-A +A
وصل الى بيتي أنور السادات مساء يوم الجمعة 28 سبتمبر 1962 ليصحبني الى الرئيس جمال عبدالناصر و كانت معه السيدة جيهان السادات لتوديعي و في حضوره و عدد كبير من المودعين وقفت زوجتي التي خاطرت بحياتها حين قامت بنقل الاسلحة الى الثوار لتودعني و هي تقول لقد قامت الثورة التي خططت لها و جاهدت من أجلها ، و الاعمار بيد الله ، «و ما كان لنفس تموت الا بإذن الله».
وكان كل رجائي اذا ما دقت ساعتك أن تموت شجاعا لانك تموت من أجل قضية عادلة وهبت نفسك لها و سوف يكون لاستقبالك للشهادة في ساحة الجهاد في اليمن أثمن تركة وأعظم شرف تتركه لي و لاولادك و من تجاوب معك من أبناء اليمن.

كانت زوجتي تقول ذلك وهي في منتهى الثبات ، وبعدها أخذني السادات الى بيت عبد الناصر ، وفي الطريق كرر السادات إشادته بزوجتي التي ودعتني و أنا ذاهب الى ساحة القتال فيها اقرب الى الموت منه الى الحياة. وتوجهت مع السادات الى مطار القاهرة وصعدت للطائرة وتبعني الزميل عبدالرحيم عبد الله و القاضي الزبيري والعميد علي عبدالخبير و النقيب عبد السلام المحجوب ، و كان الجميع قلقين علينا ، و كان مبعث القلق ليس فشل الثورة قبل وصولنا فحسب لكن احتمال ضرب الطائرة وهى في الطريق ، لان الطائرة كانت سرعتها بطيئة و تطير على ارتفاع منخفض ، و بالفعل و نحن في الطريق و عندما اقتربنا من ساحل اليمن أبلغني قائد الطائرة المصري أحمد نوح الذي أصبح وزيرا للطيران فيما بعد أنه تلقى اشارة من الحامية البريطانية العسكرية في جزيرة كمران المواجهة للساحل اليمني ، و البرقيه تسأله عن جنسية الطائرة ووجهتها فقلت له لا ترد عليها ، و عندما حذرتنا بإسقاط الطائرة قلت له لا ترد ، لانهم لو عرفوا انها طائرة مصرية لأسقطوها على الفور .