات الرئاسية تدرس اقتراحا قدمه المرشح مير حسين موسوي للخروج من الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد.
ولم يعلق موقعا الإنترنت التابعان لموسوي على الاقتراح ولا على اللقاء مع مجلس صيانة الدستور.
ونقلت مصادر صحافية عن كدخدائي قوله إن شخصية سياسية قدمت اقتراحا لمجلس صيانة الدستور من مير حسين موسوي وصف بأنه إيجابي.
ورفض توضيح تفاصيل اقتراح موسوي، لكنه أضاف أن مجلس صيانة الدستور مستعد لإعادة فرز بطاقات اقتراع بحسب طريقة موسوي.. مستبعدا في الوقت نفسه إعادة فرز كاملة للأصوات التي أدلى بها الإيرانيون.
من ناحيته كرر مهدي كروبي دعوته لإلغاء الانتخابات في رسالة بعث بها إلى مجلس صيانة الدستور، وقال إن إلغاء الانتخابات هو السبيل الوحيد لاستعادة ثقة الشعب، وأيد مطالب موسوي في إعادة فرز الأصوات كليا، وكان الأخير ظهر في مسيرة احتجاجية الأحد خلال تجمع لجمهور المعارضة في مسجد قبا.
إلى ذلك حرصت إيران على إبقاء الأبواب مفتوحة مع دول الغرب، حيث أفرجت أمس عن خمسة من تسعة موظفين يعملون في السفارة البريطانية في حين يجري استجواب الأربعة الآخرين.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حسين قشقوي خلال مؤتمر صحافي إنه أفرج عن خمسة.. مشيرا إلى استمرار احتجاز الآخرين للتحقيق معهم.
مؤكدا أن بلاده ليست بصدد إغلاق أي من السفارات الأجنبية لديها وليس مطروحا في جدول أعمالها تخفيض العلاقات الدبلوماسية مع أي بلد بما فيها بريطانيا.
وكانت دول الاتحاد الأوروبي قررت اتخاذ تدابير جماعية إزاء إيران في حال تعرضت إحدى سفاراتها للأذى أو المضايقات.
ورغم إطلاق السلطات الإيرانية سراح خمسة من المعتقلين إلا أن بريطانيا أدانت استمرار احتجاز الأربعة.. معتبرة أن ذلك أمر غير مقبول.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء جوردن براون خلال مؤتمر صحافي إن السلطات الإيرانية لا تزال تعتقل أربعة موظفين محليين في السفارة البريطانية.. معربا عن قلق بلاده إزاء استمرار اعتقالهم.