دانت والدة منفذ محاولة الاعتداء الإرهابي الفاشل الذي تعرض له صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية مساء يوم الخميس الماضي، العمل الإجرامي الذي ارتكبه نجلها الإرهابي عبد الله حسن طالع أحمد عسيري.
وقالت الأم بصوت متقطع وهي تتحدث هاتفيا مع «عكاظ» أمس: أن العمل الإجرامي الذي فشل في إلحاق الأذى برجل كبير مسؤول عن حفظ أمن الوطن أمر مرفوض ومستنكر ولا يمكن لمسلم أن يقوم بهذا العمل الشنيع سواء من قام به ابني عبد الله أو غيره لأننا نجرم كل ما يخل أمن وطننا ومجتمعنا وولاة أمرنا.
وتعاني والدة منفذ الاعتداء من متاعب صحية منذ اختفاء نجليها إبراهيم وشقيقه عبد الله قبل ثلاث سنوات، في حين ما يعاني الأب وهو عسكري متقاعد جلطة في الرأس منذ نحو عام، ويتردد لمراجعة مستشفى القوات المسلحة في الرياض، وخدم في الجيش ما يزيد على أربعة عقود.
لن أعود
كشفت الأم المكلومة وكنيتها (أم محمد) نسبة لأكبر أبنائها وهو الآخر عسكري في القوات البحرية مضمون المكالمة الهاتفية التي تلقتها الأسرة من عبد الله قبل 18 شهرا هي الأولى منذ اختفائه وشقيقه إبراهيم، وقالت: تحدث إلينا عبد الله على نحو مفاجئ، ولم نكن نتوقع أن يتصل بنا لا سيما وأنه قد مضى على غيابه عام ونصف العام. وأضافت: «تحدث إلي بداية وسأل عن أبيه وإخوته دون أن يحدد مكان تواجده وعندما ألححت عليه بالسؤال عن مكان وجوده، قال لي: إنه في أرض الله الواسعة ولن أعود، ثم تحدث مع أبيه ولم يتجاوز الاتصال الثلاث دقائق».
صدمة وفجيعة
توقفت الأم قليلا عن الكلام عند سؤالها عن كيفية تلقيها نبأ تفجير ابنها محاولا استهداف مسؤول بحجم مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية عرف بمواقفه الإنسانية مع أسر المطلوبين ومراعاته لظروفهم فضلا عن جهوده المضنية والمضاعفة في حفظ أمن الوطن، ثم قالت: «ماذا تريدني أن أقول، ضع نفسك مكاني حينها كيف تشعر وكيف ستتصرف».
وأضافت: «شباب هذا الوقت لا يقيمون وزنا لشيابهم ولا يسمعون كلام أهلهم مثلما كنا مع أهلنا في السابق، شباب هذه الأيام طائش لا تعرف أسرهم أين يذهبون ومتى يأتون ومن أصدقاؤهم».
ومضت قائلة: «ما حدث عمل كارثي على نفوسنا ولا يد لنا فيه وفوجئنا بما حدث وصدمنا جميعا بل فجعنا بما حدث بحق رجل عظيم نذر نفسه وسخرها من أجل المحافظة على أمن الوطن فكيف يعتدي على العين الساهرة على حراستنا بعد الله ونحن نيام».
طفولته وسلوكه
وعن طفولة منفذ الاعتداء الإجرامي وتربيته وسلوكه صغيرا وشابا يافعا قالت والدته: «طفولته لم تكن تختلف عن طفولة الآخرين، كان ابني هادئا ومطيعا وقريبا من إخوته لا سيما شقيقاته الثلاث، وملتزما ومتدينا وخلوقا لكنني فوجئت بتغيره وانقلاب حاله إلى هذا الحد الذي جعله يرتكب هذا العمل الإجرامي الفاحش».وأضافت: «وربي إنني مذهولة غير مصدقة أن يرتكب ابني هذا الجرم، حسبنا الله ونعم الوكيل على من قاده وغرر به وجعله يسلك هذا الطريق الذي لن يجلب إلا المصائب والعذاب في الدنيا والآخرة».
شجاعة وإيمان
الواضح أن حسن طالع عسيري ووالدة عبد الله، أدركا منذ الوهلة الأولى لمغادرة نجليهما إبراهيم وعبد الله أنهما لن يعودا إلى حضن الأسرة مجددا، طالما أنهما اختارا هذا الطريق الذي سلكاه دون أن يتوخيا المهالك المترتبة عليه، وبالتالي فقد وضع الإرهابي عبد الله حدا لحياته ولكن بأسلوب إجرامي قذر حاول من ورائه النيل من عدو الإرهابيين اللدود الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز الذي لم يزده هذا الفعل إلا قوة وصلابة في مواجهة الإرهاب واستئصال الفئة الضالة.