لم تدّع القاديانية أو الأحمدية فقط انتسابها إلى أمة الإسلام، بل اعتبرت نفسها وريثة الأمة، بدين جديد مكمّل للإسلام، ورسول جديد بزعم أن الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم، ليس خاتم الأنبياء والرسل، رغم النص القرآني القاطع بختم الرسول للأنبياء.
القاديانية بعبارة أخرى، هي إسلام محدث على الطريقة البريطانية، متصالح مع الغرب بل متحالف معه في الصميم، وأداة طيعة بيد المستعمر، ينزع من الإسلام كل ما يقلق ذلك الغرب، من عناصر المقاومة والمناعة في الأمة، ويزرع فيه كل ما يشوه الرسالة المحمدية الأصيلة.
استدراك الخطأ
وبهذا الاعتبار، فإن المحاولات اللاحقة على الحركة القاديانية حاولت استدراك الخطأ، فراحت الجهود تركز على تفريغ الإسلام من مضامينه مع الحفاظ على الشكل،وزعمت القاديانية لنفسها
« عصرنة» الاسلام ومجاراته للسائد. وتحت هذا العنوان صدر كثير من الآراء المنحرفة طيلة القرن العشرين وبدايات هذا القرن، عن مفكرين منسوبين إلى الإسلام، وحتى قياديين في تيارات معاصرة معروفة، لا يختلفون عن القاديانية سوى أنهم لم يخرجوا عن الملة علناً ولم يدّعوا ظهور دين جديد، ولا زعموا لأنفسهم الوحي كما ادعى غلام أحمد القادياني. وهذا كاف وحده لتبيان أسرار نشوء القاديانية مطلع القرن الماضي، وأهدافها الحقيقية والجهات التي تقف وراءها حتى الآن.
ظاهرة سياسية
فحين ظهرت حركة غلام أحمد سنة 1900 في شبه القارة الهندية، كان التوقيت سياسياً ولهدف سياسي. فالاستعمار الغربي عموماً والبريطاني خصوصاً، كان بدأ يعاني الضغوط من الداخل والخارج. السكان الواقعون تحت الاحتلال يتململون، والقوى الاستعمارية يتطاحنون داخل أوروبا وفي المستعمرات. وأكثر ما كان يقلق البريطانيين في الهند جوهرة مستعمراتهم على الإطلاق، هو تلك الكتلة الإسلامية المتنامية التي تؤمن بالجهاد فريضة إلهية وليس فقط حاجة وطنية أو أداة تحررية. فكانت محاولة ضرب فكرة الجهاد من الأساس عبر نحلة جديدة تدعمها، تزعم أنها من الإسلام أولاً ثم تنقض عليه بنقض أهم أركانه ولا سيما الجهاد. وكان لسان حال هذه الحركة هو مجلة الأديان التي تصدر باللغة الإنجليزية، ما يدل أن الحركة القاديانية كانت تهدف إلى تمييع الالتزام بالأديان عموماً عبر تشويش الحدود بين العقائد والنحل، وبخاصة بين الإسلام وسائر الأديان، لأن المطلوب ليس إنشاء دين جديد على أنقاض الإسلام وهو مستحيل، بل إضعاف وعي المسلمين بدينهم وفرائضه من خلال إزالة الفوارق العقيدية بين المسلم والآخرين لاسيما الغربيين المستعمرين منهم. وهكذا تنزع بريطانيا عن النضال المناهض للاحتلال أحد أبرز وجوهه وهو الصراع بين الكفر والإسلام. وليس من باب المصادفة أن ظهور القاديانية تزامن مع صعود النزعة الطورانية في دار الخلافة العثمانية على يد أتاتورك ورفاقه، مفضياً إلى سقوط الخلافة نفسها وإعلان العلمانية في تركيا الحديثة، بأسوأ تطبيق لفلسفة أوروبية مستوردة. وانطلقت القاديانية أصلاً من رحم حركة تغريبية قادها سير سيد أحمد خان.
مرحلة التكوين
ولد مرزا غلام أحمد في قرية قاديان من إقليم البنجاب في الهند عام 1839م. بدأ غلام أحمد نشاطه كداعية إسلامي حتى يلتف حوله الأنصار ثم ادعى أنه مجدد وملهم من الله ثم تدرج خطوة أخرى، فادعى أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود ثم ادعى النبوة وزعم أن نبوته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . والحجة الرئيسية التي استند غلام أحمد إليها هي أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس خاتم الرسل وأن الإسلام ليس آخر الأديان. وتأول كلمة خاتم الرسل، فعلى حد زعمه، الرسول هو زينة الرسل وليس آخرهم، خاتم بفتح التاء لا بكسرها، وفي ذلك تجاوز لغوي وتأويلي غير ممكن استيعابه أو ترويجه إلا وسط البسطاء من الناس. لذلك اعتقد أتباع القاديانية بأن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأن الله يرسل الرسول حسب الضرورة، وزعموا أن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعاً رغم أن فتح باب النبوة دون حدود، يفتح الأفق أمام تجاوز القاديانية ومتنبئها نفسه.
خروج منظم
تدرجت القاديانية في خروجها المنظم عن الإسلام، من نفي بعض الفرائض وإباحة بعض المحظورات وصولاً إلى القول إن الله يصوم ويصلي وينام ويصحو ويكتب ويخطئ– تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً-، وأن إلههم إنجليزي لأنه يخاطَب بالإنجليزية، وأن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد وأنه كان يوحى إليه، وأن إلهاماته كالقرآن، بل قالوا لا قرآن إلا الذي قدمه المسيح الموعود (الغلام)، ولا حديث إلا حديثه، ولانبي إلا أدنى من غلام أحمد. كتابهم منزل واسمه الكتاب المبين وهو غير القرآن الكريم، ويدعون أنهم أصحاب دين جديد مستقل وشريعة مستقلة وأن رفاق الغلام كالصحابة، وأن قاديان كالمدينة المنورة ومكة المكرمة بل وأفضل منهما وأرضها حرم وهي قبلتهم وإليها حجهم.
نادوا بإلغاء عقيدة الجهاد كما طالبوا بالطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية لأنها -حسب زعمهم- هي ولي الأمر بنص القرآن، والمسلمون مطالبون بطاعة أولياء الأمر.
المسلمون كفرة
كل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية كما أن من تزوج أو زوج من غير القاديانيين فهو كافر، يبيحون الخمر والأفيون والمخدرات وفق تأويلات باطلة.
وممن تصدى له ولدعوته الخبيثة في شبه القارة الهندية، الشيخ أبو الوفاء ثناء الله الأمرتستري أمير جمعية أهل الحديث في عموم الهند، حيث ناظره وأفحمه. ولما لم يرجع غلام أحمد إلى رشده باهله الشيخ أبو الوفا على أن يموت الكاذب منهما في حياة الصادق، ولم تمر سوى أيام قلائل حتى مات المرزا غلام أحمد القادياني في عام 1908م مخلفاً أكثر من خمسين كتاباً ونشرة ومقالاً، ومن أهم كتبه : إزالة الأوهام، إعجاز أحمدي، براهين أحمدية، أنوار الإسلام، إعجاز المسيح، التبليغ، تجليات إلهية.
خلفاء المؤسس
وبعد وفاته خلفه نور الدين بدعم الإنجليز ومن مؤلفاته فصل الخطاب. وثمة شخصيات أخرى من الحركة ممن كانت لهم أدوار بارزة مثل محمد علي وخوجه كمال الدين أمير القاديانية اللاهورية، وهما منظرا القاديانية وقد قدم الأول ترجمة محرفة للقرآن الكريم إلى الإنجليزية ومن مؤلفاته حقيقة الاختلاف، النبوة في الإسلام، والدين الإسلامي. أما الخوجه كمال الدين فله كتاب المثل الأعلى في الأنبياء وغيره من الكتب، وجماعة لاهور هذه تنظر إلى غلام أحمد ميرزا على انه مجدد فحسب، ولكنهما يعتبران حركة واحدة تستوعب الأولى ما ضاقت به الثانية وبالعكس.
