مضى أسبوعان على بدء الدراسة في الجامعات السعودية هذا العام، التي تبدأ ونحن نحتفل بمرور أربع سنوات على استحداث برنامج ابتعاث الطلاب السعوديين إلى الخارج، وثلاث سنوات منذ أن اكتشفنا جامعاتنا تنام براحة وطمأنينة في ذيل قوائم تصنيف الجامعات، وعامين منذ أن سمعنا بثورة العلم في ثول، ورأينا تأسيسها كجامعة للملك عبدالله. فماذا تغير في جامعاتنا استجابة لمرحلة التغيير بالابتعاث والمنافسة، للهروب من قعر الفشل والتأخر إلى متوسط الارتفاع ولو قليلا للأعلى؟ إليكم الموجز وأترك لكم تحليل التفاصيل:
كنت أتوقع مع المراقبين أن بداية هذا العام ستكون المرحلة المحورية ونقطة التحول في باقي الجامعات التي مضى على تأسيسها عقود عدة، وللأمانة فأنا أستثني في كل حديثي هنا جامعتي الملك سعود والملك فهد، لكن البداية تثبت أن من يحركون (دينمو) جامعات وطني الأخرى يصرون على قناعة واحدة وهي: أن ما بين أيديهم هو أفضل ما يقدمونه لطلابهم حتى سنوات مقبلة. هكذا نسمعها دون خجل عندما تقفل الأبواب وتغيب «أجهزة تسجيل الصحافيين»، بعد أن يغلقوا علينا الطرق لكي نسأل السؤال التقليدي البريء المستهلك: لماذا؟
مع كل هذا الكم من الإحباط، حاولت أن أجمع لكم شتاتا من النشاطات والتحركات المؤثرة لتغيير الحال، سحبتها لكم من بعض الجامعات العريقة في وطني كما تحب أن تسمى دوما: اجتمع المجتمعون من طلاب وأساتذة لمناقشة المسرحيات والأنشطة الطلابية والرحلات البرية والبحرية والجوية التي يزمع القيام بها خلال هذا العام، مع مراعاة وجوب التغيير وتطبيق معايير الجودة عند البدء في التنفيذ. اتفقوا بعد جولات من النقاش والمباحثات على وجوب استخدام التقنية الحديثة عند تنفيذ المسرحيات الطلابية، التي دعوا للاهتمام بها هي الأخرى لتكون مشبعة بالإثارة والضحك. طال النقاش وتشعب وشكلت فرق عمل وخصصت ميزانية لهذا المشروع «التطويري» المهم.
ثاني الأخبار يحكي عن عزم جامعة أخرى توقيع اتفاقية مع إحدى الشركات العالمية لتوفير بريد إليكتروني لكل طالب وطالبة، وكما أسرّ إلي مسؤول المشروع فإن القيمة المتوقعة لن تقل عن رقم بجواره ستة أصفار. نسيت أن أطلبه في غمرة الصدمة أن يتكرم لنا بشرح فوائد المشروع المرتقبة.
ثالث الأخبار تتحدث عن قرب الانتهاء من «تحويل» كل مناهج إحدى الجامعات إلى الصيغة الإليكترونية؛ بمعنى أخرى «تحولت» المناهج الجامعية التي كنا نقرأها على الورق الأصفر منذ عقود إلى صفحات ملونة على شاشات ملونة بملايين الريالات أيضا، ولاحظوا لم آتِ على ذكر (التغيير) في الخبر السابق.
من ثلاثية الأخبار تلك، اختاروا لكم منها عزاءكم في جامعاتنا، فإني قد اخترت الصمت عزاء لي: أفضل عزاء عند المصيبة.
alsalhi@gmail.com
كنت أتوقع مع المراقبين أن بداية هذا العام ستكون المرحلة المحورية ونقطة التحول في باقي الجامعات التي مضى على تأسيسها عقود عدة، وللأمانة فأنا أستثني في كل حديثي هنا جامعتي الملك سعود والملك فهد، لكن البداية تثبت أن من يحركون (دينمو) جامعات وطني الأخرى يصرون على قناعة واحدة وهي: أن ما بين أيديهم هو أفضل ما يقدمونه لطلابهم حتى سنوات مقبلة. هكذا نسمعها دون خجل عندما تقفل الأبواب وتغيب «أجهزة تسجيل الصحافيين»، بعد أن يغلقوا علينا الطرق لكي نسأل السؤال التقليدي البريء المستهلك: لماذا؟
مع كل هذا الكم من الإحباط، حاولت أن أجمع لكم شتاتا من النشاطات والتحركات المؤثرة لتغيير الحال، سحبتها لكم من بعض الجامعات العريقة في وطني كما تحب أن تسمى دوما: اجتمع المجتمعون من طلاب وأساتذة لمناقشة المسرحيات والأنشطة الطلابية والرحلات البرية والبحرية والجوية التي يزمع القيام بها خلال هذا العام، مع مراعاة وجوب التغيير وتطبيق معايير الجودة عند البدء في التنفيذ. اتفقوا بعد جولات من النقاش والمباحثات على وجوب استخدام التقنية الحديثة عند تنفيذ المسرحيات الطلابية، التي دعوا للاهتمام بها هي الأخرى لتكون مشبعة بالإثارة والضحك. طال النقاش وتشعب وشكلت فرق عمل وخصصت ميزانية لهذا المشروع «التطويري» المهم.
ثاني الأخبار يحكي عن عزم جامعة أخرى توقيع اتفاقية مع إحدى الشركات العالمية لتوفير بريد إليكتروني لكل طالب وطالبة، وكما أسرّ إلي مسؤول المشروع فإن القيمة المتوقعة لن تقل عن رقم بجواره ستة أصفار. نسيت أن أطلبه في غمرة الصدمة أن يتكرم لنا بشرح فوائد المشروع المرتقبة.
ثالث الأخبار تتحدث عن قرب الانتهاء من «تحويل» كل مناهج إحدى الجامعات إلى الصيغة الإليكترونية؛ بمعنى أخرى «تحولت» المناهج الجامعية التي كنا نقرأها على الورق الأصفر منذ عقود إلى صفحات ملونة على شاشات ملونة بملايين الريالات أيضا، ولاحظوا لم آتِ على ذكر (التغيير) في الخبر السابق.
من ثلاثية الأخبار تلك، اختاروا لكم منها عزاءكم في جامعاتنا، فإني قد اخترت الصمت عزاء لي: أفضل عزاء عند المصيبة.
alsalhi@gmail.com