شن خطباء الجمعة في مساجد أحياء قويزة هجوما عنيفا على أمانة محافظة جدة؛ نتيجة الحصيلة الكارثية التي تسببت فيها السيول وراح ضحيتها 118 فردا وما يزيد عن 100 مفقود إلى الآن. وحمل خطيبا مسجدي الفاروق والتوحيد أمناء جدة مسؤولية ما حدث للسكان، وقال إمام مسجد الفاروق في خطبة الجمعة أمس، إن أمانة جدة هي من تسببت في كارثة الأربعاء، بعد أن سمحت للمواطنين أن يشيدوا منازلهم في مجرى السيل، وإعطائهم تصاريح وبناء وكروكيات لمواطنين آخرين ببناء وحدات سكنية في مخططات رسمية في بطون الأودية ــ على حد وصفه. وتساءل إماما المسجد عن الأموال التي منحت لأمانة جدة في سبيل الإنفاق على تصريف مياه الأمطار ولم يشاهد المواطنون منها شيئا.
واستدل خطيب مسجد التوحيد بمشروع نفق الملك عبد الله، الذي امتلأ بمياه الأمطار، وأصبح بحيرة كبيرة؛ نتيجة عدم وجود تصريف لمياه الأمطار داخله، رغم أنه من مشاريع الجديدة للأمانة.
وتساءل إمام المسجد في خطبته كيف جرى ذلك؟ وما ذنب سكان جدة أن يتحملوا كل ما حدث؟، مطالبا بمحاسبة علنية لأمناء جدة نتيجة ما وصفه بأنه فساد إداري.
من جانبه، رفض مدير أوقاف جدة فهيد البردي أسلوب أئمة المساجد في خطبة الجمعة أمس، وقال لـ«عكاظ»: إن تهجم الخطباء على الأمانة لا يجوز مطلقا، معتبرا أسلوبهم بأنه خارج عن منهج الوزارة ومكتب الأوقاف في جدة ــ بحسب تعبيره، مشيرا إلى أن هذا التجاوز يتحمله إمام المسجد فقط ويحاسب عليه.
وقال مدير الأوقاف إن الوزارة حددت خطوطا عريضة يجب على الخطيب ألا يخرج عنها مطلقا، وهي الحكمة والكتابة والسنة والوسطية والاعتدال؛ لأن المنابر في المسجد لم توضع لمهاجمة الناس.
من جهة أخرى، دعا إماما وخطيبا الحرمين الشريفين المسلمين إلى الصبر والاحتساب عند نزول المصائب والكوارث مثل ماحدث في فاجعة جدة، مشيدين بالوقفة العظيمة لخادم الحرمين الشريفين في ما حصل في جدة وتصديه لها وبحث أسبابها ومحاسبة المقصرين فيها. وفي نص الخطبة التي نقلتها وكالة الأنباء السعودية ، قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبد الله خياط : «جزى الله ولي أمرنا خير الجزاء على موقفه الكريم ومعالجته الموفقة والمسددة لهذه النازلة الفاجعة والكارثة الأليمة».
وأضاف في خطبة الجمعة أمس : «على قدر إيمان العبد يكون البلاء فيتنوع البلاء وتتشكل المحن فمن الناس من يبتلى بفقد الأحبة الذين يكونون له بعد الله عزة وعونا على الشدة كما حدث أخيرا لأهل مدينة جدة جبر الله مصابهم وأعظم أجرهم وأحسن عزاءهم وأخلف عليهم خيرا وجزى الله ولي أمرنا خير الجزاء على موقفه الكريم ومعالجته الموفقة والمسددة لهذه النازلة الفاجعة والكارثة الأليمة».
وأثنى إمام وخطيب المسجد الحرام على الوقفة العظيمة لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله في التصدي لها وبحث أسبابها ومحاسبة المقصرين فيها. الأليمة».
وأكد الشيخ أسامة خياط أن خير ما يقوم به المسلم الصادق أمام أي ابتلاء الصبر والاحتساب بما قضى الله تعالى. داعيا إلى عدم الجزع أمام البلاء وعند وقوع المصائب وما ذلك إلا خير يراد بالعباد وتخفيف من ذنوبهم ورحمة وفضل منه سبحانه وتعالى.
وفي المدينة المنورة قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير «الصبر أجمل والدنيا مفجعة وكل باك فسيبكى وكل ناع فسينعى كل مذكور سينسى وليس غير الله سيبقى، دنيا دنية في ثنائها عزاء لكل محزون وفي زوالها سلوة لكل مكلوم» .
وأضاف قائلا: «أيها المسلمون الأولاد فلذة الأكباد وثمرة الفؤاد وزينة بين العباد موتهم مصاب فادح وكلم لا يندمل وحرقة لا تداوى إلا بالصبر والاحتساب فإلى كل أم ثكلى وأب موتور فقدا عزيزهما وحبيبهما في حادث سيارة أو غرق أو حرق أو سيل عارم بشراكم عفو الله ومغفرته ورحمته وجنته وجزيل ثوابه وعطائه .