ندد الباحث في القضايا الفكرية الدكتور زيد بن علي الفضيل بالرواية الإسرائيلية الحالية التي تداولتها بعض الصحف العربية عن أحد الباحثين الإسرائيليين بقوله إن المسجد الأقصى الذي أسري إليه النبي عليه الصلاة والسلام ليس في القدس، وإنما في مكان بين مكة والطائف، وأشار الدكتور الفضيل إلى أنه حين مراجعته ذلك تبين له نص أورده الأزرقي في منحى كتابي وتاريخي مغاير، أراد الباحث الإسرائيلي استغلاله لصالحه، حيث أشار الأزرقي في محضر وصفه لجعرانة إلى وجود مسجدين بها: أحدهما أطلق عليه «المسجد الأقصى» أي البعيد، والآخر «المسجد الأدنى» أي القريب، وهو إطلاق لغوي بحت، ليس له أية علاقة بما يحاول أن يروج له الإسرائيليون بكذبهم وخداعهم. وكان الدكتور الفضيل تحدث عن ذلك في معرض محاضرته في منتدى الإعلامي سعود الجهني بعنوان «مشاهد من السيرة النبوية»، التي ابتعد فيها عن القراءة السردية المعروفة لدى شارحي السيرة، إلى القراءة التأملية التحليلية، بتسليطه الضوء على 12 مشهدا متنوعا في ثنايا السيرة النبوية لينطلق منها للحديث عنها بشكل تحليلي تأملي، بحسب وجهة نظره، دون أن يعمد إلى أن تكون ذات نسق مترابط من حيث التسلسل التاريخي، بقدر ما اهتم بترابطها الموضوعي.
عمرا خديجة وعائشة
ففي مشهد تأملي مثير، تطرق الدكتور الفضيل إلى الروايات التاريخية الخاصة بتحديد عمر السيدتين خديجة بنت خويلد وعائشة بنت أبي بكر، رضي الله عنهم جميعا، حال زواج النبي بهما، مستعرضا في ذلك العديد من الروايات المختلفة حول ذلك، التي ذكرتها كتب السير والتاريخ والحديث، ليعلن استفهاما عن الهدف فعليا من ترسيخ معلومة محددة، قد تكون غير منطقية عند البعض من الباحثين والعلماء، حول بعض تفاصيل سيرة النبي، على الرغم من تعدد الأقوال وتساويها من حيث قوة المصدر في نفس الأمر.
وأشار الدكتور الفضيل في هذا الإطار إلى رأي ابن عباس الذي أورده ابن سعد في الطبقات والحاكم في المستدرك، من أن عمر السيدة خديجة حين زواجها كان 28 عاما وليس 40 عاما، كما هو راسخ في الأذهان، كما أوضح أقوالا عديدة مختلفة في هذا الأمر لعديد من المصادر الموثوقة كالبيهقي وابن كثير وغيرهما، وكذلك الأمر في تضارب الأقوال حول عمر عائشة حين دخول النبي بها، موضحا أنه طالما أن الأقوال متضاربة، فما السبب في اختيار أقصاهما ليشكلا رأيا واحدا في أذهاننا على ما فيهما من قول.
وتحدث الدكتور الفضيل عن طبيعة علاقة النبي بالآخر سواء من المشركين أو أهل الكتاب، مدللا ببعض الشواهد من السيرة قبل الهجرة وبعدها، واستعرض شهادات عدد من الفلاسفة الغربيين الذين أكدوا فيها على عظمة النبي عليه الصلاة والسلام.
خصوصية الرسالة
ومن هذه المشاهد قول الله تعالى واصفا نبيه الكريم: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، حيث اهتم المحاضر بالتأكيد على خصوصية الرسالة النبوية المقترنة بالرحمة بشكل خاص، مستشهدا بالعديد من الآيات الناصة على ذلك والأحاديث النبوية، ومشددا على أهمية أخذ هذا الأمر بالاعتبار حين مناقشة أي نص حديثي عن النبي عليه الصلاة والسلام يحمل في طياته بوادر عنف أو قسوة ترفضها الغريزة الإنسانية والفطرة السليمة، مشيرا إلى أن النبي عليه الصلاة والسلام أعطانا مقياسا دقيقا لمعرفة الحديث الصحيح من غيره، حيث قال في الحديث الذي رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى وكذلك الإمام أحمد بن حنبل في المسند، والبزار في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وغيرهم: «إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم وتلين له أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم قريب، فأنا أولاكم به؛ وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم وتنفر منه أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم بعيد، فأنا أبعدكم منه».
عمرا خديجة وعائشة
ففي مشهد تأملي مثير، تطرق الدكتور الفضيل إلى الروايات التاريخية الخاصة بتحديد عمر السيدتين خديجة بنت خويلد وعائشة بنت أبي بكر، رضي الله عنهم جميعا، حال زواج النبي بهما، مستعرضا في ذلك العديد من الروايات المختلفة حول ذلك، التي ذكرتها كتب السير والتاريخ والحديث، ليعلن استفهاما عن الهدف فعليا من ترسيخ معلومة محددة، قد تكون غير منطقية عند البعض من الباحثين والعلماء، حول بعض تفاصيل سيرة النبي، على الرغم من تعدد الأقوال وتساويها من حيث قوة المصدر في نفس الأمر.
وأشار الدكتور الفضيل في هذا الإطار إلى رأي ابن عباس الذي أورده ابن سعد في الطبقات والحاكم في المستدرك، من أن عمر السيدة خديجة حين زواجها كان 28 عاما وليس 40 عاما، كما هو راسخ في الأذهان، كما أوضح أقوالا عديدة مختلفة في هذا الأمر لعديد من المصادر الموثوقة كالبيهقي وابن كثير وغيرهما، وكذلك الأمر في تضارب الأقوال حول عمر عائشة حين دخول النبي بها، موضحا أنه طالما أن الأقوال متضاربة، فما السبب في اختيار أقصاهما ليشكلا رأيا واحدا في أذهاننا على ما فيهما من قول.
وتحدث الدكتور الفضيل عن طبيعة علاقة النبي بالآخر سواء من المشركين أو أهل الكتاب، مدللا ببعض الشواهد من السيرة قبل الهجرة وبعدها، واستعرض شهادات عدد من الفلاسفة الغربيين الذين أكدوا فيها على عظمة النبي عليه الصلاة والسلام.
خصوصية الرسالة
ومن هذه المشاهد قول الله تعالى واصفا نبيه الكريم: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، حيث اهتم المحاضر بالتأكيد على خصوصية الرسالة النبوية المقترنة بالرحمة بشكل خاص، مستشهدا بالعديد من الآيات الناصة على ذلك والأحاديث النبوية، ومشددا على أهمية أخذ هذا الأمر بالاعتبار حين مناقشة أي نص حديثي عن النبي عليه الصلاة والسلام يحمل في طياته بوادر عنف أو قسوة ترفضها الغريزة الإنسانية والفطرة السليمة، مشيرا إلى أن النبي عليه الصلاة والسلام أعطانا مقياسا دقيقا لمعرفة الحديث الصحيح من غيره، حيث قال في الحديث الذي رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى وكذلك الإمام أحمد بن حنبل في المسند، والبزار في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وغيرهم: «إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم وتلين له أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم قريب، فأنا أولاكم به؛ وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم وتنفر منه أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم بعيد، فأنا أبعدكم منه».