-A +A
عبده خال
حينما يريد جنرال عسكري التنظير لهزيمة هتلر في الحرب العالمية الثانية، سيجد فرصة للشماتة من هذا القائد في الجانب الاداري الذي وقف خلف تحريك الجيوش الالمانية غربا وشرقا في نفس الوقت، وسيقول إن خلف الهزيمة عقلية ادارية ضعيفة، لم تتنبه لتمزيق الجيش في اتجاهين متنافرين، استفاد منها القائد «استالين» في جذب هتلر الى العمق الروسي ليدفن الجيش الالماني أسفل طبقات الثلوج المتراكمة في فصل الشتاء ..وقد فعل هذا أحد القواد المتأخرين حين قال:
- لو كان لهتلر ادارة ناجحة لما هزم في الحرب العالمية الثانية.ورجال الادارة يستمتعون بمثل هذا القول الذي يجعل من عقولهم أداة حقيقية لأي نجاح يراد بلوغه في أي شأن من شؤون الحياة، ولأننا نعيش في (حيص بيص) فغالبا ماتكون الشكوى قائمة من سوء الادارة .ولا أعرف تحديدا ما الذي يحدث في الادارات الحكومية، فبعضها يتحرك وفق مزاجية صرفة في أحيان كثيرة، ولأن وزارة الصحة هي وزارة خدمية فإن أي تصرف إداري يخرج للواقع يصبح مكبرا أو مضخما، فثمة ملاحظات ادارية على هذه الوزارة يمكن تقديمها بالجملة اليوم:
أولا هناك أطباء (يدخلون في زمرة الفنيين) وهم فئة كلفت الدولة الكثير لكي يزاولوا مهنة الطب إلا أن هذه الفئة يتم تحميلها أعباء ادارية كان بالامكان تفريغ الطبيب لمسؤوليات طبية بحتة مع اعطائه مميزات تعوض فقدانه للمناصب الادارية، وهناك أيضا مجموعة من الاطباء يشدون الرحال في هجرة منظمة للوصول أو نقل خدماتهم للمستشفيات الخاصة، وقابلت الوزارة هذه الهجرة بالصمت من غير أن تحمي ثروتها البشرية من التناقص (وهذا عيب إداري لم يُنتبه له، ومنح الاطباء مميزات تتقارب مع ما تمنحه المستشفيات الخاصة لهذه الكوادر).. وهناك أخطاء إدارية أخرى تترك استهجانا وهذا القول لا يضع وزارة الصحة منفردة تحت طائلة اللوم، بل يشمل جميع الادارات التي تفرط في مقوماتها الحقيقية، والسبب ببساطة يقف خلفه أخطاء إدارية.. وما أكثر اولئك الاداريين الجالسين على الكراسي.

abdookhal@yahoo.com