-A +A
أسماء المحمد ــ جازان
شهد مخيم إيواء أحد المسارحة للنازحين أمس الأول وفاة طفل (عامان)، إثر تعرضه لدهس شاب يقود سيارته مسرعا داخل المخيم. وفيما غاب والد الطفل المتوفى بسبب ظروف سجنه على ذمة قضية، تقبلت شيخة والدة الطفل (علي) التعازي بروح صابرة محتسبة للأجر والثواب العزاء في ابنها البكر، وتعد هذه الحادثة الأولى منذ تشييد مخيم الإيواء. وتقول لـ«عكاظ» أم علي إنها فجعت بالحادث الواقع على مسافة خطوات منها وصغيرها يلعب بعد صلاة العشاء بجانب الخيمة المخصصة لأسرته، مشيرة إلى أن طفلها أسلم الروح في موقع الحادث قبل إسعافه نتيجة قوة ارتطامه بالسيارة. وفي شأن متصل بأوضاع مركز الإيواء، تكابد المسنة عائشة شراحيلي فقد وثائق ابنها عمر بعد نزوحهم من إحدى قرى الشريط الحدودي، بسبب عمليات القتال.
وتقول لـ«عكاظ»: حياتنا تعرضت لأشد حالات الخطر نتيجة اعتداء المتسللين المتكررة؛ لكن رجال الجيش ساعدونا بالانتقال سريعا من قريتنا إلى مخيم الإيواء نتيجة اشتداد المواجهات وقربها من قريتنا.

وزادت عائشة: كان إجلاؤنا سريعا وغير متوقع وسط ألسنة نيران اشتعلت فجأة وسط موقد للنار نستخدمه للطبخ، لكن بخروجنا مع أوراق ثبوتية قليلة تمكنا من الخروج بسلامة من القرية ووصلنا إلى المخيم بفضل الجنود البواسل وجهودهم الجبارة في حماية الأسر النازحة.
وتوضح أنه عقب الاستقرار في المخيم بدأت عمليات بحثنا عن الأوراق الثبوتية لاستكمال إجراءات الإيواء والمهمة لحماية المخيم من الدخلاء والمجهولين، وأثناء بحثنا عن وثائق عمر لم نجدها وأخبرنا أنه وضعها في الخزانة في المنزل قبل الخروج منه، لكنه لم يتسن له حملها إلى المخيم بسبب الإسراع في الهرب أثناء تبادل إطلاق النار بين الجيش الذي يحمينا ومن يعتدون على البلاد والعباد.
وتجهش عائشة بالبكاء وهي تقول «حفيدي سيولد بعد ثلاثة أشهر بدون وثائق تحميه وإذا لم نجد وثيقة عمر أو عقد زواجه، فإننا سنواجه مشكلة أخرى ولا نعرف ما سيحدث، لكن أملنا في الجهات الحكومية أن تتفهم موقفنا، معبرة عن شكرها للمسؤولين عن المخيم في السماح له بالبقاء مؤقتا حتى يتدبر أمر وثائقه ويجدها.
وبدوره ذكر عمر (30 عاما)، أن وصوله إلى المخيم وبحثه عن الوثائق وتأكده من فقدها جعله في موقف لا يحسد عليه، مؤكدا لـ «عكاظ» أن تحركه صعب للغاية نتيجة الحالة الأمنية التي تشهدها المنطقة وهو يحاول إيجاد شهود من قريته أو التوصل إلى شيخ القرية لصالحه واستخراج بدل فاقد للوثائق. ونزحت حنان عواجي (20 عاما)، مع ذويها من قرية مخشوشة وتركت خلفها وثيقة طلاقها التي تحصلت عليها أخيرا. وتقول لـ «عكاظ» إن تحولها من البطاقة العائلية للزوج إلى بطاقة العائلة للأب يشترط توفر وجود وثيقة الطلاق وبضياعها أصبح ليس لي قدرة على العودة إلى وثيقة والدي بحيث يتاح لي فرصة استكمال تعليمي في صفوف محو الأمية. وتضيف حنان: أهم أولوياتي إكمال تعليمي وما وصلنا من أخبار تفيد باحتمال هدم بعض المنازل في القرى يفاقم مخاوفي وأخشى حرماني من التعليم، والحصول على وثيقة طلاق بدل فاقد يحتاج وقتا وجهدا وشهودا ومع هذه الظروف لا أعلم كم أحتاج لتطويق هذه الأزمة.