-A +A
محمد الصالحي
يحسب لمبتكر جملة تصريف الأعمال التي تقف في العنوان، كفاحه المحمود لمحاربة تعقيد معاملات الحياة اليومية ولكن بفك حبالها تماما لتسير كيفما شاءت دون رقيب أو ضمير. نخرج من تضييق ذلك إلى استهتار هذا.. وكأن حياتنا رسمت بين هذين. تبدأ يومك وتشعر أن صباحك الذي ينطلق من باب البيت يسير بالبركة: يمر بأبواب العمل والمدرسة حتى ينتهي بشباك الطائرة المسافرة وكل تفاصيله لا تتعدى «تمشية حال وسلق عمل» وعلى استعجال أيضا. ففي المستشفى الذي بالجوار، إن كنت محظوظا وخرجت من حسابات التأخير وانتظار شهور للحصول على موعد «ربع ساعة» مع الطبيب، فلن تسلم من التطبيب المستعجل الذي يأتيك بلا جودة أو اهتمام، هو مجرد تصريف مرضى وتمشية الحال بالبركة! تعيش الحال ذاته في المدارس، فبعد أن كان تخريج طالب الثانوية معجزة عظيمة تتولى أمرها كتائب المشرفين على اختبارات الوزارة، أصبح تخرجيهم تمشية حال، وسلق مخرجات تعليمية باستعجال وبلا اهتمام أو ضمير أحيانا. يلاحقك «السلق» إلى المطار الذي كنت تصرخ مطالبا برفع عدد الرحلات منه وإليه، تتحقق المطالب ولكن تأتيك محملة بكل صنوف الإهمال، وكأنها جاءت فقط لتسكت من يطالب. في مشروع المدينة والقرية، والذي يطول انتظاره لصعوبة الاعتماد وتقتير أموال، يأتي بأسوأ المواصفات وأقل متابعة استنادا لقانون: تمشية الحال الإداري. ألم تلاحظوا أننا أصبحنا في أحايين كثيرة نتحرك اعتمادا على قوانين فيزيائية إدارية تدعو حقا إلى التفكير: فإما أن تضغط وتشد وتسحب اعتمادا على قانون المماطلة والتعقيد الإداري، أو أن يترك حالك للقانون الثاني والذي يقدم إليك ما طلبته ولكن بلا أدنى معايير الجودة، وهذا يخالف بالطبع قانون نيوتن: هنا فعل وردة فعل إدارية ولكنها ليست مساوية في المقدار أو عكس الاتجاه. هي للأسف أسوأ في المقدار وفي ذات الاتجاه السيئ، وهذا أحدث القوانين.
Alsalhi@gmail.com



للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 245 مسافة ثم الرسالة