-A +A
عبد العزيز الربيعي ـ الشريط الحدودي
أظهر سلاح المهندسين في حرب المتسللين الأخيرة على حدود المملكة الجنوبية مهارات عالية في كشف الألغام وتعطيل تحركات القوات المعادية، كما أسهم في شق الطرقات في المناطق الجبلية الوعرة مستفيدا في ذلك بما لديه من أجهزة ومعدات حديثة ساعدت كثيرا القوات المسلحة من الوصول إلى أهدافها ودك المعتدين.
ويقف رجال سلاح المهندسين جنبا إلى جنب مع قوات المظليين والقوات البرية في كشف الألغام وشق الطرقات عبر الجبال والأودية لتمهيد تحركات الوحدات الأرضية، والمساهمة في إنشاء المتاريس وأسوار الحماية تمهيدا لتطهير الشريط الحدودي من المتسللين المعتدين.

ويعود تأسيس سلاح المهندسين إلى ما قبل 68 عاما وتحديدا إلى 1368هـ عندما شكلت إدارة شعبة الإنشاءات وأوكلت إليها مهمة صيانة مباني الجيش وكان مقرها في محافظة الطائف، وبعد أربع سنوات عدل المسمى إلى سلاح المهندسين الملكي السعودي وتم نقله عام 1374هـ من محافظة الطائف إلى منطقة الرياض مع انتقال وزارة الدفاع والطيران إليها ليصبح من الأسلحة المساندة التي تتبع هيئة الإمدادات والتموين، وفي عام 1375هـ تم تشكيل أول فوج للمهندسين في الطائف ليعاد تنظيمه في عام 1380هـ ليصبح من الأسلحة الفعالة للقتال ليتبع إسناد القتال مكونا من قيادة السلاح، بالإضافة إلى إدارة الأعمال الهندسية وفروعه في المناطق.
ولأهمية هذا السلاح في المساندة القتالية ميدانيا تم في العام 1386هـ مراجعة تشكيل سلاح المهندسين وإضافة معدات المهندسين الثقيلة إلى فروع وسرايا المهندسين الميدانية، وتم استحداث وحداته مثل وحدة المهندسين ووحدة إزالة القنابل في جميع مناطق المملكة، حتى بدأ التحول الفعلي في عام 1397هـ إلى وحدات آلية ومن ثم التفكير في تطوير هذا السلاح الفعال في العام 1402هـ، حيث أدخلت الجسور متوسطة العوارض والجسور المحمولة على الدبابات ومعدات زراعة الألغام وأجهزة الكشف عنها، إضافة إلى دورها الفعال في زعزعت العدو من خلال فتح الثغرات بمعدات مجهزة يتم من خلالها إزالة الموانع والاستحكامات الخراسانية. وتوالت عملية التطوير لهذا السلاح، حيث شهد في عام 1418هـ استحداث إدارة جديدة للوقاية من أسلحة الدمار الشامل، كما تم في العام 1428هـ تشكيل مختبر للوقاية من أسلحة التدمير الشامل في قاعدة الإمدادات والتموين في الخرج.