الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.. فجأة طفت(القرمبع) بينما كنت في مشوار مصيري تلك الليلة.. دفيتها الى جانب الجسر الممتد بلا نهاية.. المشكلة ليست في انطفائها فقد تعودت منها ذلك لا سيما في الأزمنة والأمكنة الحرجة.. لكن ما شغلني انني احمل مثلث السلامة وهي لا تحمل سوى(اسطبات) مكسورة.
هذا يعني أن الصواريخ عابرة الجسر لا تراها ولا تراني.. سيارات كالقذائف تمر بجانبي فتزيد قلقي وذعري وانفعالي.في مثل هذا الحال لا علاج لـ(القرمبع).. هكذا قلت لنفسي بعد أن تحسست -كالعادة-نبضها.. سخونة.. سخونة.. سخونة.. جلست على حافة الرصيف في انتظار زوال السخونة.. لكن تلك الشهب العابرة المسرعة أدخلت المزيد من الرعب في قلبي.. خلعت سترتي الملونة ووقفت خلف(قرمبعي) مستسلما.. «رافع» الراية الحمراء..!
كانت عقارب الساعة تمضي خجلا.. ظننتها قافلة الى الوراء.. مرت ساعة والسخونة في مكانها.. أرتال السيارات المسرعة لا تنتهي.. فجأة عدة لوحات تحذيرية (انتبه) أمامك منعطف خير.. لكن هذه الشهب المسرعة لا تعير تلك اللوحات أدنى اكتراث.. سيارات تنزلق كأنها فوق جليد.
ودخلت الساعة الثانية بعد منتصف الليل بعدة دقائق.. أنهكني التعب ويداي معلقتان في السماء تحملان راية حمراء..فجأة.. سيارة مسرعة نحوي شممتها من بعد..(لا غرابة.. فمثل هذه النوعية من السيارات ندركها قبل أن تتضح ملامحها).. توقفت السيارة خلفي تماما.. أدركت أنني فعلا الهدف.. يا ويلاه.. دورية شرطة..!
ترجل أحدهما.. قال وهو يخطو نحوي متباطئا.. سلامات.. قلت.. يا هلا.. قال ساخرا ممتعضا..(قرمبع)..؟! طأطأت رأسي خجلا.. سألني ماذا بها..؟! -سخونة.. سخونة.. في رأسها..!
أقف الشرطي راجعا.. تحدث مع زميله القابع داخل السيارة.. غير أنني لم أسمع الحديث أو أتبينه.. وقبل أن يعود الى موقعي.. كان(السفتي) قد بدأ يشتغل. وجدت نفسي بين ألوان وهاجة.. أحمر مع أزرق مع أصفر مع أبيض.. تخيلت نفسي في موكب صولجان..!
قال الشرطي بحزم.. حاول شغلها..
ركضت نحوها حاملا قلبي بين يدي.. أدخلت المفتاح.. أدرته.. اشتغلت..! غمرتني فرحة انتصار لم أذق مثلها من قبل.. وقبل أن أتوجه للشرطي بالشكر أدرت العصا الى الأمام.. وبينما أنا أتحرك أشرت للدورية بيدي مادا أصابعي علامة(V) فبادلاني الاشارة بأحسن منها.
فهمت مؤخرا أن الدورية التي توقفت خلفي وأشعلت أضواءها لم تك لاحتلالي.. انما حدث ذلك من أجل حمايتي والقرمبع من أن تلتهمنا احدى تلك السيارات الطائرة على حافة الجسر الممتد بلا نهاية.
اما قرمبعي فلها حساسية شفافة امام رجال الشرطة وسياراتهم.. فما إن تنطفئ الا وتشتغل بمجرد مرور دورية..!
وما إن غادرت موقع سيارة الشرطة وتدحرجت من أول مخرج في الجسر الا وعاودتها السخونة من جديد فانطفأت تماما.. بينما رحت أنا -مثل العادة- رافعا رايتي الحمراء ويداي معلقتان في السماء.. في انتظار دورية.
هذا يعني أن الصواريخ عابرة الجسر لا تراها ولا تراني.. سيارات كالقذائف تمر بجانبي فتزيد قلقي وذعري وانفعالي.في مثل هذا الحال لا علاج لـ(القرمبع).. هكذا قلت لنفسي بعد أن تحسست -كالعادة-نبضها.. سخونة.. سخونة.. سخونة.. جلست على حافة الرصيف في انتظار زوال السخونة.. لكن تلك الشهب العابرة المسرعة أدخلت المزيد من الرعب في قلبي.. خلعت سترتي الملونة ووقفت خلف(قرمبعي) مستسلما.. «رافع» الراية الحمراء..!
كانت عقارب الساعة تمضي خجلا.. ظننتها قافلة الى الوراء.. مرت ساعة والسخونة في مكانها.. أرتال السيارات المسرعة لا تنتهي.. فجأة عدة لوحات تحذيرية (انتبه) أمامك منعطف خير.. لكن هذه الشهب المسرعة لا تعير تلك اللوحات أدنى اكتراث.. سيارات تنزلق كأنها فوق جليد.
ودخلت الساعة الثانية بعد منتصف الليل بعدة دقائق.. أنهكني التعب ويداي معلقتان في السماء تحملان راية حمراء..فجأة.. سيارة مسرعة نحوي شممتها من بعد..(لا غرابة.. فمثل هذه النوعية من السيارات ندركها قبل أن تتضح ملامحها).. توقفت السيارة خلفي تماما.. أدركت أنني فعلا الهدف.. يا ويلاه.. دورية شرطة..!
ترجل أحدهما.. قال وهو يخطو نحوي متباطئا.. سلامات.. قلت.. يا هلا.. قال ساخرا ممتعضا..(قرمبع)..؟! طأطأت رأسي خجلا.. سألني ماذا بها..؟! -سخونة.. سخونة.. في رأسها..!
أقف الشرطي راجعا.. تحدث مع زميله القابع داخل السيارة.. غير أنني لم أسمع الحديث أو أتبينه.. وقبل أن يعود الى موقعي.. كان(السفتي) قد بدأ يشتغل. وجدت نفسي بين ألوان وهاجة.. أحمر مع أزرق مع أصفر مع أبيض.. تخيلت نفسي في موكب صولجان..!
قال الشرطي بحزم.. حاول شغلها..
ركضت نحوها حاملا قلبي بين يدي.. أدخلت المفتاح.. أدرته.. اشتغلت..! غمرتني فرحة انتصار لم أذق مثلها من قبل.. وقبل أن أتوجه للشرطي بالشكر أدرت العصا الى الأمام.. وبينما أنا أتحرك أشرت للدورية بيدي مادا أصابعي علامة(V) فبادلاني الاشارة بأحسن منها.
فهمت مؤخرا أن الدورية التي توقفت خلفي وأشعلت أضواءها لم تك لاحتلالي.. انما حدث ذلك من أجل حمايتي والقرمبع من أن تلتهمنا احدى تلك السيارات الطائرة على حافة الجسر الممتد بلا نهاية.
اما قرمبعي فلها حساسية شفافة امام رجال الشرطة وسياراتهم.. فما إن تنطفئ الا وتشتغل بمجرد مرور دورية..!
وما إن غادرت موقع سيارة الشرطة وتدحرجت من أول مخرج في الجسر الا وعاودتها السخونة من جديد فانطفأت تماما.. بينما رحت أنا -مثل العادة- رافعا رايتي الحمراء ويداي معلقتان في السماء.. في انتظار دورية.