-A +A
محمد العثيم
لاحظ مستهلكو القطاعي من متاجر الأغذية الكبرى موجة غلاء تسبق الشهر الكريم، وهذه الموجة ـ على حد علمي ـ لا مبرر لها إلا أن يكون قطاع التجزئة قرر «تجيير» خسائره من الأزمة المالية على المستهلك كما حدث في الربع الأول من هذا العام، وكان أحد مسؤولي مجموعة من السوبرماركت قد صرح في نهاية الربع الماضي أن بعض الخسائر جيرت على مستهلكي القطاعي، وهي فلتة لسان لم يتعرض لها أحد بالاستفهام.
تعودنا أنه لا أمل في تدخل وزارة التجارة فهي تبدو للمواطنين (التجارة) نفسها، وقد يئسنا من الغرف التجارية لأن دورها حماية التجار، والعجيب أن لديها إدارة لحماية المستهلك تعتني بالسلع المغشوشة التي تؤثر في مبيعات التجار أنفسهم، ولا تعني أي شيء للمواطن ، أما جمعية حماية المستهلك السعودية فصوتها خافت أمام المكينة الإعلامية للتجار، وأحيانا أتخيل أن هذه الجمعية، رغم إخلاصها، تصرخ من فوهة جب عميق لضعف سلطتها، وعدم تعاون أي سلطة معها.
هناك كثيرون لا ينظرون لأسعار السلع قبل شرائها، ولكن فئة من المواطنين تتأثر سلبا عندما تقلب السلع وتجد ما معها من مال لا يفي بالغرض.
لو كان هذا الغلاء مبررا كما حدث أيام قفزات أرقام التضخم لما نظرنا إليه بهذا الاستغراب، لكنه يبدو خارج التبرير في موسم استهلاكي تقليدي يفترض شيئا من الرخاء لهذا الشهر الكريم.
أصحاب القروش القليلة قد يجدون أنفسهم في ضائقة، مع أنهم في الغالب في ضائقة الإجازة الصيفية التي تفرض على المواطن العادي في الشبكة الاجتماعية المتداخلة الكثير من الصرف لمجاراة الأقارب، والأصدقاء، ولكي يحتفظ بموقعه الاجتماعي مثلهم.
أنا لا أطلب من الحكومة قرارا بتخفيض الأسعار في سوق مفتوح، ولكني أطلب منها لجم جشع التجار الذي لا حدود له، والذي عانى المواطنون منه خلال هذه الأزمة المالية، وأيام ارتفاع معدلات التضخم.
وزارة التجارة أيضا عليها القيام بمسؤوليتها إزاء هذه الحالات، وأن لا يقتصر الأمر بالقول للناس عليكم بالبدائل، فالنمط التقليدي في الاستهلاك الرمضاني عند السعوديين أصبح متلازمة رمضانية، واحتفالا لايتفوق عليه في الأهمية عند العقل التقليدي سوى صيام الشهر الكريم.
اليوم، وحسب علمي فإن معدل التضخم لم يتحرك للأسوأ هذا العام لتبرير هذه الزيادة، من هنا فجهات القرار عليها وبسرعة دراسة مؤشر الأسعار، وإعلان بيان للناس عن سبب الغلاء.
أما المواطن الجشع، وغير القادر فأنصحه بتأجيل الشراء حتى الأول من رمضان، فأمامنا قرابة الشهر، وخلال شهر قد يجد الأسعار أصبحت في متناول يده، فالموضوع ليس (مارثون) شراء في وقت تتوفر السلع بما يفوق حاجة الناس.
alqulam2@hotmail.com

373 WORDS



!!Article.extended.picture_caption!!

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة