-A +A
خالد الجابري ـ المدينة المنورة

أكد المهندس نبيل أزمرلي مدير عام المديرية العامة للمياه في منطقة المدينة المنورة أن العمل في إدارته يسير وفق خطط مدروسة لتنفيذ مشاريع المياه في المدينة المنورة رغبة منها في توفير مياه الشرب بطريقه علمية ومدروسة، ونفى في الوقت نفسه ما يتردد عن أن هناك أزمة مياه في صيف المدينة. وأكد في حوار مع «عكاظ» أن المديرية وفرت المياه وبكميات كبيرة لكن معظم المواطنين «بحسب قوله» لديهم خزانات صغيرة لاتتناسب مع وقت ضخ المياه مما يجعلهم يعتقدون أن هناك أزمة، وتطرق المهندس أزمرلي إلى شكاوى المزارعين في منطقة آبار الماشي ومنطقة ضعه مؤكدا أنها غير دقيقة وكان حفر الآبار يهدف إلى توفير المياه لأهالي المدينة، فإلى الحوار:



• مهندس نبيل ماهو جديد مديرية المياه في المدينة وماهي خططكم في توفير مياه الشرب لطيبة الطيبة وزوارها؟

الحقيقة نحن خططنا واضحة واستعداداتنا في الفترة الحالية أو المقبلة تسير ضمن خطة استراتيجية معدة من ضمنها أعمال الشبكات وشبكات الصرف الصحي وخزانات المياه الاستراتيجية ومحطات معالجة وخطوط رئيسية وتحديث للشبكات وخطواتنا حثيثة ومستمرة لتوفير مياه الشرب لطيبة الطيبة وزوارها.



• ماهي جهودكم في منع تسربات المياه التي من خلالها تهدر كميات صالحة للشرب المدينة في حاجة ماسة لها؟

في الواقع صرفنا على منع التسربات حوالى 28 مليون ريال حيث من خلال مشروع طال 10 أحياء في المدينى وكان الفاقد يصل إلى 27 في المائة في هذه الأحياء واستطعنا ولله الحمد تقليصه إلى 7 في المائة وهذا توفير للثروة الغالية والاستفادة من هذه الوفرة لتغذية مخططات جديدة.



• ولكن البعض يتهمكم بعدم التسريع في مشاريع الشبكات فكيف تردون عليهم؟

أقول إننا ولله الحمد زدنا أطوال الشبكات إلى 3000 كيلو من عام 1428هـ إلى العام الحالي، وهذا بحد ذاته إنجاز وإنجاز كبير كما أننا وضعنا مخططا إرشاديا عاما لمنطقة المدينة ووضعنا دراسة كاملة لاحتياجات المحافظات وطلبنا اعتمادات مالية لها وتم اعتمادها وترسية المشاريع على المقاولين وتسليم المواقع.



• هل هذا ردا على من يقول إن مديرية المياه لا تهتم بالمحافظات والقرى والهجر؟

ردنا دائما يكون من خلال المشاريع التي طالت جميع محافظات المدينة وقراها وهجرها، فنحن لدينا خطة استراتيجية للمحافظات فكل محافظة وقرية ومركز مأخوذة في الاعتبار ونعمل على حسب حاجة كل محافظة وقرية فالتي تحتاج شبكة نعمل لها والتي تحتاج محطة تحلية نعمل لها والتي تحتاج سقيا من الآبار نوفر لهم السقيا من خلال وايتات المتعهدين، وأنشأنا أخيرا 15 محطة تحلية في محافظات المدينة الأربع ورفعنا سقيا القرى والهجر بالوايتات من 53 مليونا إلى 120 مليون متر مكعب. ومشاريع المياه في المحافظات وصلت إلى مليار و 250 مليون وتشمل أعمال شبكات مياه في كل محافظة و6 خزانات استراتيجية لكل محافظة وخزان استراتيجي لأي ظرف طارىء تتراوح مساحتها مابين 60 ألف طن إلى 10 آلاف طن.



• على ذكر الخزانات الاستراتيجية ماهو نصيب المدينة المنورة نفسها منها؟

أنشأنا ثلاثة خزانات، واحد في حي العزيزية ويغذي منطقة الغرب بسعة 250 ألف متر مكعب وآخر في منطقة الجرف شمال المدينة وأيضا بسعة 250 ألف متر مكعب وثالث في شرق المدينة بسعة 250 ألف متر مكعب ورابع في جنوب المدينة وهذه الخزانات ترفع الطاقة الاستيعابية إلى ثلاثة ملايين متر مكعب ونستفيد من هذه الطاقة التخزينية لأي ظرف طارىء.



• هذا يطرح فرضية أن المدينة تعاني من نقص في المياه، وإذا كان هذا صحيح ماذا فعلتم في هذا الجانب؟

الاحتياج بطبيعة الحال لن يقف نظرا لزيادة السكان وزيادة عدد الزوار وأيضا الاستهلاك الكبير في فترة الصيف فنحن نعمل من أجل ذلك ومن خلال المشاريع التي ذكرتها سابقا ولكن الحمد لله المدينة لاتعاني من نقص في المياه.



• ولكن الجميع يشتكي من قطوعات المياه وخاصة في فترة الصيف ماذا تقولون إزاء ذلك؟

حسب دراسة علمية أجريناها أن منطقة شرق المدينة وغربها لابد أن تأخذ نظام المناوبات نظرا لارتفاعها وأمتدادها فنركز الكمية لمدة ثلاثة أيام وهذا مايعتقدونه انقطاعا. أما بالنسبة لوسط المدينة والدائري الثاني فهذا لا يتطلب لها مناوبة نظرا لأن الضغوط تساعد على أن يكون الضخ على مدار الساعة.



• ولكن الناس متضجرة من هذا الوضع ويجزمون أن المياه تقطع عنهم تعمدا على حسب اعتقادهم وخاصة في الصيف وقت حاجتهم الملحة؟

أبدا غير صحيح وكلامهم غير دقيق، والمشكلة أن معظم خزانات المياه لا تتناسب مع حجم المبنى وعدد الموجودين به فبالتالي عند وقت مناوبة صب المياه يستوعب مياه قليلة وتستهلك بسرعة ومن ثم يتضجرون من أن هناك أزمة مياه بينما من أنشأ خزان سكنه بشكل يتناسب مع السكان فأتصور أنه يأخذ حاجته وبكفاية.



• مهندس نبيل يتهمكم مزارعو منطقة آبار الماشي ومنطقة ضعه الزراعية، اللتين هما رئتا المدينة الزراعية بأنكم شفطتم مياه آبار مزارعهم التي أصابها الجفاف بسبب حفركم لآبار بجانب مزارعهم بماذا تردون على ذلك؟

نحن لا نعمل إلا وفق أسس علمية واضحة ومن يرغب في الاطلاع عليها فنحن مستعدون، وبالنسبه لمزارع آبار الماشي ومزارع ضعه عملنا دراسة هيدرلوجية وجيولوجية متكاملة كلفتنا 1.5 مليون ريال ودرسنا المنطقة والمياه الموجود بها وما تسحبه المزارع وماهو السحب الآمن واكتشفنا للأسف الشديد أن المزارع تستهلك عشر أضعاف ماتحتاجه المديرية من المياه كما اكتشفنا أن مزارع آبار الماشي ومزارع ضعه يتم استخدام المياه فيها بشكل غير مقنن فالسحب الجائر موجود وأثبتناه بالأرقام والبيانات والإحصائيات، أما بالنسبة للآبار التي جفت فهناك مشكلة فنية في حفرها وهذا سبب جفافها ونحن عندما قمنا بحفر الآبار المجاورة لهذه المزارع راعينا أن تكون بعيدة عنها بطريقة علمية بحيث لا تؤثر على مزارع منطقة ضعه ومنطقة آبار الماشي كما أحب أن أنوه بالقرار السامي بتخصيص مياه الحقول لمياه الشرب لأننا بأمس الحاجة لمياه الشرب.



• هل حفركم لهذه الآبار بجانب مزارع ضعه وآبار الماشي يعني أن هناك أزمة مياه في المدينة المنورة ؟

لا بل نهدف لتعويض المدينة من المياه في فترات الصيانة وفترات زيادة الاستهلاك في الصيف وزيادة الزوار في العمرة الذين تصل أعدادهم إلى أربعة ملايين زائر فنحن نحتاج إلى 350 ألف متر مكعب يوميا في فترة الزيارة.



• هناك إتهام لإدارتكم من قبل بعض المواطنين في المدينة أن هناك مجاملات للبعض في مشاريع الصرف الصحي بحيث أنه إذا كان مسؤول يسكن في الحي تصله الخدمة بينما المواطن العادي يكافح ويتعب حتى تصله الخدمة ؟

أبد غير صحيح هذا الكلام وصراحة غير منصف والشواهد تؤكد ذلك فأنا لا أومن بالواسطة في هذا الأمر فالخدمة وضعت للجميع وتنفيذ المشاريع ضمن آلية محددة وجدول معين ويشمل جميع سكان الحي ولا نجامل أحدا دون الآخر.



• ولكن الكلام في المجالس يدور أن هناك محاباة وخاصة للأحياء الراقية فهل هذا صحيح ؟

لا نجامل أحدا دون الآخر ولا صحة لهذا الكلام فنحن وضعنا الخدمة للجميع ونسعى لذلك، ورضى الناس غاية لا تدرك كما يقول المثل المشهور، ولكن الذي نسعى له أن تصل الخدمة للجميع ولكن مع الصبر يتحقق المراد.



• هل المشاريع المنفذة والجاري تنفيذها تشمل أحياء المدينة المختلفة وكم عددها ؟

نحن قمنا بتنفيذ عدد من المشاريع بقيمة 690 مليونا في كافة أنحاء أحياء المدينة. وهذه المشاريع تشمل إنشاء خزانات للمياه الاستراتيجية وملحقاتها جنوب المدينة المنورة ومحطات تنقية وتنمية وحفر آبار لحقل بالعاقول ومبان للمديرية وللفروع في محافظات المنطقة والمنشآت الملحقة لمبنى المديرية في المرحلة الأولى ومحطات لتنقية وتنمية الآبار وتنفيذ نظام التحكم والمراقبة (سكادا) وتنفيذ الخطوط الرئيسية وشبكات الصرف الصحي وتنفيذ مشروع محطة الرفع الرئيسية ومباني المديرية في محافظات المدينة المنورة وإنشاء مبنى الهيدرولوجيا وتنفيذ أعمال التشطيبات للمبنى المساند رقم (1) لمبنى فرع الوزارة مع تنفيذ الأعمال الكهربائية والصحية لخزانات المياه الاستراتيجية وملحقاتها شرق المدينة المنورة ومشاريع الصرف الصحي الجاري تنفيذها قدرت تكلفتها بأكثر من 430 مليون ريال وتشمل تنفيذ شبكات الصرف الصحي بالأحياء جنوب المدينة المنورة (الجزء الأول) في مخططات الخالدية الثاني والعنزي ومنطقة الخزرج (الحرة الغربية) والروابي مع استكمال مخطط قباء النموذجي واستكمال حي الهجرة وتنفيذ شبكات الصرف الصحي بالأحياء جنوب المدينة (الجزء الثاني) وجزء من مخطط العريض (حرة واقم) وفي مخطط المداح ومخطط عمر بن الخطاب ومخطط الوادي المبارك وتنفيذ شبكات الصرف الصحي بالأحياء شمال المدينة المنورة (الجزء الثاني) مع تمديد توصيلات منزلية طويلة في مناطق متفرقة في المدينة المنورة (الجزء الثالث) في مخطط الأمير تركي والحرس الوطني في منطقة وعيرة ومشروع الخطوط الرئيسية وشبكات الصرف الصحي (الجزء الأول) الحي الشرقي من المنطقة المركزية والخطوط الرئيسية وشبكات الصرف الصحي (الجزء الرابع) لمخطط باقدو والخطوط الرئيسية وشبكات الصرف الصحي الجزء الثاني في مخطط البدراني وجزء من مخطط الهجرة وتنفيذ شبكات الصرف الصحي بالأحياء شمال المدينة المنورة في المرحلة الرابعة منها وهناك مشروع الخط الرئيسي بطريق الأمير عبد المجيد مع تنفيذ الخطوط الرئيسية وشبكات الصرف الصحي الجزء الثالث وتنفيذ الخط الرئيسي في المدينة المنورة وخطوط رئيسية في الدائري الثاني وطريق الجامعات والخطوط الرئيسية وشبكات الصرف الصحي (الخطوط الفرعية) الجزء الأول وتنفيذ هذا المشروع في مواقع مختلفة داخل الدائري الثاني مع الشبكات الرئيسية والفرعية للصرف الصحي في حي تلعة الهبوب ومخطط السحمان ومخططات العزيزية وتنفيذ الخطوط الرئيسية وشبكات الصرف الصحي (الجزء الخامس) بالثقب الأفقي للتقاطعات الرئيسية في المدينة المنورة ومخططات أحد وشوران وحي العصبة ومخطط الشيبية بالإضافة إلى مشاريع مختلفة بـ97 مليون ريال تشمل تحديث شبكات مياه الشرب لحي الشهداء ومنطقة العصمة والدويمة وحي عروة بالإضافة إلى تنفيذ خط رئيسي بطرق المطار وتنفيذ خطوط مياه رئيسية لحي القبلتين والعوالي وآبار علي واستكمال حي الشيبية وأرض المصانع وخطط المستراح وأرض الكويتية وحي العريض القديم واستكمال ما تم تنفيذه سابقا في تلعة الهبوب ومخطط السيف وتمديد الخطوط الرئيسي وشبكات المياه في منطقة المدينة المنورة (الجزء الثاني) لنزلة الجبور وحي العصبة ومخططات شرق الدائر والحي الشرقي في المنطقة المركزية وخزانات المياه الاستراتيجية وملحقاتها لخطوط الملء والتفريغ لخزانات جنوب المدينة المنورة وتنفيذ الخطوط الرئيسية والفرعية لشبكات المياه في مخططات الملك فهد وشوران والفيصل.



• متى سيتم تطبيق مشروع الخصخصة وكيف سيكون أثره على أداء العمل ؟

مشروع الخصخصة سيكون إن شاء الله قريبا كما أعلن عنه وسيكون له أثر بالغ كبير على أداء العمل ورفع كفاءته من خلال شركة متخصصة لديها المرونة في وضع الحلول العاجلة لأعمال الشبكات والمحطات لتوفير المياه وخدمة المواطنين بشكل سريع.



• ماهي خططكم في تنفيذ المشاريع في الأحياء العشوائية وهل واجهتكم مشكلة في هذا الخصوص ؟

طبيعي ولكن مع التقنية الحديثة التي تكلمت عنها سابقا استطعنا التغلب على المشكلة وهناك تنسيق مستمر مع أمانة المدينة حيث لابد من التوافق بين التنظيم وتنفيذ الخدمات ورغم صعوبة الأمر إلا أننا نحرص على إيصال الخدمة للمواطنين الساكنين فيها.



• يشتكي سكان الأحياء العشوائية من عدم اهتمام مديرية المياه بهم وخاصة في مشاريع الصرف الصحي مامدى صحة كلامهم ؟

الحقيقه نعمل بكل أمانة في هذه المسألة وهذه ثقة وضعها ولاة الأمر فينا ولابد من أن نكون عند حسن الظن ونحن نهتم بالجميع والأعمال التي نقوم بها حسب دراسة وأولويات، دون النظر لحي راق أو غيره والمشاريع فيها مساواة للجميع ولكن ضمن جدول معين وأطر منظمة وعلى حسب الحاجة.



• المدينة كانت تعاني من تنفيذ مشاريع الصرف الصحي كيف واجهتم هذه المشكلة ؟

عندما تسلمت المهمة كان إجمالي مشاريع الصرف الصحي في المدينة 420 كيلو فقط الآن تجاوزنا في نهاية السنة الماضية 1200 كيلو وبالنسبة لشبكات المياه سنتجاوز 2500 كيلو وهناك خطة استراتيجية لتغطية كافة المناطق التي بها نسبة إشغال عالية بحيث لا يكون العمل اجتهاديا أو عشوائيا. ولدينا 24 منطقة في المدينة وضعنا لها خطة تسلسلية بحيث تصل الخدمات ضمن معايير محددة وبالفعل غطينا 20 منطقة من الـ 24 وجار استكمال الباقي.



• ماهي جهودكم في ظاهرة ارتفاع المياه الضحلة في المدينة ؟

وقعنا أخيرا اتفاقية تعاون وشراكة مع الأمانة وجامعة طيبة وبالتعاون مع الجامعة الماليزية للتقنية (UTM). وتتضمن الاتفاقية القيام بالتعاون في مجال مشروع لدراسة ظاهرة ارتفاع المياه الجوفية الضحلة في حاضرة المدينة المنورة مدة هذا المشروع 18 شهرا وقد قامت الأمانة بتمويل هذا المشروع بمبلغ 4.300.000 فيما تكفلنا بمبلغ 1.300.000 من تكلفة هذا المشروع فيما ستتولى جامعة طيبة تنفيذ هذا المشروع. ويهدف هذا المشروع إلى تغطية عدد من النواحي التي ينبغي تغطيتها في الدراسة من الناحية المبدئية وهي كالتالي:

دراسة مسحية للمواقع التي تعاني من المشكلة ضمن حاضرة المدينة المنورة، ودراسة الخصائص الطبوغرافية والجيومورفولجية الجيولوجية والهايدرو لوجيه والهايدرو جيو لوجيه وأيضا تحديد مناطق امتدادات شبكات مياه الشرب والصرف الصحي وكذلك المنشآت السكنية والسياحية والتجارية والصناعية والمناطق الزراعية. بالإضافة لتطوير نظام معلومات جغرافي خاص للدراسة (CIS) لحفض ومعالجة هذه البيانات المذكورة أعلاه في ملفات خاصة لاستخدامها لأغراض الدراسة. وتنفيذ شبكة من آبار المراقبة لمستويات المياه الجوفية الضحلة موزعة بطريقة علمية في مختلف أجزاء حاضرة المدينة. وتطوير نماذج رياضية في الحاسب الآلي لتمثيل تدفق مياه السيول عن هطول الأمطار وما يتبعها من الفيضانات المحتملة في مختلف الأودية. وكذلك تطوير نموذج رياضي في الحاسب الآلي لتمثيل نظام المياه الجوفية الضحلة في حاضرة المدينة من أجل تحديد مختلف المصادر المحتملة والمغذية للمياه الجوفية الضحلة، وطلبنا وضع بدائل ومقترحات استراتيجية مع خطة عمل للتخلص من المشكلة.