-A +A
د. أيمن بدر كريم*
يتميز نوم كثير من الناس بالشخير الذي يلازمهم بصفة يومية، إلى درجة أن بعضهم يعدونه من مظاهر النوم العميق الهادئ. والحقيقة أن الشخير أحد أعراض اضطرابات النوم، وإشارة إلى وجود خلل في مجرى التنفس العلوي لدى الإنسان، يصيب عددا كبيرا من الرجال خاصة البدينين منهم وكبار العمر، لكنه لا يقتصر على فئة عمرية محددة حيث يتعرض للشخير قريبا من 45 في المائة من الناس بشكل عام في أوقات عرضية متقطعة، و25 في المائة منهم بصورة يومية.
ويدل الشخير على ضيق مجرى الهواء الداخل أثناء التنفس من خلال الأنف أو الحلق، متأثرا بعوامل فرط الوزن والتدخين أو حساسية أغشية الأنف الداخلية، أو انحراف غضروفه، أو تضخم اللوزتين واللهاة واكتظاظ أنسجة الحلق الرخوة أو اضطرابات بعض الهرمونات. ويمكن للشخير أن يكون منتظما وبنبرة عالية، لا تؤدي إلى تأرق أحد الزوجين وانزعاجه فحسب، بل يمكن لصوت الغطيط ونوبات الشخير المفاجئة أن تزعج صاحب الشخير نفسه وتؤثر سلبا على طبيعة نومه. وقد يظهر الشخير بشكل نادر أو متقطع عند النوم على الظهر، أو في حالة الإرهاق الشديد، وهو بهذا لا ينطوي على خطورة تذكر، لكنه قد ينذر بتدهور الوضع الصحي في المستقبل. ولعل معظم النساء، خلافا للرجال، لا يعترفن بهذا العرض لما يسببه لهن من إحراج، بالرغم من معاناة عدد ليس بالقليل منهن خاصة أثناء فترة الحمل وبعد سن انقطاع الطمث. وحسب بعض الدراسات، يؤدي الشخير المزمن إلى ظهور مشاكل زوجية بسبب صعوبة خلود أحد الزوجين للنوم أو الإصابة بأرق مزمن، تؤدي بالنتيجة إلى الإحباط والتوتر المفرط. وبالرغم من معاناة كثير من الناس من الإرهاق المزمن، أو فرط النعاس أثناء النهار، ورداءة النوم بالليل، لا يلقي معظمهم باللائمة على الشخير بصفته أحد الأعراض الأساسية لاضطرابات النوم والتي من أخطرها، انقطاع التنفس أثناء النوم. لذا، من الضروري استشارة الطبيب المختص في اضطرابات النوم أو الأنف والأذن والحنجرة لتشخيص وعلاج مشكلة الشخير المزمن، وتجنب أحد عوامل الخطر التي قد تكون إشارة إلى مشكلة صحية أكبر، أو بادرة التعرض لمضاعفات انقطاع التنفس أثناء النوم.

* استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم في جدة
cpr999@yahoo.com