-A +A
نجم الدين أحمد ظافر
لم أتفاجأ بكلام وزيرة الخارجية الأمريكية السيدة هيلاري كلينتون عندما طالبت العرب بمزيد من التنازلات، وكأن تنازلات اليهود المغدقة علينا من فرط كرمهم قد بلغت مداها وجاء دورنا لنكون أكرم منهم!. حيث لا ذل ولا قهر ولا فقر يعيشه أبناء فلسطين وعلينا تقديم مزيد من التنازلات لصالح السلام!. ولا يجب أن نلتفت لمعاناتهم والتضييق عليهم وتدمير تراثهم وطمس هويتهم. هل تبخرت كلمات ومعاني خطاب الرئيس أوباما في جامعة القاهرة لتعود بسرعة النغمة القديمة لمسامعنا.
نحن ومنذ تفتحت أعيننا في هذه الحياة الدنيا نعيش واقعا وحقيقة، أننا لا نملك من الأوراق شيئا.
نعرف أن السلام هدف منشود والتنازلات وسيلة لتحقيقه. لكن لماذا لم توقف الولايات المتحدة والدول الغربية منح الامتيازات للدولة العبرية، بل يتغاضون عن جرائمها ولا يطالبونها بالانسحاب وإنهاء الاحتلال؟. لماذا الإصرار والتركيز على العرب ليقدموا وحدهم التنازلات لتحقيق السلام.
بحسبة بسيطة عن نتائج محادثات سلام السلطة الفلسطينية مع دولة إسرائيل نجد أن لا شيء إيجابي فيها، بل كل ما فيها سلبيات تذكرنا بعنصرية نظام الفصل العنصري بجنوب افريقيا وبنظام عمالة السخرة زمن الفراعنة وبمعتقلات النازية. ذل وقهر ما بعده قهر.
شاهدت فيلما وثائقيا يحكي ويوثق كيف تغلق المحلات التجارية بمدينة نابلس بقوة السلاح وتخلى شوارعها وأزقتها من المارة لتسهيل مرور حفنة من المستوطنين!. نابلس التي يعيش فيها 150 ألف فلسطيني غرس بينهم 500 مستوطن حولت حياة أهلها لجحيم. إن أحدا لا يمكنه أن يصدق كيف تمضي السنوات ولا يتحقق شيء إيجابي لأهل فلسطين. مما زاد من درجة الاحتقان والكراهية، نتيجة تلك السياسة ومن يساندها.
أهذا هو طريق حل الدولتين، وهذه هي عدالة تحقيق السلام؟. أم أن الأمور تسير حسب مخطط مكتوب سلفا وعلى كل رئيس أمريكي أو غربي أن يسير وفق ذلك المخطط، ينفذ ما هو مطلوب ومناط به تنفيذه لصالح دولة إسرائيل، لتتكشف تباعا قبح وقسوة تلك السياسات ضدنا. وإن واجهتهم عقبة، فعلى العرب مساعدتهم في تذليلها بالتنازل والتنازل ثم التنازل، للحصول على ما يسمى بالسلام، أقصد سراب السلام.

najmzafer@hotmail.com