قد يبدو الصراع بين الهلاليين والبقية حول لقب «نادي القرن» غير مفهوم لمن يشاهدنا من الخارج، وسيتساءل لماذا لا يشعر البقية بالفرح لأن اللقب في النهاية كان صراعا بين ناد سعودي وآخر ياباني بصفته الحاصل على المركز الثاني بعد الزعيم كما يحب عشاقه تسميته، وربما سيشاركه الكثير من الهلاليين، ويتساءلون لماذا البقية يقفون ضد هذا اللقب ؟
يمكن لمن في الخارج أن ينظر للأمر على أنه تعصب رياضي موجود في كل مجتمع، وهذا صحيح إن كنا نتحدث عن أقلية، ففي كل مجتمع توجد أقلية متعصبة بشكل متطرف لأسباب مفهومة، ولكن هل الأمر يمكن النظر له من هذه الزاوية، أم هناك أسباب أخرى متداخلة وليس لها علاقة بالتعصب الرياضي ؟
قبل أن نحفر في هذا الاتجاه لمعرفة ما الأسباب المؤدية لمثل هذا التعصب، لابد لي أن أعيد مشهد قريب يذكره الكثير لكنهم لم يتوقفوا أمامه، هذا المشهد كان متلفزا ومنقولا في الإعلام المقروء وهناك مقطع في «اليوتيوب» يؤرخ لهذا الحدث، وهو حوار مع أحد المثقفين الذي قال وبصريح العبارة : «لو التقيت بتركي الحمد (الذي هو يمثل رأيا آخر مختلفا عن فكر ذاك المثقف) لبصقت بوجهه».
هذه الجملة التي من المفترض أن يرفضها الغالبية بغض النظر هل قالها ذاك المثقف أو تركي الحمد، انقسم عليها المجتمع، هناك من كان يؤيد وهناك من يعارض، وهذا يعني أن هناك شيئا ما تم تأسيسه في العقل، يقبل بنفي وتدمير واحتقار الآخر الذي يختلف معه بالمذهب والعقيدة والرأي وحتى تشجيع ناد ما، وإلا لا يمكن لإنسان قبول فكرة البصق في وجه شخص آخر يختلف معه في الرأي، ويبررها وينقسم المجتمع عليها.
ترى ما هذا الشيء الذي جعلنا ننقسم على «فعل البصق» مع أنه من المفترض أن يراه الجميع عملا وقحا ؟
حين تذهب للتعليم في السنوات الأولية، يمكن لك أن تكتشف تلك الأسباب المؤدية لنفي الآخر، وإن كان هذا الآخر مواطنا مثلك لكنه يختلف معك في الرأي والمذهب وتشجيع ناد ما.
ويخيل لي وأكاد أجزم، لا يمكن لدين المحبة، دين كان رسوله صلى الله عليه وسلم يزور جاره اليهودي المريض ليطمئن على صحته، أن يعلمنا الكراهية.
فالإسلام يطلب منا أن ننشر ديننا، وأعتقد لا يمكن لك دعوة إنسان لدينك وأنت وقبل أن تتحاور معه تعلن كراهيتك له، وتريد أن تدمره وتسبي أمواله ونساءه.
خلاصة ما أريد قوله: إن ما يحدث في الرياضة هو مرآة لما يحدث في المجتمع، لهذا على التعليم إعادة النظر في صناعة العقول، فأن نؤسس العقل على أنه لن يكتمل إيمانه أو حبه لأي شيء ما لم يكره الآخر المختلف عنه، هذا يعني أننا نصنع عقولا تمزق أكثر مما تجمع هذا المجمتع.
وبهذا العقل الثنائي التفكير سينقسم المجتمع على عملية البصق في وجه إنسان، وسينقسم على جائزة «نادي القرن»، لأننا علمناه أنه لا يكتمل حبك إلا بكراهية من يختلف معك.
S_ alturigee@yahoo.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة
يمكن لمن في الخارج أن ينظر للأمر على أنه تعصب رياضي موجود في كل مجتمع، وهذا صحيح إن كنا نتحدث عن أقلية، ففي كل مجتمع توجد أقلية متعصبة بشكل متطرف لأسباب مفهومة، ولكن هل الأمر يمكن النظر له من هذه الزاوية، أم هناك أسباب أخرى متداخلة وليس لها علاقة بالتعصب الرياضي ؟
قبل أن نحفر في هذا الاتجاه لمعرفة ما الأسباب المؤدية لمثل هذا التعصب، لابد لي أن أعيد مشهد قريب يذكره الكثير لكنهم لم يتوقفوا أمامه، هذا المشهد كان متلفزا ومنقولا في الإعلام المقروء وهناك مقطع في «اليوتيوب» يؤرخ لهذا الحدث، وهو حوار مع أحد المثقفين الذي قال وبصريح العبارة : «لو التقيت بتركي الحمد (الذي هو يمثل رأيا آخر مختلفا عن فكر ذاك المثقف) لبصقت بوجهه».
هذه الجملة التي من المفترض أن يرفضها الغالبية بغض النظر هل قالها ذاك المثقف أو تركي الحمد، انقسم عليها المجتمع، هناك من كان يؤيد وهناك من يعارض، وهذا يعني أن هناك شيئا ما تم تأسيسه في العقل، يقبل بنفي وتدمير واحتقار الآخر الذي يختلف معه بالمذهب والعقيدة والرأي وحتى تشجيع ناد ما، وإلا لا يمكن لإنسان قبول فكرة البصق في وجه شخص آخر يختلف معه في الرأي، ويبررها وينقسم المجتمع عليها.
ترى ما هذا الشيء الذي جعلنا ننقسم على «فعل البصق» مع أنه من المفترض أن يراه الجميع عملا وقحا ؟
حين تذهب للتعليم في السنوات الأولية، يمكن لك أن تكتشف تلك الأسباب المؤدية لنفي الآخر، وإن كان هذا الآخر مواطنا مثلك لكنه يختلف معك في الرأي والمذهب وتشجيع ناد ما.
ويخيل لي وأكاد أجزم، لا يمكن لدين المحبة، دين كان رسوله صلى الله عليه وسلم يزور جاره اليهودي المريض ليطمئن على صحته، أن يعلمنا الكراهية.
فالإسلام يطلب منا أن ننشر ديننا، وأعتقد لا يمكن لك دعوة إنسان لدينك وأنت وقبل أن تتحاور معه تعلن كراهيتك له، وتريد أن تدمره وتسبي أمواله ونساءه.
خلاصة ما أريد قوله: إن ما يحدث في الرياضة هو مرآة لما يحدث في المجتمع، لهذا على التعليم إعادة النظر في صناعة العقول، فأن نؤسس العقل على أنه لن يكتمل إيمانه أو حبه لأي شيء ما لم يكره الآخر المختلف عنه، هذا يعني أننا نصنع عقولا تمزق أكثر مما تجمع هذا المجمتع.
وبهذا العقل الثنائي التفكير سينقسم المجتمع على عملية البصق في وجه إنسان، وسينقسم على جائزة «نادي القرن»، لأننا علمناه أنه لا يكتمل حبك إلا بكراهية من يختلف معك.
S_ alturigee@yahoo.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة