«نسيتوا أيامي الحلوة وهانت عليكم العشرة .. نسيتوا كيف عشناها على الحلوة والمرة»، المرسل جهاز نوكيا الحزين، والمرسل إليه المستهلك الغدار الذي استبدل النوكيا المخضرم بجهاز بلاك بيري الساحر.
أخر نكتة يتبادلها الشباب اليوم، بعد أن انتشرت أجهزة البلاك بيري في الأسواق عقب فترة احتكار طويلة لنوكيا في العالم العربي، بل العالم بأسره! المبيعات كانت مفاجأة، حيث قفزت حصة السوق لجهازك الأي ـ فون من 5.3 في المائة في الربع الأول من العام الماضي إلى 10.8 في المائة في الربع الأول من العام الحالي، أما بلاك بيري المناضل فقد بلغت حصته السوقية 19.9في المائة في الربع الأول من 2009، ورغم تلك التوازنات الجديدة في عالم الهواتف المحمولة الذكية واحتدام المنافسة أمام الوجوه الجديدة، وبالرغم من أن نوكيا لا تزال تمتلك الحصة الأكبر على مستوى العالم، إلا أن تلك الأرقام باتت تشكل هاجساً يؤرق منام الإمبراطورية التي كانت لا يخلو العالم من صدى رناتها ومنتجاتها.
صفقات وضربات، صعود وهبوط، خوف وترقب، من يُصدق؟! لكن يجب أن تصدق إنه عالم البيزنس المجنون الذي لا يدوم على حال، فلا دايم إلا وجه الكريم، ولا غرابة أن تسخر الشركات الذكية جزءا لا يستهان به من ميزانيتها السنوية تحت إمرة قسم تمويل الأبحاث والتطوير، فالتنافس هو سنة الحياة، والبقاء على القمة صعب، والمستهلك غدار وخائن، فمهما كان وفياً لمنتج سيبيعه بالثلاث لو زغلل عينيه منتج جديد أكثر إثارة وجاذبية.
لكن ليست المشكلة فقط في المستهلك أبو عين زائغة، بل إن زوغان عينيه ليس سوى نموذج لكل عين تبحر بلا مرسى باحثة عن الرغبة والرضا التي هي غاية البشر دوماً وأبدا .. الرسالة واضحة، كي تظل دائما في المقدمة يجب أن تكون قريباً من الناس، أن تنصت بدقة لكل دقة وهمسة، إنها رغباتهم التي يجب أن تلبيها كي لا تغرق، وأحيانا هي أحلامهم وخيالهم الذي يجب أن يتحول إلى حقيقة بقدرتك على رصدها وبث الروح فيها متجاوزة دنيا الأفكار إلى واقع ملموس، ونوكيا كانت رائدة في قراءة خيال المستهلك، بل كانت من يصنع الخيال ذات يوم، والآن تسقط في جولة لكنها واحدة وسط ألف في عالم البزنيس الذي لا يهدأ، ومن المؤكد أن بوسعها أن تكسب ألف جولة مقبلة.
أما في لعبة الإسكواش الشاقة، فالمدرب دائما ما ينصحك بأن تقرأ حركة المضرب في يد الخصم، لتتوقع اتجاه الكرة التي سوف يضربها المنافس بعد ثانية، فتعرف أين سيكون مستقرها، فتجري وتسبقها وتصل إليها قبل أن تعانق هدفها.. باختصار أن تكون أسرع من الكرة، فأنت لا تسابقها، بل تتسابق مع أفكار منافسك.
سر آخر من أسرار النجاح.. قراءة الخصم، وهنا يكمن الفرق بين من ينتصر بقوة السلاح ومن ينتصر بالتخطيط والمراقبة والتأمل.
أما أنت وأنا فخصمنا الظروف، ومنافسنا التحديات، وهاجسنا العوائق والمحبطات.. وإلى أن تعود نوكيا وتدحر بلاك بيري والأي – فون من جديد، فلنقف على شرفة الحياة متأملين، مستشفين الدروس والعبر من عالم الأعمال وصراع العملاقة على المقدمة.
كن عرافاً أو منجماً وستقرأ مستقبلك، اقرأ كفك بذكاء ولا تسلمه لقارئة فنجان لعوب تخبرك أن طريقك مسدود يا ولدي، تأمل حالك وابتسم وألقِ نظرة على البلاك بيري بين يديك، عُد بالذاكرة وتفكر في كل من خرج بالأمس من حلبة المنافسة.
يقولون إن الشخص الوحيد الذي بوسعه أن يمنعك من أن تكون ما تريد أن تكون، هو أنت فقط ولا أحد سواك، فلا تهزم نفسك بنفسك، ولا تقف متفرجاً على مشهد السقوط إلى الهاوية.
دامت أحلامنا بخير، ودام الوطن في طريق الصعود إلى القمة.
أخر نكتة يتبادلها الشباب اليوم، بعد أن انتشرت أجهزة البلاك بيري في الأسواق عقب فترة احتكار طويلة لنوكيا في العالم العربي، بل العالم بأسره! المبيعات كانت مفاجأة، حيث قفزت حصة السوق لجهازك الأي ـ فون من 5.3 في المائة في الربع الأول من العام الماضي إلى 10.8 في المائة في الربع الأول من العام الحالي، أما بلاك بيري المناضل فقد بلغت حصته السوقية 19.9في المائة في الربع الأول من 2009، ورغم تلك التوازنات الجديدة في عالم الهواتف المحمولة الذكية واحتدام المنافسة أمام الوجوه الجديدة، وبالرغم من أن نوكيا لا تزال تمتلك الحصة الأكبر على مستوى العالم، إلا أن تلك الأرقام باتت تشكل هاجساً يؤرق منام الإمبراطورية التي كانت لا يخلو العالم من صدى رناتها ومنتجاتها.
صفقات وضربات، صعود وهبوط، خوف وترقب، من يُصدق؟! لكن يجب أن تصدق إنه عالم البيزنس المجنون الذي لا يدوم على حال، فلا دايم إلا وجه الكريم، ولا غرابة أن تسخر الشركات الذكية جزءا لا يستهان به من ميزانيتها السنوية تحت إمرة قسم تمويل الأبحاث والتطوير، فالتنافس هو سنة الحياة، والبقاء على القمة صعب، والمستهلك غدار وخائن، فمهما كان وفياً لمنتج سيبيعه بالثلاث لو زغلل عينيه منتج جديد أكثر إثارة وجاذبية.
لكن ليست المشكلة فقط في المستهلك أبو عين زائغة، بل إن زوغان عينيه ليس سوى نموذج لكل عين تبحر بلا مرسى باحثة عن الرغبة والرضا التي هي غاية البشر دوماً وأبدا .. الرسالة واضحة، كي تظل دائما في المقدمة يجب أن تكون قريباً من الناس، أن تنصت بدقة لكل دقة وهمسة، إنها رغباتهم التي يجب أن تلبيها كي لا تغرق، وأحيانا هي أحلامهم وخيالهم الذي يجب أن يتحول إلى حقيقة بقدرتك على رصدها وبث الروح فيها متجاوزة دنيا الأفكار إلى واقع ملموس، ونوكيا كانت رائدة في قراءة خيال المستهلك، بل كانت من يصنع الخيال ذات يوم، والآن تسقط في جولة لكنها واحدة وسط ألف في عالم البزنيس الذي لا يهدأ، ومن المؤكد أن بوسعها أن تكسب ألف جولة مقبلة.
أما في لعبة الإسكواش الشاقة، فالمدرب دائما ما ينصحك بأن تقرأ حركة المضرب في يد الخصم، لتتوقع اتجاه الكرة التي سوف يضربها المنافس بعد ثانية، فتعرف أين سيكون مستقرها، فتجري وتسبقها وتصل إليها قبل أن تعانق هدفها.. باختصار أن تكون أسرع من الكرة، فأنت لا تسابقها، بل تتسابق مع أفكار منافسك.
سر آخر من أسرار النجاح.. قراءة الخصم، وهنا يكمن الفرق بين من ينتصر بقوة السلاح ومن ينتصر بالتخطيط والمراقبة والتأمل.
أما أنت وأنا فخصمنا الظروف، ومنافسنا التحديات، وهاجسنا العوائق والمحبطات.. وإلى أن تعود نوكيا وتدحر بلاك بيري والأي – فون من جديد، فلنقف على شرفة الحياة متأملين، مستشفين الدروس والعبر من عالم الأعمال وصراع العملاقة على المقدمة.
كن عرافاً أو منجماً وستقرأ مستقبلك، اقرأ كفك بذكاء ولا تسلمه لقارئة فنجان لعوب تخبرك أن طريقك مسدود يا ولدي، تأمل حالك وابتسم وألقِ نظرة على البلاك بيري بين يديك، عُد بالذاكرة وتفكر في كل من خرج بالأمس من حلبة المنافسة.
يقولون إن الشخص الوحيد الذي بوسعه أن يمنعك من أن تكون ما تريد أن تكون، هو أنت فقط ولا أحد سواك، فلا تهزم نفسك بنفسك، ولا تقف متفرجاً على مشهد السقوط إلى الهاوية.
دامت أحلامنا بخير، ودام الوطن في طريق الصعود إلى القمة.