أثار الخطاب الذي أرسله مجموعة من البرلمانيين المحافظين في مجلس الشورى الإيراني إلى الولي الفقيه (خامنئي) يطالبون فيه بإقالة هاشمي رافسنجاني من منصبه، استغراب الكثيرين داخل إيران وخارجها. وكانت مجموعة صغيرة من الأعضاء السابقين في مجلس الشورى الإيراني وينتمي معظمهم إلى جمعية العلماء المحاربين، قد قدموا، في فترة سابقة، خطابا مماثلا إلى رافسنجاني، بصفته رئيس مجلس الخبراء، يطالبون فيه بتنفيذ المادة (111 من نصوص الدستور) والتي تمنح هذا المجلس صلاحية تعيين الولي الفقيه، وإقالته.
وكان كل من خامنئي ورافسنجاني زميلي درب طويل بدأ في قم، بغض النظر عن فارق السن بينهما، إذ يكبر رافسنجاني زميله بخمس سنوات. وكانا يدرسان معا في معهد الفيضية في قم، قبل أن يصبحا أكثر طلاب ومريدي الإمام الخميني التصاقا به. وأصبح خامنئي فيما بعد رئيسا لإيران بعد مقتل رئيس الجمهورية، حينئذ، محمد علي رجائي سنة 1981م. ثم سنحت الفرصة مرة أخرى لخامنئي أن يصبح وليا فقيها، حينما عينه الخميني إماما لصلاة الجمعة، قبل وفاته بثلاثة أشهر، ليحل محل الإمام نفسه في المنصب الديني بعد أن شغر منصب الولي الفقيه.
وعمل خامنئي فترة من الزمن ممثلا الخميني في الحرس الثوري وزار جبهات القتال عدة مرات إبان الحرب العراقية الإيرانية. ويحمل أفكارا محافظة جدا في إيران، ويملك بحكم منصبه صلاحيات ضخمة ومتسعة في النظام السياسي الإيراني.
أما رافسنجاني فينتمي إلى أسرة غنية جدا في إيران، ويملك العديد من المصانع، وكذلك أكبر جامعة خاصة في إيران (جامعة آزاد الإسلامية)، حيث يقال إن عدد طلاب هذه الجامعة يصل إلى 1.3 مليون طالب، موزعين على ثلاثمائة فرع.
ويدير أبناء رافسنجاني إمبراطوريته التجارية، ولها فروع في دبي، وغيرها من العواصم. ومع أن رافسنجاني يحسب على التيار المحافظ، إلا أنه أقرب إلى الإصلاحيين وقد دعم هذا التيار بعد الأزمة التي نشأت في أعقاب الانتخابات الرئاسية . ويقال بأنه اعتزل طهران لفترة من الزمن، وأقام في مدينة (قم) خلال تلك الاضطرابات.
ويذكر أن ابنة رافسنجاني (فايزة) عضوة البرلمان ورئيسة تحرير مجلة المرأة قد ساندت بقوة ترشيح (موسوي) للرئاسة.
وتعرض أحد أبناء رافسنجاني لمحاولة المنع من السفر بعد تلك الأزمة. وفجر رافسنجاني قنبلة بعد تصريحاته المساندة لموسوي، في خطبة الجمعة التي ألقاها بطهران في منتصف شهر يوليو الماضي وبالرغم من أن كلا الرجلين (خامنئي ورافسنجاني) يحاولان احتواء الأزمة الحاضرة، إلا أن أنصارهما يدفعانهما إلى شكل من أشكال المواجهة. وحتى إذا ما احتمل كل منهما وجامل الجانب الآخر ، فإن المواجهة بين العائلتين ستستمر، خاصة إذا ما نجح الخامنئي في تنصيب ابنه حجة الإسلام (مجتبى خامنئي) في منصبه كخليفة مستقبلي له.
وإذا ما نجح ضغط حلفاء وأنصار كلا الجانبين في دفعهما إلى المواجهة، فإن الغلبة في المدى القصير ستكون لصالح خامنئي، حيث يمسك بمقاليد السلطة الكاملة، وبالولاء الكامل من قبل الباسيج والحرس الثوري.
غير أن كلا الرجلين يشعران بخطر مثل هذا التنافس، ويحاولان تقليصه وتحجيمه، ويعود ذلك إلى أن قطبي الثورة يمثلان كتلة كانت متماسكة إلى حد قريب. وإذا ما حدث أي شرخ في هذه الكتلة فقد تؤدي إلى تصدعات عميقة تؤثر في النظام السياسي الإيراني. وبقرار خامنئي تقديم الدعم الكامل غير المشروط للرئيس أحمدي نجاد، فإنه كان يريد إرسال رسالة واضحة إلى الجيل الجديد من القياديين المتنفذين، والفاعلين سابقا في الحرس الثوري، بأنهم هم المسؤولون عن مستقبل النظام. وكان الإمام الخامنئي في الماضي يوازن بين دعمه للجبهات المتنافسة داخل النظام ، وبانتهاء مثل هذا التوازن فإن مسارا جديدا يكتب للنظام السياسي، وسيمثل نوعا من التنافس بين الطبقة الوسطى وآمالها وتطلعاتها، وبين الطبقات ما دون الوسطى ، والتي تبني مستقبلها العملي والسياسي على عضويتها في مؤسسات الدولة المختلفة ، خاصة المؤسسات الأمنية..
ويتساءل الكثيرون هل هذا الطلاق المعلن بين الجانبين هو طلاق مؤقت دفعت به الأحداث إلى السطح، أم أنه طلاق نهائي لا رجعه فيه، ولن نتمكن من الإجابة على هذا التساؤل إلا بعد مرور بعض الوقت.
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 119 مسافة ثم الرسالة
وكان كل من خامنئي ورافسنجاني زميلي درب طويل بدأ في قم، بغض النظر عن فارق السن بينهما، إذ يكبر رافسنجاني زميله بخمس سنوات. وكانا يدرسان معا في معهد الفيضية في قم، قبل أن يصبحا أكثر طلاب ومريدي الإمام الخميني التصاقا به. وأصبح خامنئي فيما بعد رئيسا لإيران بعد مقتل رئيس الجمهورية، حينئذ، محمد علي رجائي سنة 1981م. ثم سنحت الفرصة مرة أخرى لخامنئي أن يصبح وليا فقيها، حينما عينه الخميني إماما لصلاة الجمعة، قبل وفاته بثلاثة أشهر، ليحل محل الإمام نفسه في المنصب الديني بعد أن شغر منصب الولي الفقيه.
وعمل خامنئي فترة من الزمن ممثلا الخميني في الحرس الثوري وزار جبهات القتال عدة مرات إبان الحرب العراقية الإيرانية. ويحمل أفكارا محافظة جدا في إيران، ويملك بحكم منصبه صلاحيات ضخمة ومتسعة في النظام السياسي الإيراني.
أما رافسنجاني فينتمي إلى أسرة غنية جدا في إيران، ويملك العديد من المصانع، وكذلك أكبر جامعة خاصة في إيران (جامعة آزاد الإسلامية)، حيث يقال إن عدد طلاب هذه الجامعة يصل إلى 1.3 مليون طالب، موزعين على ثلاثمائة فرع.
ويدير أبناء رافسنجاني إمبراطوريته التجارية، ولها فروع في دبي، وغيرها من العواصم. ومع أن رافسنجاني يحسب على التيار المحافظ، إلا أنه أقرب إلى الإصلاحيين وقد دعم هذا التيار بعد الأزمة التي نشأت في أعقاب الانتخابات الرئاسية . ويقال بأنه اعتزل طهران لفترة من الزمن، وأقام في مدينة (قم) خلال تلك الاضطرابات.
ويذكر أن ابنة رافسنجاني (فايزة) عضوة البرلمان ورئيسة تحرير مجلة المرأة قد ساندت بقوة ترشيح (موسوي) للرئاسة.
وتعرض أحد أبناء رافسنجاني لمحاولة المنع من السفر بعد تلك الأزمة. وفجر رافسنجاني قنبلة بعد تصريحاته المساندة لموسوي، في خطبة الجمعة التي ألقاها بطهران في منتصف شهر يوليو الماضي وبالرغم من أن كلا الرجلين (خامنئي ورافسنجاني) يحاولان احتواء الأزمة الحاضرة، إلا أن أنصارهما يدفعانهما إلى شكل من أشكال المواجهة. وحتى إذا ما احتمل كل منهما وجامل الجانب الآخر ، فإن المواجهة بين العائلتين ستستمر، خاصة إذا ما نجح الخامنئي في تنصيب ابنه حجة الإسلام (مجتبى خامنئي) في منصبه كخليفة مستقبلي له.
وإذا ما نجح ضغط حلفاء وأنصار كلا الجانبين في دفعهما إلى المواجهة، فإن الغلبة في المدى القصير ستكون لصالح خامنئي، حيث يمسك بمقاليد السلطة الكاملة، وبالولاء الكامل من قبل الباسيج والحرس الثوري.
غير أن كلا الرجلين يشعران بخطر مثل هذا التنافس، ويحاولان تقليصه وتحجيمه، ويعود ذلك إلى أن قطبي الثورة يمثلان كتلة كانت متماسكة إلى حد قريب. وإذا ما حدث أي شرخ في هذه الكتلة فقد تؤدي إلى تصدعات عميقة تؤثر في النظام السياسي الإيراني. وبقرار خامنئي تقديم الدعم الكامل غير المشروط للرئيس أحمدي نجاد، فإنه كان يريد إرسال رسالة واضحة إلى الجيل الجديد من القياديين المتنفذين، والفاعلين سابقا في الحرس الثوري، بأنهم هم المسؤولون عن مستقبل النظام. وكان الإمام الخامنئي في الماضي يوازن بين دعمه للجبهات المتنافسة داخل النظام ، وبانتهاء مثل هذا التوازن فإن مسارا جديدا يكتب للنظام السياسي، وسيمثل نوعا من التنافس بين الطبقة الوسطى وآمالها وتطلعاتها، وبين الطبقات ما دون الوسطى ، والتي تبني مستقبلها العملي والسياسي على عضويتها في مؤسسات الدولة المختلفة ، خاصة المؤسسات الأمنية..
ويتساءل الكثيرون هل هذا الطلاق المعلن بين الجانبين هو طلاق مؤقت دفعت به الأحداث إلى السطح، أم أنه طلاق نهائي لا رجعه فيه، ولن نتمكن من الإجابة على هذا التساؤل إلا بعد مرور بعض الوقت.
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 119 مسافة ثم الرسالة