ليس ساحرا، لكنه قادر دائما على صناعة المعجزة، خلطة عجيبة من العرق، والموهبة، والصبر، والطموح، والتأمل، والركض، لا تجتمع لسواه، ولا تفارقه،
ووحده ــ في ملاعبنا ــ القادر على تشكيل خلطته السرية، بهندسة لا يباس فيها، حتى تظنها العفوية كلها، أم تراه يشكلها بعفوية، لا مجال فيها للحسابات الخاطئة، حتى تظنها الهندسة كلها، بتمام يباس المسطرة، ودقة الفرجال !
صفق له الناس: طربا، وافتتانا، وإعجابا، وتحية، وضربوا كفا بكف حسرة عليه، تحديدا: على غيابه متى حضر، غيابه الذي أثبت دائما كم هي واهية حجج مدربي كرة القدم، ولأنه كان عاليا، ولأنه يزداد علوا، يوما بعد يوم، اتهمته الصحافة بالتعالي: كان بحاجة إلى الانحناء كثيرا، كي لا يبدو متعاليا، على صحافة مخنوقة بأهوائها، وبضحالة الموهبة، ولكنه كان أكرم من ذلك، وأشد كبرياء،
عانى كثيرا من صحافة، إن لم تكن تشتكي قلة الذمة، فهي تشتكي ضعفا موحشا في القراءة و الإملاء، تقرأ وتكتب الرفعة: ترفعا!، وقد كان ــ والله ــ رفيع المستوى، دائما، ولا زالت الذاكرة، تحتفظ له، بآخر ليلة مونديالية لنا، فقد دخل الملعب، مقررا فتح الأندلس من جديد، والذين يتذكرون مباراتنا مع أسبانيا أو يشاهدونها معادة، رغم أنها لا تعاد كثيرا على القنوات الرياضية، يذهلهم عطاؤه في آخر مباراة لنا في نهائيات كأس العالم، وكيف كان هو الأفضل، والأكثر تفوقا، من بين لاعبي المنتخب السعودي والأسباني معا، وباستثناء خانة حارس المرمى، فإنه سيد الأماكن كلها، يدافع بشراسة نمر، و يمرر بشفافية شاعر، ويسجل كمحارب متمرس، ويقود فرقته دائما إلى منصات التتويج، و«العلكة» التي لا تبدو مستساغة، في أفواه الرجال، هي فمه أقرب ما تكون إلى لافتة إنذار، تكتب: أنا هنا، وقد اشتهيت اللعب، فذودوا عن شباك مرماكم ما استطعتم!
حقق من الألقاب، ما لم يعد عنقه قادرا على تحمل ثقل ميدالياته الذهبية، لولا أنه ينسى كل مجد سابق، ليلحق بكل مجد جديد، تاركا في خزانة البيت، وفي صدور محبيه، بريق اللآلئ السابقة، لم تتبق له سنوات كثيرة، فكرة القدم تعيد حكاية عمر الفراشات، بشفافية وقحة،
لكنه مقبل على مجد جديد، فبعد ساعات ليست كثيرة، من الآن، يطلق حكم صافرة البدء، للمباراة النهائية، في بطولة الأندية الآسيوية، وصحيح أنه حمل كأسها مرتين، قبل هذه المرة، لكن طعم الكسب، ولون الذهب، هذه المرة مختلف، فهو يأتي ونحن جميعا في أمس الحاجة له، بعد خيبات كروية، لم تكن في الحسبان، وقد أبلى الداهية بلاء نادر البراعة، في فصول المسرحية الكروية الآسيوية، لفتت إليه الأنظار والأعناق، ولم يبق سوى الفصل الأخير، الأكثر حسما وبهاء، ثم أنها قد تكون معركته الأخيرة، مع لقب مستحق له منذ زمن بعيد: (أفضل لاعب في القارة الأكبر)، اسمه محمد نور، وفعله يقول: (أجمل التاريخ كان غدا)
ووحده ــ في ملاعبنا ــ القادر على تشكيل خلطته السرية، بهندسة لا يباس فيها، حتى تظنها العفوية كلها، أم تراه يشكلها بعفوية، لا مجال فيها للحسابات الخاطئة، حتى تظنها الهندسة كلها، بتمام يباس المسطرة، ودقة الفرجال !
صفق له الناس: طربا، وافتتانا، وإعجابا، وتحية، وضربوا كفا بكف حسرة عليه، تحديدا: على غيابه متى حضر، غيابه الذي أثبت دائما كم هي واهية حجج مدربي كرة القدم، ولأنه كان عاليا، ولأنه يزداد علوا، يوما بعد يوم، اتهمته الصحافة بالتعالي: كان بحاجة إلى الانحناء كثيرا، كي لا يبدو متعاليا، على صحافة مخنوقة بأهوائها، وبضحالة الموهبة، ولكنه كان أكرم من ذلك، وأشد كبرياء،
عانى كثيرا من صحافة، إن لم تكن تشتكي قلة الذمة، فهي تشتكي ضعفا موحشا في القراءة و الإملاء، تقرأ وتكتب الرفعة: ترفعا!، وقد كان ــ والله ــ رفيع المستوى، دائما، ولا زالت الذاكرة، تحتفظ له، بآخر ليلة مونديالية لنا، فقد دخل الملعب، مقررا فتح الأندلس من جديد، والذين يتذكرون مباراتنا مع أسبانيا أو يشاهدونها معادة، رغم أنها لا تعاد كثيرا على القنوات الرياضية، يذهلهم عطاؤه في آخر مباراة لنا في نهائيات كأس العالم، وكيف كان هو الأفضل، والأكثر تفوقا، من بين لاعبي المنتخب السعودي والأسباني معا، وباستثناء خانة حارس المرمى، فإنه سيد الأماكن كلها، يدافع بشراسة نمر، و يمرر بشفافية شاعر، ويسجل كمحارب متمرس، ويقود فرقته دائما إلى منصات التتويج، و«العلكة» التي لا تبدو مستساغة، في أفواه الرجال، هي فمه أقرب ما تكون إلى لافتة إنذار، تكتب: أنا هنا، وقد اشتهيت اللعب، فذودوا عن شباك مرماكم ما استطعتم!
حقق من الألقاب، ما لم يعد عنقه قادرا على تحمل ثقل ميدالياته الذهبية، لولا أنه ينسى كل مجد سابق، ليلحق بكل مجد جديد، تاركا في خزانة البيت، وفي صدور محبيه، بريق اللآلئ السابقة، لم تتبق له سنوات كثيرة، فكرة القدم تعيد حكاية عمر الفراشات، بشفافية وقحة،
لكنه مقبل على مجد جديد، فبعد ساعات ليست كثيرة، من الآن، يطلق حكم صافرة البدء، للمباراة النهائية، في بطولة الأندية الآسيوية، وصحيح أنه حمل كأسها مرتين، قبل هذه المرة، لكن طعم الكسب، ولون الذهب، هذه المرة مختلف، فهو يأتي ونحن جميعا في أمس الحاجة له، بعد خيبات كروية، لم تكن في الحسبان، وقد أبلى الداهية بلاء نادر البراعة، في فصول المسرحية الكروية الآسيوية، لفتت إليه الأنظار والأعناق، ولم يبق سوى الفصل الأخير، الأكثر حسما وبهاء، ثم أنها قد تكون معركته الأخيرة، مع لقب مستحق له منذ زمن بعيد: (أفضل لاعب في القارة الأكبر)، اسمه محمد نور، وفعله يقول: (أجمل التاريخ كان غدا)