جددت الدول الغنية طمأنة منتقدين على أنها ستفي بوعودها السابقة التي قطعتها في جلينايجلز عام 2005 بزيادة مستويات المساعدة السنوية بما يصل إلى 50 مليار دولار بحلول عام 2010، على أن يذهب نصفها إلى الدول الأفريقية، وانبرت بعض منظمات المساعدة قائلة إن بعض العواصم حنثت بما التزمت به، وأولهم إيطاليا الدولة المضيفة لقمة الثماني هذا العام.
أيتها القارة المستنزفة..
جدلية منهجية وسليمة ألفتها الأذن الإفريقية منذ أن كانت القارة تعصر بنكهة الاستعمار، ومنذ أن كانت كحانوت يعرض ثياب الموتى، ومنذ أن تعلم أطفالها أسطورة الحق التاريخي والهدف المشترك بلا عدو مشترك، ومنذ أن قال بيكون: ويل للشعوب التي تعتبر دهاء حكامها ذكاء، سليم وعقلاني كل هذا، ولكن هل يتجاوز كل ذي غبن أن أوباما بدوره سيعمد إلى إعادة عقارب ساعة العالم البيولوجية إلى الوراء، ومن ثم تنتفي بلمسة سحرية انكفاءته على قطبية أحادية، موازينها عرجاء، قفزت على خصائص الندية بنظريات استضعاف لتحول الكوكب.. كل الكوكب إلى متلق خنوع؟! فإن كانت هذه الأحادية لا تؤمن أصلا بجغرافية يطلق عليها أفريقيا، وأنها غير معنية بقراراتها وموازناتها وتمثيلها وممثليها تجاهها، فأي دعم يقدمه كبار الثمانية، أو أي إسناد عادل ومنصف لأفريقيا ذاك الذي يرفع كمطلب ملح الآن؟! أما يتعين على هذه القارة أن تقف أمام مرآة التاريخ لترى وجهها الدامي، وجسدها الجغرافي المثخن بأخاديد سايكس بيكو المستنسخة؟. ولكن ماذا يجد العاجز في قلب العاجز غير الكلمة؟.
أيتها القارة المستفقرة..
تلك ظرفية، وهناك ظروف أخرى، فحين يبلغ الرئيس الأمريكي الأفارقة بأن المساعدات الغربية يتعين أن تجد في المقابل حكما رشيدا، ويحثهم على تحمل مسؤولية أكبر في القضاء على الحروب والفساد والأمراض في القارة، فهو معنى على ورق سيلوفان يتضمن المطالبة بحكومات أكثر ديمقراطية في أفريقيا، أي كمن يقول: إن جوهر الصراع هو ديمقراطي أو ليبرالي، وكأن الشعوب الأفريقية لم تكن منذ دهور الضحية المقترحة لكل زعيم، وكأن السياسات الاقتصادية قد أدرجت في قوائم استراتيجيات التنمية الوطنية أو القارية، وكأن تدعيم الاستثمار في تنمية رأس المال المادي والبشري قد أينع وآتى أكله، وكأن تعميق الشفافية وصور الحكم التداولية وتعزيز المسارات والمؤسسات الديمقراطية قد لامس حد الرضا الذاتي وذهب مثلا يدونه التاريخ ويتودد إليه المصير الإنساني أجمع، ترى لم تجاوز الرئيس أوباما أن (رحلات العذاب لاستجلاب الملح من تمبكتو القديمة) لا تزال تسير على نمط حديث حتى ساعتنا هذه؟!
أيتها القارة العليلة..
أبناؤك ضيعوا من الأعمار طويلا كي ينهضوا عبثا.. يناشدون حكامهم قبل العالم، أن نحن شعوبكم فرأفة بنا، أن تنازلوا حكاما عن تسخيرنا كي نحرر ما احتله الأجنبي.. أن كفوا عن احتلال عقولنا وأفواهنا وأيدينا حتى نلتفت إلى بناء أوطاننا.. ويتساءلون: هل تجاهلهم دعوة إلى الهجرة والسفر، أم عودة للعيش على الغابة والشجر؟.
mirghani333@hotmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي
تبدأ بالرمز 242 أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة
أيتها القارة المستنزفة..
