-A +A
جوزيف حرب (الترجمة)
ذكرت صحيفة «ها آريتز» في افتتاحيتها امس ان تدمير جسور يمكن الاستغناء عن سلوكها سواء بالسيارة او سيرا على الاقدام والسيطرة على مطار مدمر منذ سنوات وقصف محطة لتوليد الطاقة واغراق اجزاء واسعة من قطاع غزة في ظلام دامس وتوزيع مناشير توحي للمواطنين بضرورة الخوف على مصائرهم والقيام بتحليق استفزازي للطيران فوق قصر الرئيس السوري بشار الاسد واختطاف مسؤولين منتخبين من حماس كلها امور ترغب الحكومة الاسرائيلية باقناعنا انها قامت بها من اجل اطلاق سراح الجندي الاسير جلعاد شاليت.ولكن كلما توسعت قدرة حكومتنا الابداعية في اختراع التكتيكات بدا لنا انها تزداد في غيها وفي اضاعة البوصلة بدلا من وضع تصور عام مرتكز على العقل والمنطق فاسرائىل ترغب في ممارسة ضغوط متزايدة على القيادة السياسية لحركة حماس وعلى الرأي العام الفلسطيني معا من اجل حمل هذا الرأي العام بدوره على ممارسة الضغوط على قيادته للافراج عن الجندي وفي الوقت عينه تزعم الحكومة ان سوريا او على الاقل خالد مشعل الذي يعيش في سوريا يمتلك مفتاح الحل فاذا كان الامر هكذا فما جدوى ممارسة الضغط على القيادة الفلسطينية في الداخل والتي لم تعرف شيئا عن الهجوم والتي عندما علمت به طالبت الخاطفين بضرورة رعاية الجندي واعادته سالما.ان التكتيك المتمثل في ممارسة الضغط على المدنيين قد تم اختباره في السابق اكثر من مرة فاللبنانيون مثلا قد الفوا كثيرا التكتيك الاسرائيلي في تدمير محطات توليد الطاقة والبنى التحتية وهناك قرى باكملها في جنوب لبنان تعرضت للترهيب واضطر السكان بالالاف الى النزوح الى بيروت لكن ذلك لم ينجم عنه سوى التبخر للخلافات والانقسامات الداخلية وتقوية وتوحيد القيادة.وفي نهاية المطاف اجبرت اسرائيل على التفاوض مع حزب الله وعلى الانسحاب في لبنان والان تبدو الحكومة الاسرائىلية تعمل على تكرار اخطائها في لبنان كما لو انها لم تتعلم شيئا من تجاربها ولذلك نحن نعتبر ان النتائج من الحملة الراهنة سوف تكون مماثلة للنتائج السابقة.كذلك اقدمت اسرائىل على اختطاف اشخاص في لبنان لاستخدامهم في المفاوضات مع مختطفي جنود اسرائيليين وها هي اليوم تلجأ للتكتيك عينه مع السياسيين من حركة حماس وعلى «ايهود اولمرت» ان يعلم ان اختطاف او اعتقال قياديين من شأنه فقط ان يقوي نفوذهم ودعم انصارهم لهم كما ان اختطاف اشخاص من اجل استخدامهم كأدوات للتفاوض هو عمل عصابات وليس عمل دولة.لذلك من واجب الحكومة الاسرائيلية ان تعود الى رشدها فورا وان تكتفي بالتهديدات التي اطلقتها وان تسارع الى الافراج عن السياسيين من حماس وان تبدأ المفاوضات فالقضية تتعلق بجندي واحد يجب ان يعود سالما الى اسرته وليست قضية تغيير وجه وخريطة الشرق الاوسط.