محمد صادق مفتي القاديانية، من مؤلفاته خاتم النبيين وبشير احمد بن الغلام من مؤلفاته سيرة المهدي، كلمة الفصل ومحمود أحمد بن الغلام وخليفته الثاني من مؤلفاته أنوار الخلافة، تحفة الملوك ، حقيقة النبوة.
الدعم الغربي
ورغم محدودية انتشار القاديانية وقلة أتباعها نسبياً وضعف تأثيرها على الإسلام عقيدة وممارسة وأتباعاً، إلا أن دعمها من قبل الغرب الآتي خاصة من بريطانيا راعية الحركة منذ البداية، جعل أفكار القاديانيانية تخترق بعض أوساط النخبة المتغربة لا سيما بين الجاليات الإسلامية، كما جعل أتباعها يتمتعون بنفوذ وتمويل غير متناسبين مع حجم الفرقة وانتشارها، والمفارقة أن باكستان الدولة الإسلامية التي انفصلت عن الهند لتكون مبرأة من الشرك عينت ظفر الله خان القادياني أول وزير للخارجية وهو ما كان له أثر كبير في دعم هذه الفرقة حيث خصص لها بقعة كبيرة في إقليم بنجاب لتكون مركزاً عالمياً لهذه الطائفة وسموها ربوة استعارة من نص الآية القرآنية (( وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين)) .(سورة المؤمنون ،الآية50).
ولم يسقط ظفر الله خان إلا بعد ثورة شعبية عارمة عام 1953 قتل فيها حوالي العشرة آلاف من المسلمين.
ليسوا مسلمين
وفي شهر ربيع الأول 1394ه الموافق إبريل 1974م انعقد مؤتمر كبير برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة وحضره ممثلون للمنظمات الإسلامية العالمية من جميع أنحاء العالم، وأعلن المؤتمر كفر هذه الطائفة وخروجها عن الإسلام، وطالب المسلمون بمقاومة خطرها وعدم التعامل مع القاديانيين وعدم دفن موتاهم في قبور المسلمين.
كما قام مجلس الأمة في باكستان (البرلمان المركزي) بمناقشة زعيم الطائفة مرزا ناصر أحمد والرد عليه من قبل الشيخ مفتي محمود رحمه الله . وقد استمرت هذه المناقشة قرابة الثلاثين ساعة عجز فيها ناصر أحمد عن الأجوبة وانكشف النقاب عن كفر هذه الطائفة، فأصدر المجلس قراراً باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة .
أما مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في جدة عام 1985 فقد أعتبر أن غلام أحمد بادعائه النبوة ونزول الوحي عليه ونفيه فريضة الجهاد قد نقض مسائل عقيدية لا خلاف حولها، لذلك هو مرتد عن الإسلام، وكذلك هو مرتد كل من يعتقد باعتقادات غلام أحمد، رغم أن أتباعه يقولون إنه ظل النبي أو تجسيد لمحمد صلى الله عليه وسلم.
علاقات مشبوهة
وللقاديانية علاقات مع إسرائيل وقد فتحت لهم المراكز والمدارس ومكنتهم من إصدار مجلة تنطق باسمهم وطبع الكتب والنشرات لتوزيعها في العالم.
معظم القاديانيين يعيشون الآن في الهند وباكستان وقليل منهم في إسرائيل والعالم العربي ولهم نشاط كبير في أفريقيا، وفي بعض الدول الغربية.
وتحتضن الحكومة الإنجليزية هذا المذهب إلى الآن وتسهل لأتباعه التوظف بالدوائر الحكومية العالمية في إدارة الشركات والمفوضيات وتتخذ منهم ضباطاً من رتب عالية في مخابراتها السر. ويوجد في بريطانيا قناة فضائية باسم التلفزيون الإسلامي يديرها القاديانية ومواقع إلكترونية تعمل على التشكيك بمبادئ الإسلام.
القاديانية بعبارة أخرى، هي إسلام محدث على الطريقة البريطانية، متصالح مع الغرب بل متحالف معه في الصميم، وأداة طيعة بيد المستعمر، ينزع من الإسلام كل ما يقلق ذلك الغرب، من عناصر المقاومة والمناعة في الأمة، ويزرع فيه كل ما يشوه الرسالة المحمدية الأصيلة.
استدراك الخطأ
وبهذا الاعتبار، فإن المحاولات اللاحقة على الحركة القاديانية حاولت استدراك الخطأ، فراحت الجهود تركز على تفريغ الإسلام من مضامينه مع الحفاظ على الشكل،وزعمت القاديانية لنفسها
« عصرنة» الاسلام ومجاراته للسائد. وتحت هذا العنوان صدر كثير من الآراء المنحرفة طيلة القرن العشرين وبدايات هذا القرن، عن مفكرين منسوبين إلى الإسلام، وحتى قياديين في تيارات معاصرة معروفة، لا يختلفون عن القاديانية سوى أنهم لم يخرجوا عن الملة علناً ولم يدّعوا ظهور دين جديد، ولا زعموا لأنفسهم الوحي كما ادعى غلام أحمد القادياني. وهذا كاف وحده لتبيان أسرار نشوء القاديانية مطلع القرن الماضي، وأهدافها الحقيقية والجهات التي تقف وراءها حتى الآن.
ظاهرة سياسية
فحين ظهرت حركة غلام أحمد سنة 1900 في شبه القارة الهندية، كان التوقيت سياسياً ولهدف سياسي. فالاستعمار الغربي عموماً والبريطاني خصوصاً، كان بدأ يعاني الضغوط من الداخل والخارج. السكان الواقعون تحت الاحتلال يتململون، والقوى الاستعمارية يتطاحنون داخل أوروبا وفي المستعمرات. وأكثر ما كان يقلق البريطانيين في الهند جوهرة مستعمراتهم على الإطلاق، هو تلك الكتلة الإسلامية المتنامية التي تؤمن بالجهاد فريضة إلهية وليس فقط حاجة وطنية أو أداة تحررية. فكانت محاولة ضرب فكرة الجهاد من الأساس عبر نحلة جديدة تدعمها، تزعم أنها من الإسلام أولاً ثم تنقض عليه بنقض أهم أركانه ولا سيما الجهاد. وكان لسان حال هذه الحركة هو مجلة الأديان التي تصدر باللغة الإنجليزية، ما يدل أن الحركة القاديانية كانت تهدف إلى تمييع الالتزام بالأديان عموماً عبر تشويش الحدود بين العقائد والنحل، وبخاصة بين الإسلام وسائر الأديان، لأن المطلوب ليس إنشاء دين جديد على أنقاض الإسلام وهو مستحيل، بل إضعاف وعي المسلمين بدينهم وفرائضه من خلال إزالة الفوارق العقيدية بين المسلم والآخرين لاسيما الغربيين المستعمرين منهم. وهكذا تنزع بريطانيا عن النضال المناهض للاحتلال أحد أبرز وجوهه وهو الصراع بين الكفر والإسلام. وليس من باب المصادفة أن ظهور القاديانية تزامن مع صعود النزعة الطورانية في دار الخلافة العثمانية على يد أتاتورك ورفاقه، مفضياً إلى سقوط الخلافة نفسها وإعلان العلمانية في تركيا الحديثة، بأسوأ تطبيق لفلسفة أوروبية مستوردة. وانطلقت القاديانية أصلاً من رحم حركة تغريبية قادها سير سيد أحمد خان.
مرحلة التكوين
ولد مرزا غلام أحمد في قرية قاديان من إقليم البنجاب في الهند عام 1839م. بدأ غلام أحمد نشاطه كداعية إسلامي حتى يلتف حوله الأنصار ثم ادعى أنه مجدد وملهم من الله ثم تدرج خطوة أخرى، فادعى أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود ثم ادعى النبوة وزعم أن نبوته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . والحجة الرئيسية التي استند غلام أحمد إليها هي أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس خاتم الرسل وأن الإسلام ليس آخر الأديان. وتأول كلمة خاتم الرسل، فعلى حد زعمه، الرسول هو زينة الرسل وليس آخرهم، خاتم بفتح التاء لا بكسرها، وفي ذلك تجاوز لغوي وتأويلي غير ممكن استيعابه أو ترويجه إلا وسط البسطاء من الناس. لذلك اعتقد أتباع القاديانية بأن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأن الله يرسل الرسول حسب الضرورة، وزعموا أن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعاً رغم أن فتح باب النبوة دون حدود، يفتح الأفق أمام تجاوز القاديانية ومتنبئها نفسه.
خروج منظم
تدرجت القاديانية في خروجها المنظم عن الإسلام، من نفي بعض الفرائض وإباحة بعض المحظورات وصولاً إلى القول إن الله يصوم ويصلي وينام ويصحو ويكتب ويخطئ– تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً-، وأن إلههم إنجليزي لأنه يخاطَب بالإنجليزية، وأن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد وأنه كان يوحى إليه، وأن إلهاماته كالقرآن، بل قالوا لا قرآن إلا الذي قدمه المسيح الموعود (الغلام)، ولا حديث إلا حديثه، ولانبي إلا أدنى من غلام أحمد. كتابهم منزل واسمه الكتاب المبين وهو غير القرآن الكريم، ويدعون أنهم أصحاب دين جديد مستقل وشريعة مستقلة وأن رفاق الغلام كالصحابة، وأن قاديان كالمدينة المنورة ومكة المكرمة بل وأفضل منهما وأرضها حرم وهي قبلتهم وإليها حجهم.
نادوا بإلغاء عقيدة الجهاد كما طالبوا بالطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية لأنها -حسب زعمهم- هي ولي الأمر بنص القرآن، والمسلمون مطالبون بطاعة أولياء الأمر.
المسلمون كفرة
كل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية كما أن من تزوج أو زوج من غير القاديانيين فهو كافر، يبيحون الخمر والأفيون والمخدرات وفق تأويلات باطلة.
وممن تصدى له ولدعوته الخبيثة في شبه القارة الهندية، الشيخ أبو الوفاء ثناء الله الأمرتستري أمير جمعية أهل الحديث في عموم الهند، حيث ناظره وأفحمه. ولما لم يرجع غلام أحمد إلى رشده باهله الشيخ أبو الوفا على أن يموت الكاذب منهما في حياة الصادق، ولم تمر سوى أيام قلائل حتى مات المرزا غلام أحمد القادياني في عام 1908م مخلفاً أكثر من خمسين كتاباً ونشرة ومقالاً، ومن أهم كتبه : إزالة الأوهام، إعجاز أحمدي، براهين أحمدية، أنوار الإسلام، إعجاز المسيح، التبليغ، تجليات إلهية.
خلفاء المؤسس
وبعد وفاته خلفه نور الدين بدعم الإنجليز ومن مؤلفاته فصل الخطاب. وثمة شخصيات أخرى من الحركة ممن كانت لهم أدوار بارزة مثل محمد علي وخوجه كمال الدين أمير القاديانية اللاهورية، وهما منظرا القاديانية وقد قدم الأول ترجمة محرفة للقرآن الكريم إلى الإنجليزية ومن مؤلفاته حقيقة الاختلاف، النبوة في الإسلام، والدين الإسلامي. أما الخوجه كمال الدين فله كتاب المثل الأعلى في الأنبياء وغيره من الكتب، وجماعة لاهور هذه تنظر إلى غلام أحمد ميرزا على انه مجدد فحسب، ولكنهما يعتبران حركة واحدة تستوعب الأولى ما ضاقت به الثانية وبالعكس.
محمد صادق مفتي القاديانية، من مؤلفاته خاتم النبيين وبشير احمد بن الغلام من مؤلفاته سيرة المهدي، كلمة الفصل ومحمود أحمد بن الغلام وخليفته الثاني من مؤلفاته أنوار الخلافة، تحفة الملوك ، حقيقة النبوة.
الدعم الغربي
ورغم محدودية انتشار القاديانية وقلة أتباعها نسبياً وضعف تأثيرها على الإسلام عقيدة وممارسة وأتباعاً، إلا أن دعمها من قبل الغرب الآتي خاصة من بريطانيا راعية الحركة منذ البداية، جعل أفكار القاديانيانية تخترق بعض أوساط النخبة المتغربة لا سيما بين الجاليات الإسلامية، كما جعل أتباعها يتمتعون بنفوذ وتمويل غير متناسبين مع حجم الفرقة وانتشارها، والمفارقة أن باكستان الدولة الإسلامية التي انفصلت عن الهند لتكون مبرأة من الشرك عينت ظفر الله خان القادياني أول وزير للخارجية وهو ما كان له أثر كبير في دعم هذه الفرقة حيث خصص لها بقعة كبيرة في إقليم بنجاب لتكون مركزاً عالمياً لهذه الطائفة وسموها ربوة استعارة من نص الآية القرآنية (( وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين)) .(سورة المؤمنون ،الآية50).
ولم يسقط ظفر الله خان إلا بعد ثورة شعبية عارمة عام 1953 قتل فيها حوالي العشرة آلاف من المسلمين.
ليسوا مسلمين
وفي شهر ربيع الأول 1394ه الموافق إبريل 1974م انعقد مؤتمر كبير برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة وحضره ممثلون للمنظمات الإسلامية العالمية من جميع أنحاء العالم، وأعلن المؤتمر كفر هذه الطائفة وخروجها عن الإسلام، وطالب المسلمون بمقاومة خطرها وعدم التعامل مع القاديانيين وعدم دفن موتاهم في قبور المسلمين.
كما قام مجلس الأمة في باكستان (البرلمان المركزي) بمناقشة زعيم الطائفة مرزا ناصر أحمد والرد عليه من قبل الشيخ مفتي محمود رحمه الله . وقد استمرت هذه المناقشة قرابة الثلاثين ساعة عجز فيها ناصر أحمد عن الأجوبة وانكشف النقاب عن كفر هذه الطائفة، فأصدر المجلس قراراً باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة .
أما مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في جدة عام 1985 فقد أعتبر أن غلام أحمد بادعائه النبوة ونزول الوحي عليه ونفيه فريضة الجهاد قد نقض مسائل عقيدية لا خلاف حولها، لذلك هو مرتد عن الإسلام، وكذلك هو مرتد كل من يعتقد باعتقادات غلام أحمد، رغم أن أتباعه يقولون إنه ظل النبي أو تجسيد لمحمد صلى الله عليه وسلم.
علاقات مشبوهة
وللقاديانية علاقات مع إسرائيل وقد فتحت لهم المراكز والمدارس ومكنتهم من إصدار مجلة تنطق باسمهم وطبع الكتب والنشرات لتوزيعها في العالم.
معظم القاديانيين يعيشون الآن في الهند وباكستان وقليل منهم في إسرائيل والعالم العربي ولهم نشاط كبير في أفريقيا، وفي بعض الدول الغربية.
وتحتضن الحكومة الإنجليزية هذا المذهب إلى الآن وتسهل لأتباعه التوظف بالدوائر الحكومية العالمية في إدارة الشركات والمفوضيات وتتخذ منهم ضباطاً من رتب عالية في مخابراتها السر. ويوجد في بريطانيا قناة فضائية باسم التلفزيون الإسلامي يديرها القاديانية ومواقع إلكترونية تعمل على التشكيك بمبادئ الإسلام.