تصعيد خطير الذي تشهده المنطقة، هذه الأيام. المستَهْدَف الأساسي، لهذه التطورات حالة الاستقرار في المنطقة، التي فرضها أمر واقع سياسي واستراتيجي، لم يحدث عليه تغيير حقيقي لأكثر من ثلاثة عقود ونصف، كأهم نتائج حرب يوم الغفران 1973.
إلا أن خطورة ما يحدث الآن تتمثل في القوى التي تسببت في هذا التطور الجديد الذي يتهدد استقرار أمر واقع، وإن حافظ على هدوء استراتيجي على مستوى جبهات القتال التقليدية، إلا انه فشل في تطوير تسوية سلمية حقيقية تمنع انفجار الأوضاع بشكل مفاجئ وغير محسوب، من قبل قوىً غير تقليدية خارج معادلة الاستقرار القائمة . ما حدث في غزة من أكثر من أسبوعين.. وما تطور على الحدود اللبنانية الإسرائيلية مؤخراً، يعكس نتيجة متوقعة محتملا حدوثها، في أي لحظة، في غياب رؤية استراتيجية، إقليمية ودولية، لتسوية الصراع، بحلول سلمية حقيقية، تأتي على جذوره وتتكفل بإنهائه.
إسرائيل، في هذا التطور الخطير الحالي للأزمة، لا تتمتع فقط بتفوق استراتيجي كاسح على المستوى الإقليمي، فحسب... ولكن تتمتع أكثر بدعم سياسي دولي يمهد لها، سياسياً، لإدارتها العنيفة للأزمة. ولكن الخطورة الحقيقية للتطور الحالي الذي تشهده الأزمة، أن شرارة اشتعاله، لم تكن من قبل إسرائيل أو من قبل الدول العربية التي تشترك معها في حدود دولية.. وتمثل مجتمعة معادلة استقرار الأمر الواقع التي كانت قائمة حتى تفجر الأزمة الأخيرة. قوى جديدة، غير نظامية في النظام العربي تراهن على جر الجميع للأزمة، حتى تمتلك الأزمة قوة دفع ذاتية ينتج عنها وضع غير الذي كان قائماً، خارج ضمان تسوية حقيقية للصراع، في النهاية.
من هنا فإن الخيارات تضيق ليس بالعرب، ولكن بإسرائيل، نفسها. العرب لا من الناحية الاستراتيجية ولا من الناحية السياسية مستعدون للمجازفة باستقرار الوضع القائم، انتظاراً لاختراق حقيقي في عملية السلام. إسرائيل ليس أمامها إلا خيار القوة، الذي يبدو أنه يفقد شيئاً فشيئاً عامل الردع، أمام قوىً تعتقد أن محور قوتها يكمن في «تبديد» وهم التفوق الاستراتيجي الإسرائيلي، مهما كانت نتيجة اختبار هذه الفرضية.
تاريخياً: إسرائيل كانت تحتفظ، بضمانة دولية، بتفوق استراتيجي في ميزان القوى مقابل إمكانات النظام العربي الاستراتيجية. ولكن، هذا التفوق الاستراتيجي لم يحصل أنه حقق لإسرائيل أمناً، مثل الذي تتطلع إليه.. ولم يمنع ذلك العرب من تحدي إمكانات الردع الاستراتيجي التي تمتلكها إسرائيل. ثم إن خيار القوة ثبت عجزه كثيراً، في تحقيق الهدف السياسي منه... وإلا كيف نفسر هذا الإصرار الإسرائيلي لتحمل تكلفة الإفراط في استخدام القوة السياسية والأخلاقية، بل وحتى الاستراتيجية، دون تمكن إسرائيل من الاقتراب أكثر نحو تحقيق أهدافها السياسية من إدارة صراعها مع العرب. لا أحد يعرف المدى الذي تذهب إليه إسرائيل في استخدامها المفرط لتفوقها الاستراتيجي على العرب، في هذه الأزمة، ولكن الإسرائيليين ومن يقف وراءهم يعرفون إمكانات القوة المحدودة، في التعامل مع الأزمة من منظور التفوق الكمي وحده في القوة.
