-A +A
عبد الله رشاد كاتب ـ جدة
اقتفت سوق الأسهم السعودية أثر البورصات الآسيوية والأوروبية وهبطت بصورة حادة، إلا أن العجيب في الأمر أن السوق استبق افتتاح مؤشر داو جونز في بورصة نيويورك الذي افتتح بهبوط حاد بأكثر من 120 نقطة من بداية افتتاح يوم أمس. وكان هبوط مؤشر سوق الأسهم بمقدار 143 نقطة مفاجئا للعديد من المتابعين والذي أصبح جليا أنه يقتفي أثر البورصات الأخرى بهبوطها فقط فيما يتجاهل حركة صعودها أو صعود أسعار البترول، وهذا بدوره أصبح يشكل علامة استفهام كبيرة لم تجد لها إجابة شافية.
الوضع أصبح بصورة كبيرة لا يخضع كثيرا لتتبع المؤشرات والنماذج البيانية الفنية، فهي تسير بشكل فوضوي متعمد بغية طمس ملامح تحرك السوق من قبل المحافظ الكبيرة التي أخذت استراتيجية جديدة تنبع من معاكسة التوقعات وما يتم خلال جلسات التداول، فما أن تظهر بوادر تفاؤلية تنعكس إيجابيتها بقوة في الأسواق الأخرى نجد أن سوق الأسهم تواجه بهجوم ضاغط من المحافظ الكبرى التي لا ترى رفع المؤشر لمستويات فوق 6000 مرة أخرى.

وبالرغم من تحسن مؤشر النمو الاقتصادي الياباني وانخفاض معدلات البطالة في أوروبا وأمريكا لم تشفع أو تحول من انخفاض البورصات الآسيوية والأوروبية بسبب انخفاض أسعار النفط بصورة حادة نسبيا نظرا لاستمرار ضغوط المخاوف والشكوك بشأن نمو الطلب على النفط. وما زاد من تفاقم نكسات البورصات الارتفاع المتتالي في أسعار الذهب، حيث تشير التقارير إلى انضمام العديد من المستثمرين في الشرق الأوسط ودول مجلس التعاون الخليجي للتدافع لشراء الذهب سواء على هيئة سبائك أو عملات ذهبية كملاذ آمن في الأوقات الصعبة. وهذه الأوضاع ناشئة من اعتقادات أن الارتفاعات التي حدثت في الأسواق المالية وأسواق الأسهم قد تكون نمت وارتفعت بصورة أكبر وأسرع من النمو الحقيقي للاقتصادات التي يعتقد أنها ظهرت إشارات أولية لتعافيها لكنها لم تخرج من أزمتها. وقد يكون لاستمرار انخفاض مؤشرات التضخم دور في زيادة المخاوف، حيث إن انخفاض مؤشرات التضخم قد تكون إشارة بسبب انخفاض الطلب على السلع والمنتجات والخدمات وليس بسبب قدرة الحكومات في السيطرة على عوامل التضخم.
من الناحية الفنية يمكن القول إن المؤشر على المدى القصير قد أصبح بصورة كبيرة في قناة هابطة تستهدف العودة لمستويات 5511 نقطة خاصة إذا ما كسرت نقطة دعم أخرى عند 5680 نقطة. هذه النقطة في الحقيقة ستكون نقطة مهمة وكسرها سيؤدي إلى هبوطها إلى نقطة الدعم الأخرى الواقعة عند 5511 نقطة، وهذا الوضع يتضح من خلال هدف النموذج الإنعكاسي السلبي المتكون على فاصل يوم والذي يستهدف نقطة 5511 نقطة. لكن هذا الوضع ربما يتم إفشاله استمرارا لسلوكيات المؤشر التي أصبحت في كثير من الأحيان لا تخضع للتحركات الفنية بقدر ما تكون مقتفية لتحركات أسواق أخرى أو بيانات أو أخبار تؤثر في مسار المؤشر.
تداولات اليوم قد تستهدف اختبار نقطة دعم 5700، ومن ثم قد يعود للارتفاع مجددا للعودة لمستويات 5800 نقطة ومن الممكن أن يزور المؤشر نقطة 5804 نقطة، وهذا الوضع إذا استمر لنهاية التداولات فإنه قد يقلص من حدة السلبية التي مر بها المؤشر في تداولات الأمس.