-A +A
ا.ف.ب (جنيف)
فشلت منظمة التجارة العالمية في تقريب وجهات نظر الدول الاعضاء الـ149 حول نظام تجاري عالمي جديد مما اضطرها الى تمديد المفاوضات في عملية دونها مخاطر املا في ان تعتمد الولايات المتحدة سريعا موقفا اكثر ليونة في مجال دعم الزراعة. ورغم الضغوط التي مارسها المدير العام للمنظمة باسكال لامي الذي كان يطالب باتفاق في نهاية يونيو كحد اقصى حول اكثر النقاط حساسية في جولة الدوحة التي اطلقت في العام 2001 في العاصمة القطرية، لم تتوصل الدول الاعضاء الى اتفاق في ختام ثلاثة ايام من المداولات في مقر المنظمة في جنيف.
ولخص لامي الوضع في نهاية المحادثات بقوله ثمة ازمة لكن الذعر ليس مسيطرا مشيرا الى ان الاجتماعات لم «تحرز اي تقدم» باتجاه التوصل الى نظام تجاري عالمي اكثر عدلا.

واوكلت الدول الاعضاء الى لامي مهمة طارئة لتقريب وجهات النظر عبر مشاورات مع الاطراف الرئيسية في المفاوضات.
وكانت مفاوضات جنيف تهدف الى السماح بالتوصل قبل نهاية يونيو الى اتفاق بالارقام حول اكثر النقاط حساسية في التفاوض وهي دعم القطاع الزراعي والرسوم الجمركية على المنتجات الزراعية والتي تتعثر منذ خمس سنوات بسبب مواجهة بين دول الشمال ودول الجنوب يضاف اليها مواجهة امريكية-اوروبية.
وكانت الدول الغنية تعهدت في الدوحة باصلاح التجارة العالمية لتكون عادلة اكثر للدول الفقيرة التي تدفع ثمن الدعم على الزراعة في دول الشمال. في المقابل طالبت الدول الغنية ان تفتح الدول النامية اسواقها بشكل اكبر امام واردات المنتجات الصناعية.
ورغم ضغوط شركائها لم تتراجع الممثلة الامريكية للتجارة الجديدة سوزان شواب قيد انملة عن موقفها وواصلت المطالبة بخفض الرسوم الجمركية في الدول النامية على المنتجات الزراعية بمعدل 66% في حين ان ملامح توافق بدأت ترتسم بحدود 54% وهي نسبة تطالب بها مجموعة العشرين. ويرى مفاوض اوروبي ان «الولايات المتحدة زجت نفسها في موقع لا يحتمل». ويضيف ان الرئيس الامريكي «دعم التوصل الى اتفاق في منظمة التجارة العالمية لكن يبقى معرفة ما اذا كان سيتمكن من فرض بعض الليونة في الكونغرس».
لكن الوقت يداهم. وحذر المفوض الاوروبي لشؤون التجارة بيتر ماندلسون «اذا لم نغير الاتجاه في الاسبوعين المقبلين لن يحصل اي اختراق خلال الصيف في المفاوضات وسنواجه فشلا».
لكن وزير الشؤون الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم الشخصية الابرز في مجموعة العشرين كان اكثر تفاؤلا واعتبر ان منظمة التجارة العالمية «ليست بعيدة عن اتفاق».
وينتظر المفاوضون الكثير من قمة الدول السبع الصناعية الكبرى وروسيا (مجموعة الثماني) التي تعقد منتصف يوليو في سانت بطرسبرغ. وقد ينظم اجتماع للدول الست الرئيسية في منظمة التجارة العالمية (البرازيل واستراليا والولايات المتحدة والهند واليابان والاتحاد الاوروبي) على هامش هذه القمة.وتأمل منظمة التجارة العالمية ان يؤدي احتمال الفشل الى دفع الدول الاعضاء ولاسيما الولايات المتحدة الى التحرك اكثر.