-A +A
توقعنا الشهر الماضي أن الانتخابات الأفغانية قد تشكل للبلاد خطوة صغيرة إلى الأمام . ولكن يبدو الآن أن الانتخابات قد تكون انتكاسة كبيرة. وعلى الرغم من أن الحملة الانتخابية كانت إيجابية في أغلب الأوجه، إلا أن يوم الانتخابات كان نكسة من حيث قلة عدد الناخبين والمخالفات الكبيرة ـ بما فيها حشو صناديق الاقتراع بالبطاقات لصالح الرئيس حميد كرزاي ومنافسه الرئيسي. وما لم يجر تصحيح عمليات التزوير، أوتجري جولة ثانية من الانتخابات، فإن كرزاي قد يبرز كالفائز المشلول .
وتثير هذه الاحتمالات القاتمة القلق لأن الولايات المتحدة وحلفاءها كانوا يعتمدون على أن تمنح الانتخابات الحكومة الأفغانية فرصة جديدة لنيل تأييد الشعب الأفغاني. وكانوا يأملون أن يتبع الانتخابات تحرك لإصلاح كل من الإدارات القومية والمحلية لتوسيع نطاق سلطاتها لتشمل مناطق كانت مختصرة على وجود طالبان فقط. وتعزيز قدرة الحكومة جوهري لاستراتيجية مكافحة التمرد.

ولكن من سوء حظ إدارة أوباما أن الأنباء السيئة للانتخابات جاءت في وقت إصدار تقرير قائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال ستانلي مكريستال الذي وصف الوضع العسكري الخطير الذي تزداد فيه قدرة مقاتلي طالبان وافتقار القوات الأفغانية والدولية للموارد العسكرية والمدنية الضرورية بغية استعادة المبادرة. وتعني الانتخابات السيئة والخسارة الفادحة التي مني بها الجنود الأمريكيون والحلفاء هذا الصيف أن الرئيس أوباما قد يتعرض لضغوط كبيرة للتخلي عن فكرة زيادة عدد الجنود وتغيير المسار في أفغانستان.