-A +A
عبده خال
لا زلنا نقف عند درجة الخطر في مدينة جدة. وكلكم تذكرون التصريحات الصحفية لكثير من المسؤولين الذين ضمدوا جزعنا مما يمكن أن يحدث لمدينة جدة بقولهم إن هناك خطط طوارىء لأي حادث.
واستطاعت أمطار يوم واحد (وفي ثلاث ساعات) أن تكشف عن عدم وجود خطط طوارىء (ولا هم يحزنون)، ثلاث ساعات من المطر أدت إلى وفاة العشرات وفقد ممتلكات الآلاف وهبوط طرق ووحولة آلاف الشوارع والمنازل. أي خطة طوارىء هذه ونحن غرقنا في (شبر مويا).
كيف لو حدثت كوارث طبيعية؟ أو كيف لو حدثت زلازال في هذه المدينة رخوة التربة بسبب عدم تصريف الصرف الصحي، ونحن من سنوات نسمع أن جدة معرضة لهزات أرضية، كيف سيكون الحال؟
وأين هي خطط الطوارىء التي فشلت أمام مطر عادي عبر بالمدينة؟
ولو استمرت الأمطار في الأيام القادمة كيف سيكون وضعنا لو انفجرت بحيرة المسك؟
هذه البحيرة التي صمت عنها الجميع، وهي ما زالت تمثل خطرا داهما (بغض النظر عما تحدثه من تلوث فليس الآن وقت الحديث عن تلوثها) لكن عن انفجارها وللمرة المائة، ماذا عن الأحياء التي أقيمت داخل الأودية وهي أحياء مأهولة بالسكان؟
ثم أين خطط الطوارىء وليس هناك تنبيه (كجرس يسمعه الجميع إذا كنا لا نصدق تنبؤات الأرصاد)، ثم أين هو الدفاع المدني من لوم الأمانة على السماح بالموافقة على مخططات سكنية داخل الأودية.
نريد أن نعرف هل هناك خطط طوارىء حقيقية أم خطط طوارىء للإعلام وإسكات المتضررين.
كما أن المطر فضح ما هو قائم بالنسبة للطرق والجسور والكباري، هل يعقل أن تنقشع جلدة معظم شوارع جدة، ليس هذا فحسب بل مع انقشاعها هبطت الأرض لدرجة ابتلاع سيارة كاملة.
يا ناس، هل كل الأموال التي صرفتها الدولة على البنى التحتية جرفتها ثلاث ساعات مطر.
ولأن الماسأة لا تزال قائمة يجب محاكمة كل من أقام مشروعا في جدة ولم يصمد أمام الثلاث ساعات الممطرة، لأن عدم صموده يعني أن تلك المشاريع لم تكن وفق الشروط الواجب النص عليها كأن يضمن المشروع لثلاثين سنة على الأقل.. غدا نكمل في جهة أخرى.

abdookhal@yahoo.com