احتدم السجال ثانية بين إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونائب الرئيس السابق، ديك تشيني إلى واجهة الأحداث، بعد المحاولة التفجيرية الفاشلة لطائرة الركاب الأمريكية التي نفذها النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب، وأعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها، تجلت في اتهامات من تشيني لأوباما بأنه جعل من الولايات المتحدة الأمريكية أقل أماناً، وطلبه الإقرار بأن بلاده في حالة حرب.
ورد البيت الأبيض على اتهامات تشيني بقوة الأربعاء بعد انتقادات الأخير لأوباما، وكتب مدير الاتصال، دان فايفر على مدونة البيت الأبيض يقول: «هذا يعني أن نائب الرئيس ديك تشيني وآخرين يركزون أكثر على ما يبدو على انتقاد الإدارة بدلا من إدانة المهاجمين.. ولسوء الحظ ثمة كثيرون ممن انهمكوا في لعبة واشنطن وتوجيه أصابع الاتهام وإثارة الجدل السياسي، بدلا من العمل معاً لإيجاد حلول لجعل بلدنا أكثر أمنا».
وجاء رد فايفر بعد ساعات قليلة على انتقادات تشيني اللاذعة، الذي قال في أول تصريح له بشأن محاولة التفجير الفاشلة، إن رد فعل الإدارة الأمريكية لهو خير دليل على أن أوباما يحاول أن يتظاهر بأننا لسنا في حالة حرب.
وأضاف نائب الرئيس الأمريكي: «يبدو أنه يعتقد بأنه إذا أعطي الإرهابيون حقوقاً كالأمريكيين، والسماح لهم بمحامين وقراءة حقوقهم عليهم، فإننا لن نكون في حالة حرب. ويبدو أنه يعتقد أنه إذا حاكمنا العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في نيويورك، ووفرنا له محاميا للدفاع، وحاكمناه في محكمة في مدنية فإننا لن نكون في حالة حرب. ويبدو أنه يعتقد أنه إذا أغلق معتقل جوانتانامو وأفرج عن الإرهابيين الموجودين هنا فهذا يعني أننا لسنا في حالة حرب».
كذلك قال تشيني إن أوباما «يتظاهر بأننا لسنا في حالة حرب» وكرر انتقاداته الشهيرة السابقة بأن الرئيس الجديد جعل من أمريكا أقل أمناً.
وتساءل تشيني «لماذا لا يريد أن يعترف بأننا في حالة حرب؟ فهذا لا يتناسب مع وجهة نظر العالمية التي حملها معه إلى المكتب البيضاوي، كما لا يتناسب مع ما يبدو أنه الهدف من توليه الرئاسة، أي التحول الاجتماعي، وإعادة هيكلة المجتمع الأمريكي».
ومن جهته، كتب فايفر في مدونته انتقادات لاستراتيجية بوش ـ تشيني في تركيز استراتيجية الحرب على الإرهاب على العراق.
وقال: «طوال 7 سنوات بعد هجمات 11/9، وفيما يتركز أمننا القومي وبشكل مطلق على العراق، وهو بلد لم يكن فيه أي وجود للقاعدة قبل أن نغزوه، أصبح أسامة بن لادن وقيادة القاعدة قادرين على إقامة معسكر لهم على المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان، حيث واصلوا التخطيط لهجمات ضد الولايات المتحدة».