من صفات الإمام الجيد أن يكون على علم واسع، ليس في شؤون الدين فحسب وإنما أيضا في شؤون الحياة، وأن يكون قريب الصلة باحتياجات المجتمع المعاصر ورعاية مصالحه، تماما كما هو قريب الصلة بعلوم السلف. وحسب حجم الاختلاف بين الأئمة في سعة الاطلاع والإلمام بقضايا العصر ومعايشة الواقع يكون الاختلاف بينهم فيما يصدر عنهم من فكر يشيعونه بين الناس.
في خطبة العيد يوم الأحد الماضي التي ألقاها في الحرم المكي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، لمست صورة جديدة للخطبة في شكلها المعاصر، حيث وجدتها تلامس قضايا الحياة المعاصرة وتتطرق لجانب مهم في حياة الناس يتعلق بواقعهم الذي يعيشونه وما فيه من مشكلات تحتاج إلى علاج، فكانت نموذجا جميلا للخطبة كما ينبغي أن تكون.
لقد ألف كثيرون من الأئمة تكرار خطب تقليدية، صيغت عباراتها في عصور مضت، ووضعت لتخاطب قضايا ومشكلات تلك العصور، فكانت صالحة لعصرها ومناسبة لزمنها ومشكلاته واحتياجاته، لكنها بعد أن تغير العصر وتغيرت معه القضايا واختلفت الاحتياجات لم تعد صالحة كما كانت من قبل، وصارت باهتة الأثر لا تفيد ولا تنفع، فالاحتياجات القديمة زالت وظهرت مكانها احتياجات جديدة مختلفة هي أولى بالحديث عنها. كذلك ألف الناس أن يسمعوا خطبا ترتكز على التخويف والتهديد بأغلظ العقوبات على ذنوب تعد من (اللمم). ونادرا ما تلتفت إلى القضايا المهمة التي تعود على الناس بالنفع المباشر، كالحث على التعاون والتسامح والرحمة والتعاطف والإخلاص في العمل والأمانة والنزاهة في القول والفعل، وغيرها من القيم النابعة من ديننا المجيد والهادفة إلى تشكيل مجتمع صالح وسعيد.
لذلك فإني لما سمعت خطبة العيد هذا العام شعرت أنها تستحق أن توصف بالتميز، فقد ركزت الخطبة على قضية مهمة في حياتنا الاجتماعية وهي اتحاد القلوب والأيدي للعمل من أجل مصلحة هذا الوطن وللرفع من شأن هذه الأمة، ولا يكون ذلك إلا حين يزهر الحب والتراحم والتعاطف في قلوب الناس فينطلقون إلى العمل التطوعي والإسهام الخيري طمعا منهم في رحمة الله. لقد اختار الخطيب أن يستغل مناسبة العيد وإقبال الناس على عمل الخير في التشجيع والحث على العمل التطوعي وتبيان ما فيه من خير للفرد والمجتمع، ثم وضح للناس طبيعته وأنواعه، وبين لهم تعدد مجالاته وأنه لا ينحصر في العطاء المادي وحده المتمثل في بناء المدارس والمستشفيات والمساكن وإجراء الإعاشات، وإنما يتجسد في صور أخرى كثيرة، منها بذل الجهد وبذل الرأي وبذل الأفكار وبذل الحب والرحمة والعطف، وخدمة المعاقين ومراقبة الأمن والحفاظ على البيئة وغيرها كثير. فالعمل التطوعي قريب الصلة بالتنمية في مختلف صورها وعامل في دعمها، فضلا عن أنه يهذب النفوس ويقيها من الشح، ويخلصها من المشاعر السلبية الكامنة فيها كاليأس والإحباط والفراغ والملل، ويملؤها بالإحساس بالرضا والراحة عند توقع الأجر والمثوبة من الله سبحانه.. شكرا لشيخنا الكريم على اختياره الموفق، وجزاه الله خيرا كثيرا.
فاكس 4555382-01
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة
في خطبة العيد يوم الأحد الماضي التي ألقاها في الحرم المكي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، لمست صورة جديدة للخطبة في شكلها المعاصر، حيث وجدتها تلامس قضايا الحياة المعاصرة وتتطرق لجانب مهم في حياة الناس يتعلق بواقعهم الذي يعيشونه وما فيه من مشكلات تحتاج إلى علاج، فكانت نموذجا جميلا للخطبة كما ينبغي أن تكون.
لقد ألف كثيرون من الأئمة تكرار خطب تقليدية، صيغت عباراتها في عصور مضت، ووضعت لتخاطب قضايا ومشكلات تلك العصور، فكانت صالحة لعصرها ومناسبة لزمنها ومشكلاته واحتياجاته، لكنها بعد أن تغير العصر وتغيرت معه القضايا واختلفت الاحتياجات لم تعد صالحة كما كانت من قبل، وصارت باهتة الأثر لا تفيد ولا تنفع، فالاحتياجات القديمة زالت وظهرت مكانها احتياجات جديدة مختلفة هي أولى بالحديث عنها. كذلك ألف الناس أن يسمعوا خطبا ترتكز على التخويف والتهديد بأغلظ العقوبات على ذنوب تعد من (اللمم). ونادرا ما تلتفت إلى القضايا المهمة التي تعود على الناس بالنفع المباشر، كالحث على التعاون والتسامح والرحمة والتعاطف والإخلاص في العمل والأمانة والنزاهة في القول والفعل، وغيرها من القيم النابعة من ديننا المجيد والهادفة إلى تشكيل مجتمع صالح وسعيد.
لذلك فإني لما سمعت خطبة العيد هذا العام شعرت أنها تستحق أن توصف بالتميز، فقد ركزت الخطبة على قضية مهمة في حياتنا الاجتماعية وهي اتحاد القلوب والأيدي للعمل من أجل مصلحة هذا الوطن وللرفع من شأن هذه الأمة، ولا يكون ذلك إلا حين يزهر الحب والتراحم والتعاطف في قلوب الناس فينطلقون إلى العمل التطوعي والإسهام الخيري طمعا منهم في رحمة الله. لقد اختار الخطيب أن يستغل مناسبة العيد وإقبال الناس على عمل الخير في التشجيع والحث على العمل التطوعي وتبيان ما فيه من خير للفرد والمجتمع، ثم وضح للناس طبيعته وأنواعه، وبين لهم تعدد مجالاته وأنه لا ينحصر في العطاء المادي وحده المتمثل في بناء المدارس والمستشفيات والمساكن وإجراء الإعاشات، وإنما يتجسد في صور أخرى كثيرة، منها بذل الجهد وبذل الرأي وبذل الأفكار وبذل الحب والرحمة والعطف، وخدمة المعاقين ومراقبة الأمن والحفاظ على البيئة وغيرها كثير. فالعمل التطوعي قريب الصلة بالتنمية في مختلف صورها وعامل في دعمها، فضلا عن أنه يهذب النفوس ويقيها من الشح، ويخلصها من المشاعر السلبية الكامنة فيها كاليأس والإحباط والفراغ والملل، ويملؤها بالإحساس بالرضا والراحة عند توقع الأجر والمثوبة من الله سبحانه.. شكرا لشيخنا الكريم على اختياره الموفق، وجزاه الله خيرا كثيرا.
فاكس 4555382-01
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة