-A +A
طارق على فدعق
الحمد لله على نعمة أعيادنا الجميلة ذات السمو في الجوهر والمعاني والرسالة ... وخلال هذه الأيام التي نحتفل بها جميعا، قد يخطر على البال بعض مما يحتفل به العالم من غرائب وعجائب، وإحداها عيد «البوريم» اليهودي، والذي وصفه العديد من العلماء كعيد «المسخرة»، والذي يحتفل به في شهر آذار، وهو الشهر السادس من السنة العبرية ويصادف عادة شهر يناير أو فبراير ... والكلمة العبرية معناها «النصيب» أو الاختيار العشوائي، وقصتها من أسفار أو حكايات التوراة العجيبة؛ لأنها من القصص التي يغلب عليها الطابع الأدبي أكثر من الطابع الروحاني، فهي لا تتطرق إلى النواحي الإلهية بشكل مباشر، وفي الواقع فلا يذكر اسم الله ولا حتى مرة واحدة فيها، و القصة تحكي قصة أحد الأنبياء اليهود المميزين، وفى الواقع فهي نبيه وليس نبيا، اسمها «إيستر» ... على وزن «هستر»، ومعناها الفارسي «النجمة» ... وكانت من الفتيات الجميلات جدا في بلاد فارس ... ووقع في غرامها حاكم البلاد «أهاسورس» على وزن «برباطوس»، والذي كان ذا بطش شديد ... وكان لديه وزير شديد الكره لليهود اسمه «حامان» ... وخطط هذا الوزير لإبادة جميع اليهود في البلاد ولكن «إستر» كشفت المخطط واستعانت بعمها «موردخاي» ليقلب الموازين، ويحول المحنة إلى منحة فبدلا من قتل اليهود، تم تجريد الوزير من منصبه وتولى عم إيستر الوزارة بدلا عنه، ثم تم قتل جميع أبناء الوزير السابق، ثم تم شنقهم علنا بعدما قتلوا في معركة كبيرة جدا، قتل فيها اليهود في بلاد فارس أكثر من خمسة وسبعين ألف شخص وأصبحوا قوة كبيرة في البلاد ... وبالتالي فالاحتفال بهذه الذكرى هو احتفال بإنجاز « إيستر » والتحول الذي حققته لإنقاذ اليهود في بلاد فارس ... واليوم يأخذ عيد «البوريم» شكلا عجيبا فقد جرت العادة على الإفراط في شرب المشروبات الكحولية خلال هذا العيد، كما تتم فيها السخرية من المؤسسات الدينية اليهودية من قبل الكثير من اليهود أنفسهم ورجال الدين ولذا سماه البعض عيد «المسخرة».
ونعود إلى عيدنا فنجد أن إحدى روائع عيد الأضحى المبارك هو التحول الأساس في فكرة الأضاحي، فقبل أن يأمر الله عز وجل سيدنا إبراهيم عليه السلام بالتضحية بسيدنا إسماعيل عليهما السلام، جرت العادة أن يضحى البشر بالأرواح البشرية للآلهة كل حين وآخر، وبالتالي فعيدنا يذكرنا بأهمية الروح البشرية ... ولكن البعض للأسف لا يحترمون هذا الأمر الإلهي الرائع فلا يوقرون أهمية قيمة البشر، فيسلبوها وكأنها حق من حقوق بقائهم وأخص بالذكر السلطات الإسرائيلية شاملة طبعا جيش الدفاع الإسرائيلي، وبالمناسبة فمسمى «الدفاع» هنا له بعد عقائدي فلا يحوز شن الحروب في أيام بعض الأعياد اليهودية، إلا في حالات ولا مؤاخذه «الدفاع».

أمنيـــــة
في يوم عرفه الرائع، أتمنى أن لا ننسى إخواننا المضطهدين في فلسطين فلتكن إحدى دعوانا ــ إن شاء الله ــ أن يرفع عنهم عز وجل الظلم وأن نحمده على أن أعيادنا بعيدة كل البعد عن السخرية والمسخرة.
والله من وراء القصد.
إحدى روائع عيد الأضحى المبارك هو التحول الأساس في فكرة الأضاحي