هل هناك بصيص أمل للسلام يلوح من بين أنقاض وضحايا هذا التطور المتجدد العنيف، غير التقليدي، للأزمة..؟ كل حقب السلام المتعاقبة في التاريخ تمخضت عن معارك حاسمة. الاستقرار وحده لا ينهي الصراع... السلام الحقيقي هو الحل.. وقد يكون قريباً.
إلا أن خطورة ما يحدث الآن تتمثل في القوى التي تسببت في هذا التطور الجديد الذي يتهدد استقرار أمر واقع، وإن حافظ على هدوء استراتيجي على مستوى جبهات القتال التقليدية، إلا انه فشل في تطوير تسوية سلمية حقيقية تمنع انفجار الأوضاع بشكل مفاجئ وغير محسوب، من قبل قوىً غير تقليدية خارج معادلة الاستقرار القائمة . ما حدث في غزة من أكثر من أسبوعين.. وما تطور على الحدود اللبنانية الإسرائيلية مؤخراً، يعكس نتيجة متوقعة محتملا حدوثها، في أي لحظة، في غياب رؤية استراتيجية، إقليمية ودولية، لتسوية الصراع، بحلول سلمية حقيقية، تأتي على جذوره وتتكفل بإنهائه.
إسرائيل، في هذا التطور الخطير الحالي للأزمة، لا تتمتع فقط بتفوق استراتيجي كاسح على المستوى الإقليمي، فحسب... ولكن تتمتع أكثر بدعم سياسي دولي يمهد لها، سياسياً، لإدارتها العنيفة للأزمة. ولكن الخطورة الحقيقية للتطور الحالي الذي تشهده الأزمة، أن شرارة اشتعاله، لم تكن من قبل إسرائيل أو من قبل الدول العربية التي تشترك معها في حدود دولية.. وتمثل مجتمعة معادلة استقرار الأمر الواقع التي كانت قائمة حتى تفجر الأزمة الأخيرة. قوى جديدة، غير نظامية في النظام العربي تراهن على جر الجميع للأزمة، حتى تمتلك الأزمة قوة دفع ذاتية ينتج عنها وضع غير الذي كان قائماً، خارج ضمان تسوية حقيقية للصراع، في النهاية.
من هنا فإن الخيارات تضيق ليس بالعرب، ولكن بإسرائيل، نفسها. العرب لا من الناحية الاستراتيجية ولا من الناحية السياسية مستعدون للمجازفة باستقرار الوضع القائم، انتظاراً لاختراق حقيقي في عملية السلام. إسرائيل ليس أمامها إلا خيار القوة، الذي يبدو أنه يفقد شيئاً فشيئاً عامل الردع، أمام قوىً تعتقد أن محور قوتها يكمن في «تبديد» وهم التفوق الاستراتيجي الإسرائيلي، مهما كانت نتيجة اختبار هذه الفرضية.
تاريخياً: إسرائيل كانت تحتفظ، بضمانة دولية، بتفوق استراتيجي في ميزان القوى مقابل إمكانات النظام العربي الاستراتيجية. ولكن، هذا التفوق الاستراتيجي لم يحصل أنه حقق لإسرائيل أمناً، مثل الذي تتطلع إليه.. ولم يمنع ذلك العرب من تحدي إمكانات الردع الاستراتيجي التي تمتلكها إسرائيل. ثم إن خيار القوة ثبت عجزه كثيراً، في تحقيق الهدف السياسي منه... وإلا كيف نفسر هذا الإصرار الإسرائيلي لتحمل تكلفة الإفراط في استخدام القوة السياسية والأخلاقية، بل وحتى الاستراتيجية، دون تمكن إسرائيل من الاقتراب أكثر نحو تحقيق أهدافها السياسية من إدارة صراعها مع العرب. لا أحد يعرف المدى الذي تذهب إليه إسرائيل في استخدامها المفرط لتفوقها الاستراتيجي على العرب، في هذه الأزمة، ولكن الإسرائيليين ومن يقف وراءهم يعرفون إمكانات القوة المحدودة، في التعامل مع الأزمة من منظور التفوق الكمي وحده في القوة.
هل هناك بصيص أمل للسلام يلوح من بين أنقاض وضحايا هذا التطور المتجدد العنيف، غير التقليدي، للأزمة..؟ كل حقب السلام المتعاقبة في التاريخ تمخضت عن معارك حاسمة. الاستقرار وحده لا ينهي الصراع... السلام الحقيقي هو الحل.. وقد يكون قريباً.