جدلية منهجية وسليمة ألفتها الأذن الإفريقية منذ أن كانت القارة تعصر بنكهة الاستعمار، ومنذ أن كانت كحانوت يعرض ثياب الموتى، ومنذ أن تعلم أطفالها أسطورة الحق التاريخي والهدف المشترك بلا عدو مشترك، ومنذ أن قال بيكون: ويل للشعوب التي تعتبر دهاء حكامها ذكاء، سليم وعقلاني كل هذا، ولكن هل يتجاوز كل ذي غبن أن أوباما بدوره سيعمد إلى إعادة عقارب ساعة العالم البيولوجية إلى الوراء، ومن ثم تنتفي بلمسة سحرية انكفاءته على قطبية أحادية، موازينها عرجاء، قفزت على خصائص الندية بنظريات استضعاف لتحول الكوكب.. كل الكوكب إلى متلق خنوع؟! فإن كانت هذه الأحادية لا تؤمن أصلا بجغرافية يطلق عليها أفريقيا، وأنها غير معنية بقراراتها وموازناتها وتمثيلها وممثليها تجاهها، فأي دعم يقدمه كبار الثمانية، أو أي إسناد عادل ومنصف لأفريقيا ذاك الذي يرفع كمطلب ملح الآن؟! أما يتعين على هذه القارة أن تقف أمام مرآة التاريخ لترى وجهها الدامي، وجسدها الجغرافي المثخن بأخاديد سايكس بيكو المستنسخة؟. ولكن ماذا يجد العاجز في قلب العاجز غير الكلمة؟.
أيتها القارة المستفقرة..
تلك ظرفية، وهناك ظروف أخرى، فحين يبلغ الرئيس الأمريكي الأفارقة بأن المساعدات الغربية يتعين أن تجد في المقابل حكما رشيدا، ويحثهم على تحمل مسؤولية أكبر في القضاء على الحروب والفساد والأمراض في القارة، فهو معنى على ورق سيلوفان يتضمن المطالبة بحكومات أكثر ديمقراطية في أفريقيا، أي كمن يقول: إن جوهر الصراع هو ديمقراطي أو ليبرالي، وكأن الشعوب الأفريقية لم تكن منذ دهور الضحية المقترحة لكل زعيم، وكأن السياسات الاقتصادية قد أدرجت في قوائم استراتيجيات التنمية الوطنية أو القارية، وكأن تدعيم الاستثمار في تنمية رأس المال المادي والبشري قد أينع وآتى أكله، وكأن تعميق الشفافية وصور الحكم التداولية وتعزيز المسارات والمؤسسات الديمقراطية قد لامس حد الرضا الذاتي وذهب مثلا يدونه التاريخ ويتودد إليه المصير الإنساني أجمع، ترى لم تجاوز الرئيس أوباما أن (رحلات العذاب لاستجلاب الملح من تمبكتو القديمة) لا تزال تسير على نمط حديث حتى ساعتنا هذه؟!
أيتها القارة العليلة..
أبناؤك ضيعوا من الأعمار طويلا كي ينهضوا عبثا.. يناشدون حكامهم قبل العالم، أن نحن شعوبكم فرأفة بنا، أن تنازلوا حكاما عن تسخيرنا كي نحرر ما احتله الأجنبي.. أن كفوا عن احتلال عقولنا وأفواهنا وأيدينا حتى نلتفت إلى بناء أوطاننا.. ويتساءلون: هل تجاهلهم دعوة إلى الهجرة والسفر، أم عودة للعيش على الغابة والشجر؟.
mirghani333@hotmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي
تبدأ بالرمز 242 أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة