-A +A
عبدالعزيز معتوق حسنين
عرفت عن بعد طبيبا مواطنا حيث كان قد إلتحق بجامعة الملك سعود في الرياض ليدرس الطب البشري في حوالي عام 1972م، وكنت آنذك قد تخرجت من جامعة لندن عام 1970م ومواصل دراستي للتخصص، حينها وصلني خطاب من والدي (يرحمه الله) يقول فيه: «ابني العزيز عبد العزيز، مرفق مع هذا بيان لعدة كتب طلب مني الشيخ عبد الله (يرحمه الله) أن أبعثه لك لكي تشتري الكتب لابنه الذي يدرس الطب ولا توجد هذه الكتب محليا، وابنه في حاجة ماسة لها. ويا ابني اهتم بشراء الكتب بأسرع وقت ممكن وأرسلها بالبريد الجوي، ويوجد مع هذا شيك من الشيخ عبد الله لك لكي تشتري بقيمته الكتب. وأحذر يا ابني أن تتأخر لأن الشيخ عبد الله رجل مهم وصديق حميم وله فضائل كثيرة فأعطي طلب عمك عبد الله كل الاهتمام». أتممت المهمة ولم أعلم بعدها شيئا عن هذا الابن حتى عدت في عام 1980م إلى بلدي بعد التخصص والحصول على الزمالة في الطب الباطنية. بعدها عرفت أن الشيخ عبد الله بالنسبة لوالدي هو مثل النفس الواحدة في جسدين، وعرفت من والدي أن ابن الشيخ عبد الله قد تخرج وأصبح طبيبا حوالى عام 1978م، ثم عمل طبيبا عام لكن وجد هذا الطبيب أن لديه قدرة في الإدارة أكثر من أن يمارس مهنة الطب فقرر آنذك أن يختار إحدى المهنتين إما أن يمارس مهنة الطب أو يمارس مهنة الإدارة، لأن كلا المهنتين تحتاج إلى تفرغ كلي ولا يمكن خلطهما وكلاهما مسؤولية كبيرة يحاسب عليها عند الله لأنهما تخصا صحة وحياة الإنسان، فأختار الطبيب المواطن الذي عرف مقدار نفسه وقرر أن يمارس مهنة الإدارة الطبية، وتعين مديرا لمستشفى الأطفال والولادة في جدة فنجح نجاحا لا يحصى في تحسين وضع هذا المستشفى الذي كان ينقصه إدارة مخلصة من طبيب اختار أن يتفرغ لمهنة الإدارة، ويعطيها كل جهده وتركيزه ووقته الكامل فنجح هذا الطبيب المواطن فغير المستشفى من وضع يرثى له إلى مستشفى تلد الأم فيها وهي مطمئنة أنها ستخرج منها هي ومولودها في صحة جيدة، فأشهد أنا شخصيا على هذا لأن زوجتي وضعت ابنتي الثانية فيها، وأنا اليوم ولله الحمد أب لست زهور أصغرهن في السنة الثانية للثانوية والكبرى صاحبة مطعم في جدة الكل يثني عليه وأوسطهم مديرة المطعم. من تفوق ونجاح هذا الطبيب في مهنة الإدارة وممارستها هي فقط لا غيرها. عين مدير مستشفى الملك فهد العام في جدة، حيث بدأت معرفتي به من هناك عندما كنت أعمل استشاري أمراض باطنية وسكري في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة في جدة. وما أنجزه هذا الطبيب في المستشفى لا يحتاج لثناء ولا لذكر حيث أن أعمال الإنسان تتحدث عن نفسها فقد أصبح هذا الطبيب من أحب الناس لسكان جدة وأشهر طبيب فيها، والكل كان ولا يزال يحبه ويثني عليه لأنه أعطى لمهنة الإدارة كامل تركيزه وجهده ووقته وتفرغ لها فنجح وأنجز وأثمر، واليوم وعبر عقود من الزمان وباب منزله مفتوح أسبوعيا لكل ممن أحبوه وعرفوه فأصبحت ربوعيته من أشهر الأمسيات الأسبوعية في جدة هذا هو أخي وزميلي وصديقي وابن صديق أبي الدكتور أحمد بن عبد الله عاشور صاحب المهنة الواحدة لا غيرها فأبدعها فهنيئا لك يا ابن عبد الله. ليته يؤلف كتاب بعنوان «الطبيب في الإدارة».
* استشاري الباطنية والسكري (فاكس 6721108 )

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 189 مسافة ثم الرسالة