-A +A
لم يكد يمضي أسبوع على حادثة اقتحام شباب لأحد المجمعات التعليمية في الرياض وإصابة أحد الطلبة بطلق ناري من مسدس كان يحمله أحد أولئك الشباب، حتى تكررت الحادثة في مكة المكرمة بصورة أكثر مأسوية، وذلك حين اقتحم مسلح عيادة أحد المستشفيات وإطلاقه الرصاص من رشاش كان يحمله مرديا بذلك أحد ممرضي المستشفى قتيلا بعد أن استقرت ثلاث رصاصات في جسده.

ولا يمكن عزل الحادثتين عن حوادث مشابهة حدثت هنا وهناك وراح ضحيتها مواطنون ومقيمون تصادف وجودهم في مكان الحادث، وفي أحسن الحالات تركت مثل تلك الحوادث رعبا وفزعا وتوجسا في قلوب من شهدوا تلك الحوادث بل ومن تابعوا أخبارها كذلك.

وعلى الرغم من أن هناك من يرى أن هذه الحوادث ليست طارئة ولم تبلغ حد الظاهرة ويعيد بروز أخبارها في الآونة الأخيرة إلى سياسة الشفافية وتطور آليات الرصد الإعلامي، إلا أن المسألة تظل بحاجة إلى الدرس والبحث بصرف النظر عما إذا كان السبب الذي يكمن وراءها عائدا إلى حالة نفسية أو رغبة في الانتقام أو مجرد جريمة من الجرائم التي لا يخلو منها مجتمع من المجتمعات.

إن دراسة تلك الحوادث أو الجرائم هي الأسلوب الأمثل الكفيل بوضع حد لها وضمان عدم تكرارها، فالدراسة وحدها كفيلة بمعرفة أسبابها وعوامل انتشارها، وهي وحدها الكفيلة بوضع الحلول لها ومعالجة الأسباب التي تقف خلفها.

وتبقى مسالة أخرى تتعلق بضرورة رفع كفاءة الحراسات الأمنية الأهلية بحيث تمتلك القدرة على مواجهة تلك الحوادث والتعامل معها، سواء كان ذلك التعامل بالحكمة أو استخدام القوة اللازمة والكفيلة بردع من يحاول اقتحام مؤسسات حكومية أو أهلية والإضرار بمن يعملون فيها أو يراجعونها من المواطنين والمقيمين.



للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة